هيل: لنتحد في وجه التطرّف والجماعات التي تزرع الكراهيّة

محاطا بسيدات لبنانيات من مختلف المناطق والطوائف والمذاهب والاعمار رعى السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل حفل تخريج طالبات «الانكليزية للنساء» «TWE» في بيت الطبيب في تحويطة فرن الشباك. «الانكليزية للنساء» «TWE» (Teaching women english program) هو برنامج تعليم اللغة الانكليزية للنساء والممول من السفارة الاميركية في بيروت.

هذا البرنامج يقدم للنساء في المناطق الريفية الفرصة لتعلم اللغة الانكليزية ومساعدتهن ليصبحن مواطنات فاعلات في مجتمعاتهن. وقد دعمت السفارة هذا البرنامج المعد خصيصا للبنان منذ العام 2008 بقيمة 1،2 مليون دولار، وقد عملت السفارة هذا العام بالشراكة مع منظمتين «هيا بنا» وجمعية «معكم» الخيرية الاجتماعية. التي عملت مع منظمات غير حكومية مقرها في المناطق الريفية والنائية، من اجل «تقديم دورة في اللغة الانكليزية لمدة 6 اشهر للنساء اللبنانيات، بالاضافة الى دورات تدريبية حول المشاركة المدنية، والتبادلات الثقافية بين المشاركات لتقديم الفرصة للتفاعل والمشاركة مع نساء من مجتمعات اخرى، وقد حصل هذا البرنامج منذ اطلاقه في العام 2008 الى اكثر من 5500 امرأة يسكن في اكثر من 150 مجتمعاً محلياً في كافة انحاء لبنان.
واللافت ان كل البرامج التي تقوم بها السفارة لتطوير قدرات المجتمع اللبناني تلقى اهتماما لافتا من السفير هيل الذي يحرص شخصيا على المشاركة بها، ففي هذا الحفل وقف مطولا لالتقاط الصور التذكارية مع اكثر من 36 صفاً الذي تعدى عدد المشاركات منهن احيانا الـ 20 سيدة وفتاة معهن من لديهن احتياجات خاصة.
وقد حضر الحفل الى جانب السفير هيل وبعض اركان السفارة النائب مصطفى علوش النائب السابق صلاح الحركة وعدد من رجال الدين من مختلف الطوائف ورؤساء البلديات وشخصيات عسكرية، وقد وزع السفير هيل الشهادات الى اكثر من 720 خريجة.
وقد دعا هيل، إلى «الإتحاد في مواجهة الجماعات التي تحاول زرع بذور الكراهية، كتنظيم داعش»، مشددا على أهمية «الانفتاح على تعلم أشياء جديدة، ولقاء أشخاص جدد وتبادل الأفكار للتغلب على المتطرفين».
وقال إن «الولايات المتحدة التزمت صرف أكثر من مليوني دولار لهذا البرنامج الذي يقدم للنساء في المناطق الريفية فرصة تعلم اللغة الإنكليزية فضلا عن اكتساب جملة من المهارات الحياتية والمواطنية».
أضاف هيل ان «الطالبات يسعين من خلال هذا البرنامج، إلى تحقيق أهدافهن وأحلامهن، عبر تعلم مهارة جديدة، أو زيادة خبراتهن الاقتصادية، أو تحسين وضعهن العائلي». وتبع مخاطبا الخريجات: «جميعكن التقيتن أشخاصا جددا من جميع أنحاء لبنان، وزرتن مناطق جديدة في البلاد وتعلمتن أفكارا جديدة وأنتن تتشاركن الآراء».
وشدد على «ان التقاء الآخرين وزيارة مناطق جديدة من البلاد، هي جوانب رئيسية للبرنامج. فعندما لا نتواصل ولا نتحدث أو لا يستمع بعضنا إلى بعض، من السهل أن نؤمن بأسوأ الأمور عن الآخرين، فيصبح من السهل أن ننفر، ونكره. اليوم، في لبنان، نحن نرى جماعات مثل داعش تحاول زرع بذور الكراهية، وتحاول أن توصلنا إلى أن نحارب بعضنا بعضا، ونتخلى عن القيم التي توحدنا. ولكن يمكننا، لا بل يجب علينا أن نقف بوجه هذه الجماعات، ونبين لها أنها لا تستطيع الفوز. إن اللبنانيين والأميركيين يثمنون السلام، والتواصل والعلم. إذا بقينا متحدين، لن تستطيع هذه المجموعات أن تفوز. إن انفتاحكن على تعلم أشياء جديدة، ولقاء أشخاص جدد وتبادل الأفكار هو وسيلة يمكننا من خلالها الكفاح والفوز ضد المتطرفين».
وكان لرئيس جمعية «هيا بنا» لقمان سليم كلمة فذكر بان الركن الركين من الدولة التي ينشدها اللبنانيون واللبنانيات، ولو بدت اليوم بعيدة المنال، دولة المواطنية العادلة الجامعة، هو المزيد المزيد من المشاركة النسائية في الشأن العام وفي رسم السياسات العامة. واكد ان نجاحات هذا البرنامج انجازات يومية تحققها، بعيدا عن الاضواء في المنازل، والمشاغل والجامعات، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها من الميادين، هؤلاء السيدات المقبلات اليوم ليكافأن بان يمنحن شهادة عرفان رمزية لما بذلنه من جهد سواء في تعلم الانكليزية ام خلال النشاطات الاخرى.
ثم كانت كلمة لمديرة جمعية «معكم» التي تنفذ المشروع في شمال لبنان، غنى علوش، التي قالت: «في وقت كانت فيه هذه المنطقة تحتل الإعلام والأوساط السياسية المحلية والدولية بأخبار العنف والتطرف والتفجيرات، كنا، بالتعاون مع البلديات والجمعيات المحلية من مختلف الاتجاهات المذهبية والسياسية، نسعى إلى إرساء التفاهم من خلال اللقاء على العلم والتعلم بين نساء يأتين من خلفيات شتى يطمحن إلى التزود بسلاح غير سلاح القتل، أعني سلاح المعرفة الذي هو أقوى الأسلحة، فتحية لكن أيتها السيدات اللواتي استهن بكل الاعتبارات الأمنية وطلبن العلم ولو في ظل الخطر».
وقد اكد مسؤول تطبيق البرنامج الاستاذ رياض يزبك لـ «الديار» ان الحفل هو السادس هذه السنة حيث تجمع الصفوف في حفل مركزي وقد اكد ان معايير الاختيار هي المناطق النائية حيث تتقدم فرص حلم اللغة للمرأة التي لن تستفيد وحدها بل اطفالها وتساعدهم على التواصل مع اقربائهم في الخارج، وهذا البرنامج من اعداد المركز الثقافي والاعلامي في السفارة وجمعيتين هما «هيا بنا» في النصف الجنوبي من لبنان وجمعية «معكم» في النصف الشمالي من لبنان.
واكد ان المشاركين من مختلف الاعمار، بل الاهمية هي للمناطق النائية، وقد امتدت الدورة على مدى 6 اشهر كما تم التدريس في كتب صممت خصيصاً من قبل جمعية «هيا بنا» بالتعاون مع جامعة «origan» في الولايات المتحدة، يتلاءم مع الحياة اليومية للنساء المشاركات.
ولفت يزبك الى انه ضمن البرنامج هناك يوم مخصص لزيارة المشاركات لزميلاتهن في باقي المناطق.

السابق
بعد اللحوم …بدأت معركة «البوتوكس»
التالي
البغدادي يدعو في تسجيل صوتي جديد لشن هجمات في السعودية