فرعون حذر من إدخال داعش في التجاذبات الداخلي

حذر وزير السياحة ميشال فرعون من “إدخال تنظيم “الدولة الإسلامية” في التجاذبات السياسية اللبنانية”، مؤكدا أن “الحكومة تمنح الأولوية لملف العسكريين المخطوفين إلا أنه ملف شائك ويجب منح الثقة لخلية العمل الوزارية بالإضافة الى الجيش اللبناني وعدم التشكيك في إدارتهما لهذا الملف وعدم التشكيك بها، لأن هذه القضية لا يمكن أن تحل في فترة قصيرة ويجب تأمين الحد الأدنى من الإجماع حول الحكومة في هذا المجال”.

ولفت فرعون في حديث إذاعي الى أن “معركة عرسال يمكن أن تشتعل من جديد في أي لحظة، من هنا ضرورة تحصين وضع الجيش اللبناني والالتفاف حوله ليكون حاضرا لأي مواجهة، وفي الوقت نفسه وقف التسريبات الإعلامية غير الدقيقة بسبب خطورة المرحلة التي تتطلب تعاونا بين جميع اللبنانيين وتجاوز خلافاتهم السياسية الضيقة لمواجهة الخطر الآتي من الخارج”.

وردا على سؤال قال: “لا يجوز تشبيه حزب الله ب “داعش”، فهو حزب لبناني موجود على طاولة الحوار ومشارك في الحكومة وخلافنا معه يرتبط بقضايا سياسية منها مطروحة على طاولة الحوار ومنها مرتبط بعدم التزامه بإعلان بعبدا في نظريتهم لمرجعية الدولة، في حين أن الخلاف مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي لا يمت للاسلام جذريا بصلة وهو يقوم بأعمال إرهابية تحت ستار الدفاع عن الإسلام وهناك تواصل داخلي عربي ودولي لمواجهة هذه الظاهرة”.

ودعا الى “حماية الصيغة اللبنانية ولو أنها غير مطبقة كما يجب، لان هذه الصيغة هي وليدة عشرات السنوات من التطوير والأثمان مع الحرص لحماية الحرية والديمقراطية واحترام الخصوصيات والتوازنات في وقت بدأ الكلام على الصعيد الدولي لإيجاد صيغ مماثلة في أكثر من بلد لا سيما سوريا ، والإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية الذي يتم تعطيله للأسف من قبل فريق مسيحي”، لافتا الى أن “الحكومة تمنح الأولوية للمسائل الأمنية وما يتصل بها الا ان هناك تأخيرا في تأمين الحلول للقضايا الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة من الحكومة السابقة والبعض منه يحتاج الى ورشات حكومية نيابية رئاسية وعمل طبيعي للمؤسسات التي يصيبها الشلل الزاحف بسبب عدم انجاز الاستحقاق الرئاسي”.

وفي ملف الرئاسة، رأى أن “من حق أي ماروني يتمتع بمميزات ومواصفات رئاسية، وخصوصا العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع أن يترشح الى رئاسة الجمهورية، إلا أن مرور أشهر على الفراغ الرئاسي يستوجب البحث عن مرشح تسوية، وقد كان جعجع منفتحا منذ البداية على الحلول خصوصا أنه طرح برنامجا تبناه فريق 14 آذار ويمكن اعتماده من قبل مرشح آخر، في حين يستمر عون في تعطيل جلسات الانتخاب، على الرغم من أن هذا التعطيل يؤثر على الاستقرار الداخلي ويزيد من شلل المؤسسات”.

ودعا الى “النزول الى مجلس النواب ولتنتخب كل كتلة المرشح الذي تراه مناسبا وفق اللعبة الديموقراطية المعتمدة في الدول المتقدمة”، لافتا إلى انه “يمكن الذهاب الى تحرك شعبي للضغط على السياسيين لأنه لا يجوز البقاء من دون رئيس، الأمر الذي ينعكس سلبا على أكثر من قطاع وخصوصا على المسيحيين الذين يحتاجون الى تحصين الصف من اجل جميع اللبنانيين مسيحيين ومسلمين نظرا للتحديات والمخاطر والتهديدات بالفتنة وعندما نكون موحدين تخف هذه المخاطر”.

