اقتراح ايراني للحل السوري من 13 نقطة رفضته السعودية وتركيا

السعودية وإيران

أمام تعدد السيناريوهات وزحمة التوقعات حول المخارج المتوقعة للأزمة الرئاسية اللبنانية، وفي موازاة الاسترخاء السياسي الذي يعبر عنه غياب نواب الأمة عن جلسات الانتخاب مظللين بسقف حق المقاطعة ومستندين في استرخائهم الى الخط الأحمر الدولي المرسوم لاستقرار لبنان لعدم القيام بواجبهم الوطني، على رغم الكم الهائل من المخاطر المحدقة بالبلاد، رسمت مصادر دبلوماسية غربية صورة قاتمة عن مآل الوضع اللبناني في ما لو استمر انكفاء السياسيين عن الاضطلاع بدورهم الوطني والمسارعة الى انتخاب رئيس للبلاد. وقالت لـ”المركزية” ان استمرار المراهنة على المظلة الدولية لا يمكن ان يوظف أو يستند إليها لاستمرار التقاعس خصوصاً بعدما تبين ان المظلة “ثقبت” والخشية من انهيارها لامست منسوباً مرتفعاً لا سيما بعد هجوم بريتال وعملية “حزب الله” في شبعا اللذين عكسا مدى الإصرار على جر لبنان عنوة الى أتون النار السورية، ويهددان في ما لو استكملا بفصول عسكرية اضافية، ان باستهداف الحدود جنوباً او بحرب عصابات قد يعمد إليها مسلحو “النصرة” و”داعش” بقاعاً، بانفجار واسع على مستوى لبنان عموماً.

لذلك، قالت المصادر ان الخطر الوجودي على الكيان اللبناني حمل دبلوماسيين غربيين على التحرك سريعاً لفك ارتباط ملف لبنان عن ملفات المنطقة وعلى وجه الخصوص الأزمة السورية وعزل ساحته الى أبعد قدر ممكن عما يجري اقليمياً ودولياً، ذلك ان الملف السوري على وجه الخصوص متداخل ومعقد الى درجة يصعب ارساء حلوله في المدى المنظور.

ولفتت المصادر الى ان حجم التجاذبات في اقتراحات الحلول المطروحة لأزمة سوريا كبير جداً، وسط نزاع اقليمي بين المحورين الإيراني والسعودي وعدم حسم الولايات المتحدة أمرها وموقعها بينهما. وكشفت ان إيران اعدت اقتراحاً من ثلاث عشرة نقطة كإطار حل للازمة السورية لم يتم الإفصاح عن مضمونه الا ان اوساط غربية مواكبة تحدثت عن انه يقترح مرحلة انتقالية وتشكيل مجلس عسكري او حكومة انتقالية ترفع إليها كل صلاحيات الرئاسة الى حين الاتفاق على الحل الشامل على ان يبقى الرئيس بشار الأسد في سدة الرئاسة ويحسم قراره بين ما اذا كان سيبقى على رأس اقليم علوي من ضمن مشروع الأقاليم في البلاد او يتنحى ويغادر الحكم. غير ان عدداً من الدول الاقليمية أبرزها المملكة العربية السعودية وتركيا ودول غربية أخرى رفضت الاقتراح الإيراني على رغم عدم عرضه رسمياً، ووضع فيتو على بقاء الأسد او اشراك ايران في اي مشروع حل في منطقة الشرق الاوسط باعتبار ان ذلك يعني اعترافاً بدورها الاقليمي وهي التي أخلت بوعودها وتنصلت من التزاماتها في الاتفاقات والتسويات التي أبرمت في العراق واليمن.

وأكدت هذه المصادر ان البحث الدولي مستمر حول كيفية تنظيم المرحلة الانتقالية في سوريا وسيحضر في اللقاءات الدولية التي ستعقد في باريس بين وزيري خارجية الولايات المتحدة الأميركية جون كيري وروسيا سيرغي لافروف وبين كيري وعدد من القادة والمسؤولين العرب كما مع المفاوضين الإيرانيين خلال لقائه بهم في فيينا في 15 الجاري.

أما الجانب السعودي، فأوضحت المصادر الدبلوماسية المواكبة انه يرفض رفضاً قاطعاً الاقتراح الإيراني للحل وأي اقتراح آخر يصدر من جانب طهران ويضع في قائمة أولويات شروطه للقبول بأي حل، إقصاء بشار الأسد عن الرئاسة ويدعو الولايات المتحدة الى حسم خيارها في التعاطي في منطقة الشرق الاوسط بين الدول العربية وعلى رأسها السعودية وبين إيران التي لا تملك اي تأثير على التكفيريين والداعشيين لا بل كانت السبب الرئيسي خلف تمدد داعش في العراق بسبب سياسة حليفها نوري المالكي، وفي سوريا حيث فقد النظام سيطرته على أجزاء واسعة من البلاد، على رغم قتال الحرس الثوري و”حزب الله” الى جانبه.

وختمت المصادر بالإشارة الى ان رفض اشتراك ايران في الحلول بعد اقصائها عن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب يفرمل التسويات الكبرى في المنطقة ويخلف تداعيات سياسية وميدانية ترجمت بعض عناوينها في زيارة أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني لبيروت وإعلانه عن هبات إيرانية وفي عملية “حزب الله” في مزارع شبعا منذ يومين وجاء الرد السعودي بتحريك الهبات السعودية للجيش اللبناني ومواقف الرئيس سعد الحريري المنتقدة لأداء “حزب الله” ودعوته للصحوة الوطنية.

السابق
تبادل إطلاق نار بين نوح زعيتر والجيش
التالي
«حرب كلامية» بين وزراء التغييـر والاصلاح وحرب