برّي مع إسكات كل الأصوات المتطاولة على الجيش

لم يحمل لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة أي جديد أو يفتح طريقا في نفق استحقاق الانتخابات الرئاسية المقفلة الابواب سوى الايجابية التي أبداها الرجلان من خلال تأكيدهما عدم صواب الاستمرار والتفرج على هذا الشغور في الكرسي الاول و”الفراغات” التي تنهش جسم البلاد. ويبدو أن ما تحدثت عنه قوى 14 آذار عن مبادرة تساعد في انتخاب رئيس للجمهورية لم يتعد أكثر من عدم استمرار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في الترشح شرط إن يقابله العماد ميشال عون في منتصف الطريق ويتفق الافرقاء على اسم ثالث.

وما أراد السنيورة ان يوصله الى بري هو ضرورة ان يقوم بـ”جس نبض” عون والطلب منه ملاقاة خطوة جعجع، الامر الذي لم يفعله رئيس المجلس بالطبع لأنه يعرف ان تدخله لن يثني عون عن استمراره في ترشحه، وهذا ما تجمع عليه قوى 8 آذار التي “ستصلي وتصوم طويلا قبل الطلب من عون هذا الأمر” لأن هذا “المفتاح” يبقى في جيب الجنرال في الرابية الى أجل غير مسمى.
وفي خضم انهماك بري في انعقاد الجلسة التشريعية غدا الاربعاء وبث النشاط في ساحة النجمة بعد طول انقطاع يقول: “لا شيء يسبق سلسلة الرتب والرواتب في جدول أعمال الجلسة التشريعية المنتظرة سوى البدء بعبارتي “بسم الله الرحمن الرحيم” و”باسم الآب والابن والروح القدس”. وهذا ما تم تأكيده في اجتماع هيئة مكتب المجلس في عين التينة امس.
ويرد على رافضي التشريع بسبب عدم انتخاب رئيس للجمهورية بالقول امام زواره “اذا استمررنا في هذا التعطيل نكون قد انتخبنا رئيسين بدل رئيس!” . ويحترم في الوقت نفسه قرار حزب الكتائب في هذا الشأن وعدم حماسته للتشريع قبل انتخاب رئيس.
والى جانب هذا التعطيل السياسي في البلد، يتلقى بري بانزعاج وغضب شديدين الاخبار التي تصله من توجيه انتقادات للجيش والمس بمعنويات ضباطه وجنوده، وينزعج اكثر اذا كان مصدرها جهات لبنانية.
ويعلق في معرض “سورته” على هؤلاء ان أي اساءة توجه الى المؤسسة العسكرية مرفوضة من أي جهة كانت، وأن ضباطه وجنوده “من افضل العسكريين وهم محل اعتزازنا وتقديرنا نظرا الى الدور الذي يؤدونه والتضحيات التي يبذلونها”.
ولا يحبذ بري التعليق على المطالبين باعادة خدمة العلم او استدعاء الاحتياط. ويكتفي بالقول ان هذا الامر تحدده قيادة الجيش وهي الأعلم والاخبر بالاوضاع التي تمر بها وحاجاتها، وأي شيء تطلبه سأكون الى جانبها في المجلس والحكومة لتحقيق ما تريده”.
ويشيد بالجيش “الذي تفانى في وجه مجموعات ارهابية ومنعها من احتلال عرسال رغم امكاناته المتواضعة في السلاح والعتاد وهو من اقوى جيوش المنطقة وأمهرها”.
ويبقى الجرح الذي أصاب المؤسسة، وهو خطف مجموعة من الجنود في عرسال الى جانب رفاق لهم في قوى الامن الداخلي، الملف الذي يقبض على “قلب” الحكومة تحت ضغوط أهاليهم الذين يقطعون اكثر من طريق حيوية في البلد، وخصوصا في ضهر البيدر. هذا الشريان الحيوي الذي يوصل البقاع ببيروت، ورغم تعاطف اللبنانيين مع هذه العائلات، وهذا من أقل واجباتهم، بدأت أصوات معارضة لحركة الاهالي بالإرتفاع، مع الابقاء على ضرورة اهتمام الحكومة بهذا الملف ومتابعته الى نهاياته بغية التوصل الى الافراج عن المخطوفين وعودتهم الى عائلاتهم.
ويبدي رئيس المجلس هنا كل تعاطف مع الاهالي في الظروف الصعبة التي يمرون بها جراء ارهاب “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” اللذين يمارسان حربا نفسية بغية التلاعب بأعصاب أقرباء الجنود المخطوفين وشق صفوف اللبنانيين وعرقلة عمل حكومة الرئيس تمام سلام الذي لا يقصر في القيام بالواجبات المطلوبة منه حيال هذه القضية الوطنية.
ما يقوله بري في الجيش تؤيده قوى 8 آذار، إلا أن ثمة جهات تتفهم تحرك أهالي الجنود ولا تؤيد في الوقت نفسه قطع الطرق، وخصوصا ضهر البيدر.

السابق
في حناويه أطلق النار على ابنة شقيقه
التالي
العميد مخلوف يغادر سوريا بعد خلاف