سيناريو طرابلس بين المولوي ومنصور والجيش والنصرة

تعيش طرابلس حالياً أزمة في أحيائها الداخلية والفقيرة، كونها تعود إلى هيمنة المسلحين، والثنائي الذي يلف يديه حول رقبة المدينة حالياً هما شادي مولوي وأسامة منصور. الجيش أخذ قرار الحسم بالقضاء على الثنائي، وسط أجواء تسوية في المدينة، فما هو السيناريو المتوقع لطرابلس؟

لم تنجُ المدينة الشمالية تماماً من الأزمة. انتهت دورات العنف في شهر نيسان/ابريل، لكن لم تتنفذ الوعود الإنمائية في طرابلس ولا نجا أهاليها تماماً من قبضة العنف والفتوات وغياب الدولة. لكن قبل أن تكون طرابلس ضحية مسلّحيها، هي ضحية دولتها والوطن الذي لفظها خارجاً عنه والسياسيين الذين حولوها إلى ساحة تصفية معارك.

وفي آخر التطورات، تعيش طرابلس حالياً أزمة في أحيائها الداخلية والفقيرة، كونها تعود إلى هيمنة المسلحين، والثنائي الذي يلف يديه حول رقبة المدينة حالياً هما شادي مولوي وأسامة منصور. كلاهما في السابعة والعشرين من العمر، “إسلاميان”، كان لهما مجموعة مسلّحة إبّان المعارك بين باب التبانة وجبل محسن واشتهرت هذه المجموعة بأنّها لا تأتمر من السياسيين ولا تتحرك وفق تعليماتهم.

وبحسب مصادر مطّلعة، فالمولوي يحصل على تمويله عن طريق فرض “الخوّات” في منطقة القبة حيث يتمتّع بنفوذ واسع،  وقد جمع ثروة من جراء هذه الممارسات. هذا وسبق له أن انخرط في تجارة السلاح إبان الحرب السوري، وكان ينقل الأسلحة للثوار السوريين، وجبهة النصرة بعدها.

أما منصور فهو مموّل من أحد المقاولين والتجار “الذي يتمتع بفكر داعشي”. ومولوي هو الرجل الذي ألقي القبض عليه منذ بضع سنوات “فقامت الدنيا ولم تقعد” حتّى قام بالمساهمة في الإفراج عنه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي.

هما إذاً الأصوليان اللّذان يمتدّان بنفوذهما في المدينة، ينشران أزلامهم من الملثمين لإثارة الرعب، ويقال إنهما مرتبطان بتنظيمي داعش والنصرة. لكن المصادر تؤكد أنّه ليس من امتداد لـ”داعش” في طرابلس بعد وأن لبنان ليس على أولوية هذا التنظيم، إنما العراق وسوريا.

أمّا بالنسبة للسيناريو المتوقّع لطرابلس، فتشير المصادر إلى أن الدولة اتخذت القرار بالقضاء او القبض على هذين المطلوبين الاسلاميين وهما يفاوضان أعيان المدينة لكي يقوم مولوي ومنصور بتسليم نفسيهما إلى الدولة. هذا الطلب مرفوض طبعاً من قبل منصور ومولوي، لكن مدفعية الجيش باتت منصوبة في طرابلس تحضيراً للمعركة.

ما يحاول المشايخ المعتدلين في المدينة القيام به هو توفير معركة جديدة في المدينة ستكلّف خسائر مادية وبشرية، ويحاولون عزل المدنيين عن معركة متوقعة، طالما الجيش حسم قراره. وبحسب التسوية المعروضة، تؤمن الدولة طريقاً سالكاً للثنائي إلى جرود عرسال أو سوريا لينصموا إلى جبهة النصرة هناك ويحصران أعمالهما مع هذا التنظيم بعيداً عن الساحة اللبنانية، تحديداً طرابلس. وحتّى الآن، لا مامح واضحة عما إذا كانت تسوية كهذه ستمر، وبالتالي تبقى طرابلس مفتوحة على مصراعي احتمال المعركة والأسابيع القادمة ستكون الحاسمة

السابق
جريح في بنت جبيل
التالي
حريق غرب مغدوشة