الحرب طويلة والاميركيون عائدون وخرائط المنطقة تحت المجهر.. فماذا نحن فاعلون؟

تقول مصادر مطلعة على الاجواء الاميركية: ان حرب التحالف الدولي على تنظيم داعش ستكون طويلة  جدا وقد تستغرق اكثر من عشر سنين وان القوات الاميركية والتحالف الدولي ستعود الى العراق وتنتشر في العديد من دول المنطقة تحت عنوان مكافحة الارهاب، وان هذه العودة ستأخذ طابعا قانونيا ودوليا من خلال اعادة توقيع الاتفاقية الامنية والعسكرية بين العراق واميركا وبمشاركة دول اخرى من التحالف، وان الاميركيين لن يكتفون بالغارات الجوية وارسال المستشارين، بل سيعمدون لاقامة قواعد عسكرية جديدة في العراق ودول اخرى بموافقة حكومات المنطقة وخصوصا العراق، وان ما تم رفضه سابقا سيتم القبول به اليوم.

وتضيف المصادر: ان هناك عشرات الخرائط الجديدة موجودة على طاولات اصحاب القرار الدوليين وخصوصا الادارات والمؤسسات الاميركية والبريطانية، وانه حتى الان لم تحسم اشكال الخرائط التي ستعتمد وكيف سيتم تقسيم المنطقة وهل سنكون امام سايكس –بيكو جديدة او امام اعادة دمج الدول والمناطق مع بعضها البعض سواءا على اساس مذهبي او عرقي او اثني، وان كل دول المنطقة تحت المجهر ولا توجد خيمة فوق رأس اية دولة كبيرة او صغيرة ، سواءا كانت خليجية او اقليمية او في شمال افريقيا.

وتتابع المصادر،: ان الصراعات الدائرة في المنطقة ستشتد ولن تنجح الدول الاساسية في التوصل الى اتفاقات ثنائية او ثلاثية او جماعية لانهاء الازمات المختلفة وخصوصا في سوريا والعراق واليمن والبحرين وليبيا، وقد تمتد المشاكل كما يحصل الان الى تركيا وايران والسعودية ودول اخرى، وان الحرب على داعش ليست حقيقية وهي مجرد غطاء من اجل اخضاع كل دول المنطقة للسيطرة الاميركية-الغربية مجددا.

وسواء صحت هذه المعطيات او كانت مجرد تسريبات بهدف تهيئة الاجواء للقبول بعودة الوجود العسكري الاميركي والغربي الى بلادنا ، فان ما يجري من احداث وتطورات في سوريا والعراق واليمن وليبيا وبدء انتقال الصراعات الى تركيا وايران والسعودية يكشف عن خطورة ما يجري، في ظل استمرار القوى الاساسية وخصوصا التيارات الاسلامية على اختلاف توجهاتها في الانخراط في الصراع الدائر واستنزاف كل الطاقات في هذا الصراع، وارتكاز كل مجموعة او تيار الى قوى اقليمية او دولية تدعمه ، كما انه حتى الان ليس هناك حلول او مبادرات جدية من اجل التوافق ، وكل الاتصالات والمبادرات والحوارات التي جرت حتى الان لم تؤد الى اية نتيجة، بل لاحظنا عودة السجالات والتهديدات بين الدول الاساسية في المنطقة وخصوصا ايران وتركيا والسعودية، مع انخراط كل القوى في الصراع الدموي بكافة الاشكال وبكل الاسلحة والامكانيات.

والمشكلة الاخرى التي نواجهها ان القوى الحية في الامة وخصوصا التيارات الاسلامية والقومية ترفض اجراء اية مراجعة لادائها والجلوس الى طاولة الحوار فيما بينها، وكل فريق يعتبر انه معه حق وان ما يقوم به هو دفاع عن الوجود وان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وبموازة ذلك يستمر العدو الصهيوني في حربه للصراع على المسجد الاقصى ولا تنفع المعارك والمواجهات التي تخوضها قوى المقاومة لاعادة الاولوية الى الصراع مع العدو الصهيوني وهو المستفيد الاكبر ومن خلفه اميركا من كل ما يجري.

طبعا لا تنفع الامنيات والكلمات الجميلة والدعوات الطيبة لوقف حالة الانهيار في الامة ،وحجم الصراع والدمار والدماء التي تنزف اكبر من كل شيء، لكن مع ذلك ينبغي البحث عن حلول ومعالجات وتلك مهمة صعبة وليست سهلة.

لكن من يمكن ان يتولى تلك المهمة ومن هم الرجال اصحاب الهمم  او من هي الجهات التي يمكن ان تبادر لوقف النزيف ذلك هو السؤال الصعب.

السابق
الحوثيون بدأوا الانسحاب من صنعاء
التالي
من طبيب في اسرائيل…الى قتيل في صفوف «داعش»