الأطفال السوريون اللاجئون يشكون سوء تغذية وتكاثُر الأمراض المعدية

لاحظ الاطباء العاملون في العيادات النموذجية للاجئين السوريين التي انشأها الفريق القطري العامل في لبنان بتوجيهات من أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، أن عدداً كبيراً من الاطفال اللاجئين الى لبنان والذين تتم معاينتهم في هذه العيادات، يشكون انخفاضاً في الوزن ناتجاً من سوء التغذية. كما ان كثراً منهم يشكون حساسية وامراضا جلدية بسبب تدهور ظروف العيش والسكن، الى تكاثر الامراض المعدية مثل مرض الجرب والقمل والتهاب الكبد وغيرها. وهذا الامر دفع بالمشرفين على المراكز الى تكثيف الجهود مساهمة منهم في الحد من تفاقم الامراض ومنع انتشارها، عبر سلسلة من محاضرات للتوعية وتقديم الرعاية الصحية الاولية والمشورة والمعاينات الطبية للعديد من ابناء العائلات السورية اللاجئة، وخصوصا في مدينة زحلة في البقاع ووادي خالد في محافظة عكار.

وتقول مديرة هذه العيادات الدكتورة أميرة الصغير إن نسبة الاطفال الذين يتلقون العلاج في المراكز القطرية يفوق 52 في المئة من مجموع المرضى الذين تتم معالجتهم في هذه المراكز وهم بالآلاف شهريا، حيث يوزّع كيس للنظافة الشخصية على العديد من العائلات السورية المستفيدة من تقدمات العيادات القطرية يتضمن دواء للجرب، شامبو ضد قمل الرأس، ومعقما ويتم توزيع 4000 كيس شهريا في كل مركز.
ومع بدء العام الدراسي، وفي اطار متابعة الاوضاع الصحية والنفسية والاجتماعية وخصوصا للاطفال، نظمت حملات توعية صحية وسلسلة من اللقاءات الحوارية في المدارس كما في تجمعات اللجوء السورية.
وتحدثت الصغير ايضا عن العديد من “الحالات الصحية الطارئة” التي تمت معاينتها في العيادات خلال الشهرين الاخيرين، ومنها حالات الحروق المتعددة الدرجات، الجروح المتنوعة والملتهبة، الجروح التي تحتاج الى تقطيب ثم فك القطب، وحالات ضيق النفس والربو التي احتاجت الى عناية خاصة.
وأضافت: “لفتنا من خلال الفحوص المخبرية فقر الدم والنقص في الفيتامينات وخصوصا الكالسيوم والحديد والاكثرية لدى النساء الحوامل، وحالات الالتهابات البولية الحادة عند الكبار والصغار، وحالات مرض السكري، ونحن نقوم بمتابعة المرضى بقياس معدل السكري لديهم يوميا، ومنهم من يطالب بآلة لفحص السكري للمتابعة في مكان وجوده لكي لا يتكبد المشقات للوصول الى المركز، فضلا عن حالات الضغط والامراض القلبية، وحالات التقيّؤ والاسهال عند الكبار والصغار”.
واضافة الى مشاكل النظافة، فإن اطباء الامراض الجلدية حاضرون دائما لتقديم الاستشارة والمعاينة، ونقوم بشكل دائم بتوزيع مواد التنظيف والتعقيم بمعدل لا يقل عن 4000 سلة شهريا من كل من هذه المنتجات في كل مركز، وبزيارة العديد من المدارس لتقديم هذه المنظفات الخاصة، مثل: ديتول، شامبو ضد القمل، وضد الجرب مع النشرات والمحاضرات لنوفر للاجئين السوريين الحد الاقصى من المعلومات والمساعدات.
ولفتت الصغير الى ان الاهتمام الصحي شمل ايضا الوقاية من تسوس الاسنان عبر حلقات توعية ونشاطات داخل هذه المراكز وخارجها، ووزعت مواد للعناية بنظافة الاسنان والجسد، باشراف كل من الاختصاصيين ماري مقدسي واكرام عبدالله والممرضتين سناء اليوسف وسلام دويري.
وكان تركيز على ضرورة الوقاية من الامراض المعدية وكيفية تطبيق النظافة الشخصية وغسل اليدين بالماء والصابون قبل تناول وجبة الطعام وبعده، وأهمية تطهير المرحاض قبل استعماله للوقاية من الريقان. وشددت على الاستحمام اليومي وتبديل الملابس الداخلية وغسلها جيدا وأهمية قصّ الاظفار.

السابق
جنبلاط يسقط مبادرة عون و«14 آذار» تقتلها!
التالي
«عاصفة ميشا» تصل اليوم وزوبعة الشغور تغيّب «الاستقلال»