«تلة موسى» عنوان الفشل الميداني لحزب الله في سوريا

جرد عرسال
إعلان الجيش منذ أيّام أنّه بصدد مهاجمة تلة موسى القابعة فوق جرد عرسال الشرقي على الحدود السورية يؤشّر الى يأس حزب الله من السيطرة على هذه التلة الاستراتيجية وفشله، بعدما كان قد اعلن مرارا عن احتلالها وتخليصها من مسلحي جبهة النصرة، وهذا يدل على انه يستنجد بالجيش للوقوف قبالة محور هذا التل لتبريد جبهتها.

منذ اندلاع المواجهات في جرود عرسال بين حزب الله من جهة وفصائل المعارضة السورية قبل عام تقريبا، والحزب لا ينفك يعلن كل شهر تقريبا عن سيطرته على تلة موسى التي تقع في جرود رأس المعرة الملاصقة لجرود عرسال، وهي احدى اعلى تلال جبال القلمون، يستطيع المتمركز فيها السيطرة بالنار على جزء واسع من جرود عرسال.

غير ان الواقع شيء آخر، فتلة موسى ما زالت حرّة عصيّة على الاحتلال من حزب الله ومن جبهة النصرة وأخواتها في المعارضة السورية على حدّ سواء، اذ ان غزارة النيران التي يطلقها كل طرف من المتقاتلين على التلة المذكورة كفيلة بان لا يصمد فيها أحد، فالقتال يجري في محيطها وقوات المعارضة السورية تتحصّن حولها مانعة عدوّها الحزب الشيعي اللبناني من السيطرة عليها.

فبحسب مصدر في “حزب الله”، فإن السيطرة على هذه التلة كانت ستجعل تحركات المعارضة في الشتاء معرضة لخطر الكمائن، مما يغلق جزئيا معبر عرسال، بعدما أغلق معبر الزبداني.

غير ان الجديد هو ما أوردته مصادر اعلامية نقلا عن الجيش اللبناني، وهو أنّ الجيش قادر على دحر “داعش” كلياً وعلى فصل الجرود عن مدينة عرسال، لكن عليه السيطرة على “تلّة موسى” لكي يسدّ جميع المنافذ بين المدينة والجرود. مضيفا ان القرار السياسي غير متّخذ بعد في هذا الموضوع بعد.

وبهذا يكون الجيش اللبناني قد دخل فجأة على خط محاولات السيطرة على تلة موسى، وذلك بعد فشل حزب الله المتكرر في السيطرة عليها.

ويرى متابعون لما يجري على الجبهة اللبنانية السورية، ان حزب الله يكرر سيناريو يستخدمه في معظم الجبهات التي استعصت عليه، فيعمد الى تسليمها للجيش والانسحاب الى جبهات أخرى، وان ما حدث في جرود عرسال قبل شهرين في “وادي حميد” وغيره هو خير دليل على اعتماده تلك الخطة التي تغطي اخفاقاته الميدانية، فيجيرها الى الجيش اللبناني”الضعيف” على حدّ قول اعلام الممانعة ودعايتها التي تزعم ان الجيش لا يستطيع ان يقاتل دون مساعدة حزب الله، بالمقابل يقوم هذا الاعلام بالترويج لأدنى تقدم عسكري لحزب الله على الجبهة وتصويره على انه من انجازات الحزب الميدانية العظيمة وتضمه الى قائمة الانتصارات.

واذ يتأكد يوما بعد يوم ان لا حسما عسكريا في بلاد الشام لأي طرف من الأطراف، وان جبهة القلمون – السلسلة الشرقيه، التي يغرق حزب الله فيها بحرب استنزاف مريرة تبدو أبعد ما يكون عن انتصار وشيك، فإنّ تلة موسى في جرود عرسال سوف تبقى عنوانا بارزا لفشل ميداني صريح بدأ يعاني منه حزب الله بعد حوالي عام ونصف من اعلان تدخله العسكري في سوريا وانتصاره في مدينة القصير الذي دخلها غازيا فدمرها هو والجيش السوري وهجّر أهلها، فشرد معظمهم الى جرود السلسلة الشرقية يقاتلونه ويطلبون الثأر الطائفي ممن كان سببا في نكبتهم وفقدانهم لممتلكاتهم ولأرواح أبنائهم.

السابق
الجزيرة: انفجار كبير وسط عين العرب
التالي
فيديو صادم – ضرب طفلة رضيعة بخيزران