الشعار: ستبقى المدينة عصية عن الإنجرار الى ميادين الفتن

المفتي الشعار

إلتقى مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار الزملاء الإعلاميين في طرابلس في مطعم “أبو نواس” بطرابلس، في إطار التمهيد للمؤتمر الصحافي الذي سيعقده قادة الطوائف الإسلامية والمسيحية في مقر مطرانية طرابلس المارونية، في الثانية عشرة من ظهر يوم الأربعاء المقبل، للاعلان عن موعد إنعقاد “لقاء طرابلس” والثوابت الوطنية التي تتضمنها الوثيقة التي ستصدر عن اللقاء وتحظى بتأييد مختلف القوى المحلية.

وحضر اللقاء مع المفتي الشعار أعضاء اللجنة التحضيرية للقاء: رئيس دائرة أوقاف طرابلس الدكتور الشيخ حسام سباط، نقيبة أطباء الأسنان الدكتورة راحيل الدويهي، الدكتور واثق مقدم، الدكتور أنس شعار، جورج دروبي، وفاء خوري.

وفي مستهل اللقاء، قال المفتي الشعار: “في هذا اللقاء السريع رغبت مع اللجنة التحضيرية التي تعد للقاء طرابلس لإعلان الثوابت الوطنية، أن يتم هذا اللقاء في ما بيننا لأمور لإعتقادنا إبتداء أن الإعلام عنصر أساسي من عناصر نجاح كل مشروع، وأعني بالإعلام الذي يصر على أن يبقى رسالة تصنع مناخا سياسيا وثقافيا ووطنيا في المجتمع والوطن وحيثما حل ورغبنا ان يكون الإجتماع معكم مباشرة حتى ينشأ نوع من التعاون في ما بيننا، لإعلاءالصوت وإيصاله إلى جميع اللبنانيين لننقل إليهم ضميرنا وموقفنا، مؤكدين على ما نتمتع به من ثوابت واضحة تعتبر أساسا في بناء الوطن، وتعتبر لحمة أساسية في التأكيد على وحدة الكيان الذي يربط تاريخ لبنان بحاضره ومستقبله”.

أضاف: “قيمة هذا اللقاء معكم في التعاون وإياكم لنحقق رسالة أساسية ولنوقف تلكم العواصف الساخنة التي توجه الى طرابلس والشمال، لا لنعلن رفضنا للإرهاب وكفى، فذاك أمر بديهي ولكن لنؤكد أن حقيقة طرابلس والشمال لا تتفق مع الإرهاب ولا في أي جانب أو زاوية أو شعب من الشعوب أو ناحية من النواحي. فالشمال كان ولم يزل وسيبقى قلب لبنان النابض بالحيوية والحياة والوحدة الوطنية معتزا بنسيجه الوطني وعيشه الواحد المشترك”.

وقال: “قيمة هذا اللقاء، أن نوقف العدوان الذي يوجه في كثير من الأحيان معتمدا على شرارة أو على عمل فردي ليس له أصول وليس له وجود وليس له بيئة ولا محضن لمجرد أن رصاصة أطلقت، تتهم المدينة بصفات متعددة يمكن أن تحدث في أي مكان سواء في لبنان أو غير لبنان”.

وتابع: “ستبقى هذه المدينة عصية عن الإنجرار الى ميادين الفتن. فنحن قوم عندنا مناعة ضد الفتنة وضد الإرهاب وضد التقاتل بل وضد التصادم، وعندنا محبة ورغبة ومتعة أن نعيش مع الآخر أيا كان ذاك الآخر أيا كان معتقده أيا كان إنتماؤه، أيا كان موقفه السياسي أيا كانت ثقافته أو خلفيته. اردنا أن يكون هذا اللقاء معكم لنتعاون من أجل الحفاظ على قلب لبنان لينبض محبة وعطاء وحيوية ووحدة وتمسكا بلبنان أرضا ومؤسسات، وشعبا وتنوعا وتعددا وتميزا. فما يميز لبنان أكثر من أن يعد في هذه العجالة، ولست هنا بصدد التعداد لكن التعدد والتنوع يدل على النفوس الكبيرة والعقول المستنيرة والفكر المتقدم لأن الكبار لا يخشون الآخر، ولأن أرباب الفكر والثقافة والحجة يستوعبون مطلق ثقافة وفكر وحجة، هذا هو ميدان النقاش لنثبت حضورنا ووعينا الوطني ولن يكون التعدد يوما سلبيا او منتقصا أو عامل تفكك او تصادم على الإطلاق”.

