الأحساء تواري ضحاياها الثرى .. اليوم

علمت «الحياة» أن التحقيقات الأمنية مع عناصر خلية الهجوم على قرية الدالوة في محافظة الأحساء، الذين تم القبض عليهم، أحرزت تقدماً في الكشف عن ملابسات ما جرى مساء الإثنين الماضي، والتخطيط الذي سبق العملية، وكيفية تنفيذها وتوزيع الأدوار بين أفراد الخلية. فيما لا يزال بعض من تم توقيفهم يخضعون للرعاية الصحية، إثر إصابتهم خلال المواجهات، وخصوصاً في عمليات الدهم التي شهدتها مدينة بريدة (منطقة القصيم).

ورفضت مصادر تحدثت لـ«الحياة» الكشف عن الارتباطات الخارجية للخلية المنفذة، التي تضم «مبدئياً» أكثر من 20 عنصراً، وما إذا كانت تلقت «أمر عمليات» من الخارج، أو أنها بادرت إلى تنفيذ العملية من تلقاء نفسها. إلا أنها أشارت إلى احتمال إلقاء القبض على آخرين لهم «صلة ما» بمن تم توقيفهم إلى الآن.

من جهته، أكد أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أن منفذي جريمة قرية الدالوة في الأحساء سيقدمون لمحاكمة عادلة، وستنفذ فيهم الأحكام التي يصدرها القضاء. فيما تواصل الأجهزة الأمنية السعودية تعقب المُشتبه بتورطهم في أحداث قرية الدالوة (محافظة الأحساء)، في أكثر من منطقة سعودية، وخصوصاً في وسط البلاد وشرقها.

ونفذ وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، رحلات مكوكية لنقل تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، متنقلاً خلال ساعات قليلة بين حائل والقصيم والأحساء، مقدماً فيها واجب العزاء والمواساة في الشهيدين: العريف مظلي تركي رشيد الرشيد، والنقيب محمد العنزي اللذين استشهدا خلال مواجهة الخلية الإرهابية التي نفذت الاعتداء على حسينية المصطفى في قرية الدالوة، وكذلك زار وزير الداخلية، حسينية المصطفى التي شهدت الحادثة الأليمة، وعاد الجرحى في مستشفى الملك فهد في الهفوف.

ومع تكرار اسم عائلة المطاوعة التي راح عدد من أفرادها في الحادثة بين قتيل وجريح، تبيّن أن أفراد هذه العائلة التي هاجر جدها الأكبر إلى البحرين قبل نحو 4 قرون، يتوزعون بين سنّة وشيعة، لكنهم ومثل بقية الأحسائيين يتجاوزون الحال الطائفية. وفي الأحساء، تتسارع الاستعدادات لدفن ضحايا الحادثة الإرهابية التي شهدتها بلدة الدالوة، بعد أربعة أيام من مقتلهم. وقررت اللجنة المنظمة للمراسم دفن المتوفين بالحادثة في الساحة الملاصقة لمسجد المرتضى عصر اليوم (الجمعة). فيما سيكون مكان العزاء في المخيم المُعد على أرض إقامة مهرجان الزواج الجماعي في الجهة الغربية الجنوبية من البلدة. وسيبدأ استقبال المعزين من ليلة السبت إلى يوم الإثنين، عصراً وليلاً. كما ستوفر اللجنة عدداً من الحافلات لنقل المعزين من بقية المدن والقرى. فيما يتوقع أن يتوافد على القرية آلاف المعزين من مناطق المملكة كافة، إثر تشكيل وفود لتقديم العزاء ومواساة أسر الضحايا وأهالي البلدة، في محاولة للتعبير عن الوحدة الوطنية، وتفريغ الحادثة من بعدها «الطائفي»، الذي حاول منفذو الجريمة إيجاده، سعياً لشق وحدة المجتمع السعودي.

 

السابق
9 وزراء صوتوا ضد التمديد… ولكن دون نتيجة
التالي
تطبيق Whatsapp الجديد… الهروب لم يعُد ممكناً!