مع انتشار التسلح: مخاوف لبنانية من تطورات امنية خطيرة

قاسم قصير

انتشرت في الاسابيع الاخيرة اجواء القلق والخوف لدى العديد من الاوساط اللبنانية من حصول تطورات امنية خطيرة تشبه الى حد بعيد ما جرى في بلدة عرسال ومحيطها، وقد ادت هذه الاجواء الى عودة اجواء التسلح والتدريب على السلاح في بعض المناطق وخصوصا تلك التي ابتعدت عن السلاح منذ انتهاء الحرب الاهلية عام 1990.

وقد رصدت بعض الاوساط المطلعة حصول عمليات تدريب وتوزيع اسلحة في بعض مناطق جبل لبنان والبقاع الغربي والمناطق القريبة من الحدود في العرقوب وحاصبيا، اضافة لبعض القرى البقاعية الشمالية المسيحية القريبة من عرسال ومحيطها.

وقد عمدت بعض القوى والاطراف الفاعلة للاستعانة باحزاب لبنانية تمتلك خبرات كبيرة في التدريب من اجل تدريب عناصرها ، اضافة لطلب الحصول على الاسلحة والتعاون والتنسيق من اجل حماية بعض المناطق تخوفا من حصول  تطورات امنية مفاجئة ، كما انتشرت اشاعات واخبار عن احتمال حصول تطورات امنية خطيرة خلال عطلة عيد الاضحى .

فماهي اسباب العودة للتدريب والحصول على الاسلحة في المناطق اللبنانية؟ وهل هناك مخاوف امنية خطيرة في المرحلة المقبلة؟ وكيف تتعاطى القوى السياسية والحزبية مع هذه المخاوف؟ وماهو دور الاجهزة الامنية والعسكرية الرسمية في مواجهة هذه التطورات؟

اسباب العودة للتدريب وانتشار السلاح

بداية ماهي اسباب العودة للتدريب وانتشار الاسلحة في العديد من المناطق اللبنانية وحتى التي كانت بعيدة عن هذه الاجواء خلال السنوات الاخيرة؟

تقول مصادر مطلعة : انه بعد التطورات التي حصلت في بلدة عرسال ومحيطها وسيطرة تنظيمي داعش وجبهة النصرة على البلدة واخذ رهائن من العسكريين اللبنانيين ،انتشرت معلومات عن وجود خطط لاقتحام مناطق اخرى على طول الحدود اللبنانية وخصوصا في مناطق العرقوب وحاصبيا والبقاع الاوسط، كما انتشرت الاشاعات عن وجود مجموعات وخلايا مسلحة نائمة قد تقوم بهجمات على بعض المناطق في جبل لبنان، اضافة الى المخاوف لدى ابناء بعض القرى المسحية في البقاع الشمالي من اقتحام هذه القرى، كما حصلت بعض التوترات الامنية في منطقة حاصبيا بين ابناء المنطقة واشخاص من خارجها.

وتضيف هذه المصادر: ان التطورات التي حصلت في العراق وسوريا وسيطرة داعش على العديد من المناطق وما تعرضت له الاقليات المسيحية والكردية والايزيدية ، اضافة للتطورات في الجولان وسيطرة المعارضة السورية على هذه المنطقة واقترابها من الحدود اللبنانية، والتهديدات التي اطلقها المتحدث باسم كتائب عبد الله عزام ومن ثم الناطق باسم تنظيم جبهة النصرة بالوصول الى وسط بيروت، والخوف من حصول عمليات عسكرية او امنية مفاجئة، كل هذه الاجواء والمعطيات سواء كانت صحيحة او غير صحيحة دفعت العديد من المواطنين والقوى الحزبية للحصول على الاسلحة والعودة للتدريب العسكري وتشكيل مجموعات من الاهالي وابناء القرى لحماية هذه القرى والقيام بنوبات للحراسة والامن خوفا من حصول تطورات امنية مفاجئة في اية منطقة لبنانية.

دور القوى الحزبية والاجهزة الرسمية

لكن ماهو موقف ودور القوى الحزبية والسياسية من هذه الاجواء؟ وكيف تعاطت الاجهزة الامنية والعسكرية مع هذه التطورات؟

لقد اختلفت مواقف القوى السياسية والحزبية في التعاطي مع هذه المخاوف واجواء العودة للتدريب وانتشار الاسلحة، فقد حاولت بعض القيادات التخفيف من اجواء الاحتقان ورفض العودة الى اجواء الحرب الاهلية وقام العديد من القيادات بجولات سياسية وحزبية وشعبية للتحذير من ذلك ورفض العودة للامن الذاتي، لكن رغم ذلك فان قوى واطراف متعددة عمدت الى توزيع الاسلحة على مناصريها وتشكيل لجان محلية، حتى ان بعض الاطراف والقوى التي تعلن رفض الامن الذاتي عمد مناصروها في العديد من المناطق الى تشكيل لجان محلية للتدريب والحصول على الاسلحة والقيام باجراءات امنية للحماية.

وبالمقابل فأن قوى اخرى نشطت في عمليات التدريب وعمدت الى تقديم الخدمات الامنية والعسكرية للكثير من الاحزاب والقوى السياسية وخصوصا تلك التي لم يكن لديها خبرات سابقة في القتال.

اما على صعيد الاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية فهي تراقب التطورات وتتخذ اجراءات عديدة لطمأنة المواطنين واعتقال بعض الخلايا النائمة وضبط الاوضاع في العديد من المناطق وذلك لمنع حصول تطورات عسكرية او امنية مفاجئة.

وبالخلاصة فان اللبنانيين يعيشون اليوم حالات من القلق والخوف من تطورات امنية غير تقليدية وهذا يتطلب تعاون الجميع لمواجهة هذه الاجواء وحماية الاستقرار الداخلي لأن لا مصلحة لاحد بعودة الحرب الاهلية او حصول تطورات امنية وعسكرية تشبه ما جرى في سوريا والعراق ، فالحذر مطلوب لكن الانجرار الى اجواء الحرب مجددا ليس في مصلحة احد.

السابق
الدول العربية الأكثر فشلاً!
التالي
مَنْ يضغط على أهالي العسكريين المخطوفين؟