وتوجه إلى الإعلاميين، قائلا: “رسالتكم في غاية الأهمية كما أنها في غاية الخطورة وسبق في لقاء سابق معكم أن تناولت بعض ملامح رسالة الإعلام والإعلاميين هذه الرسالة تبقى خفاقة طالما انها تعبر عن الحقيقة والواقع وطالما انها تعبر عن المناخ العام وطالما انها لا ترتهن لمطلق توجه سياسي أو مذهبي أو ديني. فالإعلام كلمة والكلمة الطيبة أصولها ثابتة ومثمرة وإذا تنحى الإعلام عن مهمته وقيامه برسالته أو إن جر بعض الإعلاميين نتيجة ضعف أو إنتماء ذلكم يعني أن صمامات الأمن في الوطن بدأت تتراجع”.

أضاف: “إن وجودكم وتعاونكم معنا لإيصال الكلمة الطيبة يدل على إنتمائنا وتجذرناالوطنيين، مسلمين ومسيحيين، أيا كان إنتماؤنا السياسي، فلبنان يضمنا ويجمعنا وسماؤه تظللنا ولبنان يفخر ويعتز بكل واحد من أبنائه”.

وتابع: “هذه مقدمة لما أود أن أطلبه، متمنيا عليكم الحضور يوم الأربعاء في الساعة الثانية عشر ظهرا الى مطرانية الطائفة المارونية الكريمة عند سيادة المطران جورج بو جودة لأننا سنعقد مؤتمرا صحافيا نعلن فيه عن موعد ومضمون لقاء طرابلس، فقد رغبت أن يكون الداعي إليه هو المرجعيات الدينية مجتمعة وليس دار الفتوى كما تعودت، لنؤكد الولاء الى الوطن والإنتماء إليه ووحدة العمل ووحدة المسيرة”.

وقال: “عندما نجتمع في المطرانية معلنين على لسان المفتي والمطارنة معا فلعل هذا يعطي مدلولا جديدا يطمئن ويريح ويؤكد هذا المضمون الذي ندندن حوله وإياكم. وبالمناسبة أتمنى حضوركم في يوم إنعقاد اللقاء لإجراء المقابلات مع الحضور الذي سيكون لافتا ونوعيا وربما من أغنى اللقاءات حضورا سيما، وأنتم وسيلتنا الحضارية لإيصال صوتنا وكلمتنا ونعلم كثيرا عن مهارتكم وقدراتكم”.

وتابع: “نعلن ذلك كله ونحن مطمئنون ومرتاحون وأنا شخصيا أشعر بإفتخار عندما أجد أبناء بلدي أخذوا حضورهم الإعلامي في وزن لافت وفي حضور مميز إما في تقرير أو دراسة أو مقابلة كل ذلك من شأنه أن يجعل مجتمعنا الشمالي مجتمعا متقدما ومنفتحا ونابضا، ولن يتقدم شيء على الكلمة على الإطلاق”.

وختم الشعار: “آمل في أن نكون جميعا رسل الكلمة الطيبة ورسل الخير وبناة لهذا المجتمع والكيان ونمثل السد المنيع لأية هجمة على بلدنا أو مؤسساتنا أو جيشنا أو قوى أمننا أو مطلق معلم من معالم هذا الوطن، وأتمنى أن يتكرر اللقاء معكم بعد لقاء طرابلس لأمور عدة لا من أجل التقويم فحسب، وإنما من أجل أن نرسم طريقا للمتابعة لأننا لن نتساهل بهوية مدينتنا فإنها عاصمة الشمال وعاصمة لبنان الثانية، وأنها منبع التسامح والإعتدال والمحبة والعيش الواحد المشترك، ولا أعتقد أن أحدا في الشمال يمكن أن يتباطأ أو يتأخر عن المشاركة في هذه الخطوة النوعية فعلى العكس متحمسون للمشاركة وأكثر من ذلك، وأنا جد شاكر لكل من ساعد وأيد وأعطى ووقف معنا وساعدنا على إنجاح ما نحن فيه”.

السابق
الشرق الاوسط: وزير الدفاع اللبناني في طهران لبحث الهبة الإيرانية لتسليح الجيش
التالي
«داعش» تأقلم مع الضربات الجوية ويمكنه السيطرة على مطار بغداد