خلاف علي البيض وطهران يقفل «عدن لايف» بالضاحية

عدن لايف
دخلت ايران إلى اليمن من بوابتين كبيرتين ليكون لها سيطرة على باب المندب وتحقق لها ذلك عن طريق الحوثيين. فما كان منها إلا أن جففت ينابيع الدعم الإعلامي عن الحراك الجنوبي. فما هي قصة "عدن لايف" ولماذا تنتظر هذه القناة إقفالها؟

على الرغم من أن علي سالم البيض وقع على اتفاق الوحدة مع علي عبد الله صالح لتأسيس الجمهورية اليمنية في 1990 الا انه عاد في العام 2009 ليدعم “الحراك الجنوبي” حيث أعلن نيته السعي لإعادة الدولة الجنوبية باعتبار أن الوحدة انتهت، ولم ينتج عنها سوى احتلال الجنوب من الشمال.
خرج علي سالم البيض عن صمته عام 2009، حين فتح له الرئيس السابق علي ناصر محمد الطريق إلى طهران حيث بدأت العلاقة سرية، وكان أنصار الحراك الجنوبي وقادته ينفونها على الدوام.
لكن سرعان ما بدأت بوادر العلاقة تظهر إلى العلن بعد افتتاح مكتب اعلامي للبيض في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل سنوات، للعمل فيه بعد عودة عدد من الشباب اليمني من إيران، والذين خضعوا للتدريب هناك. وقد أكد عدد ممن سافر عبر مطار دمشق، أن “السفر كان يجري من دون إجراءات روتينية، وأن برنامج الزيارة يبدأ بطقوس دينية منذ اللحظة الأولى، عبر زيارة مدينة قم الدينية”، وذلك بحسب مصادر اعلامية يمنية.
ولوحظ ارتفاع نسبة سفر الشباب اليمني إلى إيران، وكانت الذروة في الدعم من خلال افتتاح قناة “عدن لايف”، وهي المعروفة بتلفزيون البيض والتي باشرت عملها بداية في بثّ خطابات الرئيس السوري بشار الأسد والسيد حسن نصر الله والتي تبث مباشرة من ضاحية بيروت الجنوبية(السان تريز)، اضافة الى عدد من الفضائيات منها “المسيرة” و”الساحات” الحوثيتين.
واليوم تواجه قناة “عدن لايف” التي تنطق باسم الحراك الجنوبي، خطر التوقف بحسب مصادر اعلامية خاصة بـ”جنوبية” بسبب الخلاف الناشئ بين ايران وعلي سالم البيض الذي ظهر جليّا بعد دعم ايران للحوثيين وتحركهم. وقد توقف جزء كبير من فريق العمل المكون من مجموعة لبنانية ومجموعة اخرى يمنية بسبب تخفيض ايران للميزانية المخصصة للقناة الى النصف، مما قد يضطر الفريق الاعلامي والتقني اليمني للعودة الى بلاده بعد هذه الانتكاسة.

عدن لايف البيض ويعتقد المراقبون، أن السبب في الخلاف هو ان تيار سالم البيض لم يكن قويا كفاية حيث استفادت ايران من حلفائها الحوثيين في الشمال، على الرغم من الدعوات والتحذيرات التي أطلقها عدد كبير من الجنوبيين، في حال استمر إرسال الشباب إلى طهران واستمرار تشييعهم.
واستغلّت إيران مشاعر الجنوبيين، لكن من خلال دعم الحوثيين في حراكهم حيث صار لها منفذ على الممرات البحرية، خصوصاً مضيق باب المندب في عدن، الذي يُعدّ ثالث أهم ممر بحري في العالم. فطهران تعلم، ان الجنوب ذو غالبية سنية ترفض المذهب الزيدي الذي يؤمن به الحوثيون. لذلك ساءت الأمور في الفترة الأخيرة بين البيض وطهران، وهو ما كان متوقعاً كون طهران ترددت في دعم مطالب الجنوبيين رغم محاولاتها تشييع الشباب الجنوبي.
وأكدت مصادر اعلامية لـ”جنوبية” أن العلاقة بين البيض وطهران تكاد تكون منتهية، لأن طهران استغلت الجنوبيين لتحقيق مكاسب لصالح الحوثيين. وباتت العلاقة اليوم في أسوأ حالاتها.
وبحسب اعلامي خبير بالشأن اليمني فان: “قناة عدن لايف كانت تسير بدعم ايراني، لكن الايرانيين خفضّوا من ميزانيتها الى حدودالنصف قبل اشهر، وتبقى احتمالات اغلاقها واردة”. وردا على سؤال عن السبب أهو سياسي بسبب الخلاف القائم ام هناك اسباب اخرى، مع الاشارة الى ان فريق العمل مكون من يمنيين ولبنانيين مناصفة؟ يرى الاعلامي ان السبب في اقفال القناة هو ان القناة تدعم جهود انفصال الجنوب، ولان ايران حاليا هي لاعب اساسي في اليمن من خلال الحوثيين، فهي ليست مع خيارالانفصال، لذا عمدت الى تخفيف الميزانية في اشارةالى هذا الموقف”.
وعن آفاق المستقبل لهذه العلاقة، يقول المصدر إنها “لا تزال غامضة، خصوصا مع عدم استقرار الوضع في اليمن”.
اما مظاهر الخلاف اعلاميا غير اقفال القناة، فيرى الخبير الاعلامي إنه “دعم ايران لقناة “المسيرة التابعة لجماعة الحوثي مثلا، وهي قناة مؤيدة للوحدة.
ويختم ردا على سؤال هل لايران علاقة بمؤسسات اعلامية داخل اليمن، قائلاً: “لا اعلم”. ويؤكد انها “جميعا تبث عبرالنايل سات اي انها مرخصة وخاصة تلك التي تعمل في لبنان. ولا معلومات عن مصير الزملاء العاملين في “عدن لايف” وعلى الاغلب انهم سيعودون الى بلادهم”.

السابق
الرياضي يُودّع البطولة العربية على يد سَلا المغربي
التالي
افتتاح مهرجان بيروت للطبخ في «البيال»