دماء الشهيدين السيد ومدلج تحمي وحدة اللبنانيين

شكّلت دماء الشهيدين على السيّد وعبّاس مدلج وحدة وطنية بين اللبنانيين بشكل عام، وتحديدا ً بين منطقتي الشمال والبقاع، حيث قام الأهالي بمبادرة وطنية كبيرة، من اجل نبذ الطائفية.

بعد أيّام على ذبح الجندي اللبناني علي السيّد، ارتكب الإرهاب المجرم الكافر، أي تنظيم “داعش”، من جديد عملية ذبح بحق جندي لبناني ثانٍ هو عباس مدلج. هذان الجنديان الشهيدان المظلومين استشهدا نحراً على مذبح الوطن بحد السكين، بأيدي نجسة ومتسخة ونفوس خالية من أي رحمة أو رأفة إنسانية.
الشهيدان السيد ومدلج، اللذان سالت دمائهما الطاهرة إلى حضن الوطن لبنان، شكلا وحدة وطنية بين اللبنانيين بشكل عام، وتحديدا بين منطقتي الشمال والبقاع، حيث قام أهالي منطقة القلمون قضاء طرابلس شمال لبنان، وهم من الطائفة السنية الكريمة، وعلى رأسهم والد الشهيد علي السيد، بمبادرة وطنية كبيرة، من اجل نبذ الطائفية، تجلت باقامة مجلس عزاء عن روح الشهيد عباس مدلج، وهو من الطائفة الشيعية الكريمة، بعد قطع الطرق في القلمون اللبنانية لبعض الوقت، وذلك تعبيرا عن التضامن والتعاطف الكبير، والاستنكار مع اهل الشهيد عباس مدلج.
هذه المبادرة شكلت صورة جميلة عن الوحدة الوطنية، والتمسك بالدولة والجيش فقط. بعض العصابات الخطف والسرقة الخسيسة، التي لا تنتمي لا الى دين ولا الى مذهب، سوى السرقة وتجارة المخدرات، وحبوب الكابتغون والمال مقابل الفدية، لا يقل إجرامهم عن إجرام “داعش”،حاولت تعكير هذه الاجواء، بعملية خطف نفذوها ضد أحد ابناء بلدة سعدنايل البقاعية.

لكن الوعي والادراك والحكمة، التي يتمتع بها القيمون ووجهاء وأبناء المنطقة، أنقذ الوضع من الجنوح الى حافة المذهبية والطائفية، ولو قدر لمحاولة كهذه النجاح، لكانت بمثابة جائزة ترضية لتبرئة “داعش”، ووضعه في خانة التخفيف عن جرائمه. لكن ادراك، القيمون والعقلاء في ساحة سعدنايل، حال دون تنفيذ اي ردة فعل من قبلهم، إكراما فقط للمصلحة الوطنية، وحفاظا ايضا على دماء الشهيدين السيد ومدلج، اللذين سالت دماؤهما على العلم اللبناني، ليرويا أرزه الشامخ في الوسط، بعد ان اعتاد الأرز الا يروى إلا بدماء شهداء الجيش الأبرار، البواسل الفرسان من اجل الوطن، اصحاب الشرف، التضحية، الوفاء.
ومن يتابع داعش يدرك أن هذا التنظيم لا يعشق إلا ثقافة الذبح والقتل، ويتّخذ شعار الراية السوداء كظلام الليل. لو أمعنّا النظر قليلا في هذه الراية، لوجدنا أنّ اللون الأسود هو اللون المفضل لدى كلّ ظلاميّ، ويتناسى داعش ان الراية المفضلة عند المسلمين والإسلام هي الراية الخضراء، لأنّ اللون الأخضر يدل على البهجة والمتعة واطمئنان النفس، كما ان اللون الأخضر بالذات، ورد في آياتٍ عدة من القرآن، فقال الله تعالى في كتابه العزيز، (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ) (الرحمن:76).

السابق
بالفيديو: رجال يجربون الملابس الداخلية النسائية للمرة الأولى
التالي
مؤسسة الكهرباء: الوضع المالي حرج جدا وينذر بعواقب سلبية