مبادرة فقيرة أي مثقوبة ومن الثقوب ما لا يرتق

كيف الخروج من الأزمة والأنا وإعرف نفسك، إهتم بنفسك، صاحب نفسك، إعتني بنفسك، إرجع إلى نفسك، عالج نفسك، إحترم نفسك و إجعل من نفسك عبادة، هي أحد أبرز العناوين المقدسة التي فطرنا عليها و عليها مازلنا نموت و نحيا؟

فترة مضجرة لكنها إستراحة لمن أراد المتابعة وفرصة لرحيل من أراد بعد إحساس بعجز وخجل ومل من طول وسكون الإنتظار. إنه زمن الإنحطاط والإنطواء والتراجع والسلبية وزمن الإهتمام بالنفس والعناية بها والسعي لمعرفة طاقاتها وقدراتها، زمن يجعلك تشك بل وتتردد في فهم ما إذا كنا حقاً مخلوقات كائنية أو أنَ بعضنا هم خلاف ذلك أي من أجناس ملائكية وأن منهم مخلوقات نورانية يتمتعون بصفات إعجازية؟

المهم في الموضوع الذي نحن بصدده هو أننا أمام حالة قل نظيرها في السياسة اللبنانية أقلها منذ مدة وفيها أن القوي المتعالِ والمهيمن المسيطر حدد خصمه ولعله قرر الجهة الصالحة التي إرتضاها لتكون كذلك في المرحلة القادمة وهنا لب الموضوع وأصل الحكاية، ذلك أن العروض التي إنهالت على صاحبنا المتكبر قاربت القول “لو وضعنا الشمس عن يمينك والقمر عن يسارك وملكناك مالاً وزدناك شرفاً على أن يترك ما أبتليَ به” ما نفعت، حتى أمست معها الأيدي الممدودة كتلك الهزيلة الشاحذة. هو على ما يبدو متمسك بوظيفة الرسالة بكل ما فيها من عطاء ويود فقط أن يحمل قولاً وفعلاً لم يكن هو منشأه بل ناقله ويرفض الصورة (العرض) بل و يرفض أن يكون ممثلها أو مجسداً لها.

للسيد علاقات وأصدقاء أقوياء وأتباع مطيعين، ولد مع الثورة وله ثروة وتربية وكبرياء وشجاعة وصبر وجلد وحب للتمارين وعشق للإنتصار وتعظيم للموت وتشريف للقتلى وإعتبارهم شهداء، محاط بحكمة وبحكماء شجعان، يوقنون ويعقلون أن الإيجاب هو في تلاقي السالب بالسالب وأن الأوكسيجين مصدر الحياة هو مادة مؤكسدة تحلل الجسد وتتلفه شيئاً فشيئاً وأن من الناس من يسعى لإمتلاك الحياة حد الموت.

سيتغلبون عليك أن رضيت أو إرتضيت أن تكون كما أختاروك خصمهم أقلها لأنهم يعظمون الموت فيما أنت ومن معك منه خائفون، وتدرك ويدركون إنك لن تستطيع معهم صبراً وحكماءك وحكامك وأصدقاءك وحلفاءك وأتباعك ومن لف لفهم يتصرفون على أنهم أفراد تحكمها عائلات تطغى على قلوبهم الشهوات وحب المال وزينة الحياة. عدا عن إننا هرمنا ومازال بيننا من يراهن على خسارة فرس أو سقوط فارس ونسي أو جهل أن الرهان يلزمه حنكة وتخطيط وتدبير ومحايلة ومال وجهد وحب للنفس والذات كبير وما دمت فاقد لبعضها أو معظمها أو قليل منها أو كثير بقي أن نؤكد على أن ما تنشده مفقود ومشكوك في حصوله خصوصاً بعدما نفذ منكم و لم يبقي لكم ما تطلبون. وللتذكير فقد باءت بالفشل كل محاولات منع الوكالة الحصرية عنه في واجب الدفاع عن الوطن وكذا محاولات تاريخ النصر على أنه ليس لحزب بل لوطن، عجزتم بل إنكم ساهمتم جميعاً في صناعة دويلة داخل البلد، تقاعصتم في الإفادة من ما أطلقتم عليه إسم الثورة، ضعفتم أثناء المطالبة بسحب السلاح الغير مقاوم، شرعتم له المؤسسات وزدتم على ثروته ثروة، تنازلتم حد التنازل عنكم عندما أيقن الجمع أنكم عجز ومحاولة إستبدالكم مستمرة والبحث جار عن من هم أهل.

إعلم إنه لو بلغت من الكبر عتيا وأمضيت في السياسة السنين و فاتك الإهتمام بالنفس فمن الصعب عليك بل من الصعب جداً أن تدرك إصلاحاً خصوصاً
و أنك لست مخلداً ولا أدركت أهمية التوالد و ليس لك بعد إلا أن ترحل أو تغيروا ما بأنفسكم أو أن تنتظر أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

السابق
ترك العميد في الجيش السوري الحر عبد الله الرفاعي
التالي
اقفال طريق المطار القديمة بالاطارات المشتعلة من اصحاب الاكسبرسات