قاسم: مسار الرئاسة معروف ويمكن إنجازه بسرعة وإلا سيطول الفراغ

نائب الامين العام لحزب الله

رأى نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في احتفال تخريج طلاب “معهد الآفاق” في “قاعة رسالات”، أن “عاصفة استيراد الأزمة السورية هدأت، بعدما مرت ثلاث سنوات ونيف، وتمكن لبنان من أن يخفف انعكاساتها عليه، واستطاع أن يتحمل الجزء الأقل من سلبياتها بفعل عوامل متعددة، وخصوصا أن الرهانات التي كانت على تغييرات معينة يمكن أن تحصل في سوريا في الاتجاه السلبي قد سقطت، وبالتالي فشل الرهان الأميركي-الإسرائيلي التكفيري في أخذ سوريا حيث يريد، وهذا إنجاز كبير، وثبت هنا في لبنان أننا عندما نكون موحدين في النظرة إلى الأخطار وإلى القضايا المختلفة، يمكننا أن ننقذ لبنان، ونتفادى البؤر الأمنية ومخاطرها، وهذا ما حصل، فلم يكن للعاصفة التكفيرية الآتية إلى الشمال إلا أن مرت بأقل مضاعفات ممكنة، وبتحصين داخلي مهم، وهذا ببركة وحدة الموقف حيال التكفيريين”.

وقال: “جبل جليد العقبات للبنان الدولة هو انتخاب رئيس للجمهورية، واليوم الكل يعلق أهمية على هذا الانتخاب كمدخل لاستقرار البلد سياسيا، ومعالجة الكثير من القضايا، سواء قانون الانتخاب أو الأمور الأخرى، ولقد ثبت لدينا ولدى الجميع بعد التجربة أن الرئيس الأفضل للبنان هو الذي يملك حيثية تمثيلية، ويلتزم عهوده ومواثيقه، ولديه قدرة طمأنة مخالفيه تحت سقف القانون والمشاركة وبناء الدولة، ولا ينساق الى المشاريع الإقليمية والدولية. هذه المواصفات في رأينا مهمة لرئيس الجمهورية القادم، ونحن أعلنا خيارنا الذي نعتبره منسجما تماما مع هذه المواصفات المهمة للبنان الدولة”.

أضاف: “اليوم نحتاج إلى الخصوصية اللبنانية أكثر من أي وقت، ونحتاج إلى احترام التنوع اللبناني في المشاريع والتوظيف، وإلى أن نواجه إسرائيل كعدو وسوريا كصديق، ونحتاج الى لبنان الدولة لا لبنان المعبر أو المنصة، وهذا ما يجعلنا نصحح البوصلة في اتجاه الخيارات السليمة.وإذا كانت الاتصالات واللقاءات التي جرت في الأشهر الماضية والتي كادت تنجز معادلة الرئاستين (الجمهورية والوزراء)، إذا كانت هذه الاتصالات لإمرار الوقت، فهذا خطأ، ولكن يمكن تصحيحه في تصويب المسار وخصوصا أن الخيار المطروح هو خيار جيد ويحرك الواقع اللبناني نحو الأفضل.
فإذا أردنا أن نكسب الوقت، فمسار الرئاسة المتاح محدد ومعروف، ويمكن إنجازه بسرعة، وإلا سيطول الفراغ كثيرا بحسب ما هو ظاهر إذا لم يتصرف الجميع على قاعدة الحقائق الموضوعية المتاحة”.

وأكد “أننا مع إنجاز قانون الانتخابات في أسرع وقت، وقانون الانتخابات الأعدل هو قانون النسبية، أما القانون الحالي فسيعيد أزمة التمثيل والإدارة وعدم المحاسبة، وسيعيد إنتاج سلطة لا تغير في الواقع شيئا، وتبقينا في حالة الركود السياسي مع كل انعكاساته الاقتصادية والأخلاقية والعملية. القانون النسبي هو على قياس بناء الدولة، أما الأكثري، فعلى قياس إعادة إنتاج الأزمة الداخلية، ونحن ندعو إلى إعادة إنتاج لبنان بشكل صحيح وفق القانون النسبي”.

واعتبر أن “لا حلول سياسية على المدى المنظور في المنطقة، ومن كان ينتظرها فسينتظر أشهرا طويلة، بل سنوات، لأن الأطراف الفاعلة تتوقع تغيير المعادلات الميدانية لمصلحتها قبل الوصول إلى إطار الحل، وليس معلوما إذا كانت هذه الأطراف ستنجح في الوصول إلى نتائج حاسمة، ولذا ستبقى المراوحة إلى حين يقتنع البعض بأن لا حل إلا بالتنازلات التي تفتح المجال لمعالجة سياسية في المنطقة”.

وشدد على أن “المقاومة خيار ناجح، ونحن في ذكرى يوم الشهيد (شهيد حزب الله) نؤكد بحسب الأدلة القطعية التي حصلت أن المقاومة خيار ناجح، وإنجازاتها واضحة ومتراكمة، وهي التي حصنت لبنان من الاحتلال والعدوان، ولم تعمل يوما وحدها، ولم تطلب أن تكون كذلك، وحقق نصرها نصرا للبنان ومشروع التحرير في المنطقة. وعلى الرغم من كل الحملات التي تتعرض لها المقاومة، فقد ازداد الالتفاف حولها، والآن نلاحظ عودة لأولئك الذين شردوا عن المقاومة إلى المطالبة بها والالتفاف حولها.
هذه المقاومة هي شهادة تمنح، وقد تخطت كل الاختبارات، وبكل صراحة أقول: هنيئا لكل من كان مقاوما أو مؤيدا للمقاومة، فهي موضوع فخر واعتزاز”.

وختم: “المقاومة اليوم ربح وطني صاف، وربح إقليمي مؤثر، وربح مستقبلي تراكمي، ومن الغباء أن يفكر البعض في أن يتخلى عن هذا الربح لخسائر حتمية محققة. ستشهد الفترة المقبلة جملة من اللقاءات والحوارات بين أطراف لم تكن تلتقي سابقا بسبب بعض التشنجات أو بعض الاختلافات في الرؤى، وهذا يمكن أن يفتح الطريق لمرحلة جديدة إذا ما توافرت الإرادة الجدية. بإمكان أي حوار أن يقتصر على الشكل وهو الحد الأدنى، وبالإمكان أن نبني ثقة متراكمة لاجتراح حلول تحقق الفائدة للجميع، والحمد لله أن الجميع أدرك اليوم أن الخيار هو الحوار ولا يمكن لأحد أن يستفرد بهذا البلد”.

السابق
عكاظ: حزب الله لم يتجاوب مع دعوات الحوار
التالي
الاساتذة الجامعيون في المستقبل: لاحتضان اللبنانية والتجاوب مع مطالبها