ولفت الى “ضرورة العودة الى بحث الاستراتيجية الدفاعية فور انتخاب رئيس جديد للجمهورية والتركيز على تسليح الجيش”، منوها بما قام به الرئيس ميشال سليمان على هذا الصعيد، ومشيرا الى أن “مسألة اللاجئين السوريين تحتاج الى حلول جذرية أيضا، خصوصا أن الحدود مع سوريا سائبة وهو أمر لا يجوز أن يستمر كما هو عليه بالرغم من ان التركة من الحكومة السابقة كانت ثقيلة على صعيد ملف النازحين، الأمر الذي أوصلنا الى ما نحن عليه. يجب ان نبدأ بتطبيق القرارات في هذا الشأن وهناك عمل حثيث في وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية في هذا المجال”.

وأشار الى “وجود مظلة دولية تحمي لبنان من حصول تدهور أمني كبير، على الرغم من توفر بذور الفتنة الداخلية من جهة وتأثير الحرب في سوريا من جهة أخرى”، مؤكدا أن “الجهات المشاركة في الحكومة تحرص على عدم بلوغ الأمور أمنيا مرحلة لا تحمد عقباها”.

وتوقف عند مؤتمر الدفاع عن المسيحيين في الشرق المنعقد في واشنطن، مشددا على “أهميته في وضع المسيحيين في هذا الشرق على الخريطة الدولية ولو أن مثل هذا المؤتمر لا يمكنه أن يحمي وجودهم الذي بات مرتبطا الى حد بعيد بالخلاف السني الشيعي”، لافتا الى أن “الوجود المسيحي في لبنان يختلف عن واقع وجودهم في دول أخرى، ومنها العراق او سوريا ، ويستوجب عليهم القيام بمبادرات وفي طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية ودينامية جديدة لإدارة شؤونهم وشؤون البلاد والدور الريادي اللبناني كمركز حوار دولي للحضارات والأديان”.

وأسف “لأسلوب إدارة ملف المياه والكهرباء”، مشيرا الى أن “بلوغ فترة شح المياه كان معروفا منذ شهر شباط الماضي ولم يتم التعاطي معه بمسؤولية من قبل المعنيين ما أوصل اللبنانيين الى أزمة غير مسبوقة للمياه، خصوصا في العاصمة بيروت، بدل الشروع في اعتماد الحلول المتوفرة ومنها حفر الآبار في حينه”، آسفا “لعدم وجود محاسبة في لبنان للمسؤولين على تقصيرهم”.

وفي الملف السياحي، اعتبر أن “موسم الصيف كان مقبولا جدا في مثل الظروف السياسية والأمنية التي شهدها لبنان وارتفع عدد السياح، ومنهم الخليجيون، عما كان عليه في العامين السابقين، خصوصا أن وزارة السياحة لم تقف مكتوفة الأيدي أمام الأزمات بل أطلقت سلسلة برامج تطاول فئة كبيرة من السياح واللبنانيين تحت عنوان “لبنان الحياة”.

وكشف عن أن “الوزارة ستطلق قريبا الاستراتيجية الخمسية للسياحة الريفية في لبنان، وهي خطة واعدة جدا ونضع آمالا كبيرة عليها لتعزيز السياحة الداخلية واحترام البيئة وتثبيت المواطنين في قراهم”، منوها بالدور الذي يقوم به القطاع الخاص والمجتمع المدني والبلديات والمنظمات غير الحكومية على هذا الصعيد.

السابق
فتفت: انشاء مخيمات للاجئين السوريين يتطلب موافقة الجميع
التالي
بلدية الرمادية اطلقت خطتها التربوية للعام الدراسي الجديد