تقرير الـMTV لاحق سائق التاكسي ونسي عصابة برج البراجنة

بثّت محطّة الـMTV مؤخراً تقريراً حول عصابات "سائقي التاكسي" في مطار بيروت، ونسيت المحطة أن المطار يكاد يكون مغارة فساد كبيرة، فبدا التقرير كمن يبجث عن إبرة بين كومة من الشوك.

تحت عنوان: “احذروا عصابات مطار بيروت” بثت قناة MTV تقريراً  يتمحور حول السرقات التي تحصل في المطار رفيق الحريري الدولي من خلال سيّارات التاكسي وعدم وجود تعرفة للنقل.

وقال مراسل القناة صاحب التقرير في مقدمته: “غطت الطائرة في مطار رفيق الحريري الدولي المطار الوحيد في لبنان والممر الإلزامي لأكثر من ستة ملايين مسافر يومياً ولكن عند الوصول إلى المطار ومهما حاولت البث فلا وجود لجدول تعرفة تاكسي المطار”.

بالرغم من حرصنا على مكافحة الفساد، وطبعاً الوقوف جنباً إلى جنب مع الـMTV  وغيرها من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة في مكافحة الفساد المستشري في دوائرنا الرسمية والتي باتت كل دائرة هي بمثابة مغارة “علي بابا وأربعين حرامي”. فالسرقات والرشوات علناً، ودون حسيب أو رقيب. ناهيك عن ذلك، فعندما تريد أن تعاقبه حسب القانون، يفاجئك المرتشي والسارق، بأنه مدعوم من فوق وغير آبه بالقانون أو غيره.

ورغم المثل القائل: “رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة”. والقناة نيّتها سليمة طبعاً، وتحاول فتح كوّة في هذا الجدار الفاسد السميك. علّها تفتح باباً يمكّن بعض من المسؤولين والذين ما زالوا شرفاء من معاقبة المفسدين في الأرض ويقبعونهم في السجون… ولكن… للأسف ما عادت تلك الوسائل تجدي نفعاً في زمننا هذا، فالكل “فاتح على حسابه” وطبعاً مدعوم “وعنده ضهر”، يساعده عند أيّ مطب، حرصاً على المبالغ الهائلة التي يجنيها المسؤول من المدعوم منه. وحدث ولا حرج.

فالمطار يا عزيزتي الـMTV إحدى المغارات الغنية بالألياف والعملات المعدنية، ومسيطر عليها منذ عقود طويلة، والمعروف أن العائلة –ع- من برج البراجنة هي big boss للمطار. فهم المسيطرون على الشاردة والواردة في المطار الدولي، ومن هذه الأشياء “التاكسي”.

فالرئيس الراحل رفيق الحريري أخطأ عندما رمّم هذا المطار داخل الضاحية الجنوبية واعتمد عليه. لأنّه بكل بساطة إذا فكّر أحد بالسير بالقانون، تأتي الإجابة، أولاً: مدعومين الإخوان. ثانياً: وبكل بساطة يقطعون الطريق بالإطارات المشتعلة، فلا يكون هناك لا مغادر من المسافرين ولا مسافر قادم إلى لبنان. ناهيك عن التحكّم من تلك العائلة الشهيرة في برج البراجنة، والتي لا أحد يقوى عليها.

تتكلمون عن التعرفة، فهم جماعة أعلى من هذا بكثير، فهم يسعّرون والرجل ابن الرجل يتكلم. فمثلاً أحدهم يخالف، فيأتي الدركي ويأخذ دفتره، بعد أقل من خمسة دقائق يعود دفتره إليه مع الاعتذار.

خلاصة الوقائع، أن هذا المطار، هو أحد أوكار الفساد في لبنان، ولا أحد يقوى على ردع المسؤولين عن فسادهم، وطبعاً لأنهم مدعومون… ومسيطرون على المطار بحيث يستحضرك جملة: “هلّق عم تحكينا بالليستيرين”، فكلّ مقوّمات العدالة والقانون تدحرجت على أنغام القوة والسلطة والمحسوبيات.

السابق
رعد: لسنا مقتنعين بجدية التحالف الدولي
التالي
جنبلاط:الدولة هي التي تحفظنا وتحمينا واحذر من اي توجه تعصبي ضد اللاجىء السوري