عصائب اهل الحق: لا يمكن الانتصار على داعش من دون السُنة

عصائب اهل الحق” تسمية ارتبطت بمئات العمليات العسكرية التي استهدفت القوات الاميركية قبل انسحابها من العراق، وكذلك بالمعركة الطائفية الداخلية بأبعادها العسكرية حيث اتهم عناصر التنظيم بارتكاب انتهاكات في مناطق سنية، وبتأجيج الاشكال الطائفي مع هجرة عناصره للقتال في سوريا الى جانب نظام بشار الاسد.

بعد خروج القوات الاميركية من العراق دخلت “العصائب” الى العمل السياسي عبر جناحها السياسي وتجلى ذلك في الانتخابات العامة التي جرت هذا العام حيث ترشحت تحت اسم “كتلة الصادقون” وحصدت عددا من المقاعد النيابية تعتبر انها لا توازي وجودها الجماهيري على الارض. ورغم الخلاف الحاصل بين “العصائب” والتيار الصدري، الا انها تخطتها وشاركت الى جانب الجناح العسكري للصدريين “سرايا السلام” في دعم الجيش العراقي في عملية تحرير آمرلي وتحرير المناطق العراقية من “داعش”في بغداد. وترى “العصائب” ان الانتصار على “داعش” في المحافظات السنية لا يمكن ان يحصل من دون ابنائها المعتدلين واصحاب الحس الوطني.

الامين العام لـ حركة “عصائب اهل الحق” الشيخ قيس الخزعلي خصّ “النهار” بمقابلة تحدث فيها عن ابرز العناوين التي تتصدر الشارع العراقي وعن رؤيته المستقبلية للوضع في العراق في ظل الوضع المتأزم الراهن سياسيا وامنيا.

أين عصائب أهل الحق في العملية السياسية العراقية؟ وماهو مشروعها السياسي؟

الجناح السياسي للمقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق هو كتلة (الصادقون) صار الآن جزءًا من العملية السياسية وممثلاً بشكل رسمي في البرلمان العراقي، وبسبب إرهاصات عملية الإنتخابات وما نعتقده من حيف وظلم وتزوير وقع علينا انتج ان تكون النتائج متواضعة وليس بمستوى طموحنا ولا بمقدار الدعم الجماهيري الموجود على الأرض، فلذلك من ناحية عدد مقاعد البرلمان لا يؤهلنا لأن نكون شريكاً رئيسياً في القرار ولكني أعتقد أننا من ناحية النوع وكوننا نمثل المقاومة الإسلامية بوجودها على الأرض وتصديها للدفاع عن الوطن ومساندتها للجيش العراقي والأجهزة الأمنية وكونها الجهة الرئيسية التي حفظت العاصمة بغداد وبالتالي العملية السياسية من السقوط، هذا يؤهلنا لأن نكون طرفاً مؤثراً في القرار وهذا ما يحصل الآن، اما بالنسبة الى سؤالك حول مشروعنا السياسي، نحن لدينا مشروع سياسي متكامل لبناء دولة قوية وكانت لدينا اطروحات ومشاريع تخدم العملية السياسية كان من أهمها:
المطالبة بتشريع قوانين تدين وتجرم الإرهاب، وتبني مشروع مصالحة وطنية نطوي بها صفحة الماضي، ومحاربة الفساد والتصدي له بكل قوة، والحفاظ على الأمن المجتمعي في الوطن.

كيف تقيّمون علاقتكم مع رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي؟

علاقتنا حديثة ولكن الآفاق التي نتوقعها واسعة، والمشتركات كثيرة
وكون الظروف التي تمر بالعراق تستدعي منا ان نكون على قدر المسؤولية وان تكون علاقاتنا مع الجميع طيبة ومن ضمنها مع الأخ الدكتور حيدر العبادي.

ماكان دوركم في عملية تحرير امرلي؟ وهل سيتوقف دوركم الأمني هنا وتتخلون عن الجناح العسكري التابع لكم؟

نحن شاركنا مع باقي فصائل المقاومة الإسلامية الأخرى في اسناد ودعم الجيش العراقي وخصوصاً القوة الجوية في عمليات كسر الحصار عن امرلي وتحريرها وتأمين طريق الإمداد لها وهذه العملية كانت عملية واسعة جداً ومن أكثر من محور، المحور الشمالي من طريق طوزخرماتو، وقد كانت مهمتنا تطويق سليمان بيك التي تعتبر المعقل الأهم والاخطر لمقاتلي داعش وقد نجحنا بفضل الله ليس فقط تطويق سليمان بيك وإنما ايضاً دخولها وتحريرها مضافاً إلى قرية إسمها دارلي، وكذلك كان دورنا رئيسياً في المحور الجنوبي وهو الطريق الرئيسي والأهم الرابط بين بغداد وديالى وكركوك والذي يمر بامرلي من جهة جنوبها، وهنا انطلقت قوات المقاومة الإسلامية بمشاركة الجيش العراقي من محورين، الأول من ناحية إنجانة باتجاه امرلي بعد أن شاركت مشاركة رئيسية في تطهير منطقة العظيم التي تقع قبلها، والمحور الثاني من نفس ناحية امرلي بعد تحريرها وكسر الطوق عنها باتجاه انجانة بمشاركة قوات بدر، والتقى المحوران في منتصف الطريق وكانت الفرحة الكبرى بتأمين هذا الطريق.
اما بالنسبة الى سؤالك هل نتخلى عن الجناح العسكري التابع لنا، نحن سبق وان القينا السلاح بعد خروج الاحتلال الاميركي من العراق لاننا وجدنا ان السبب لحمل السلاح قد انتفى، وشاركنا في العملية السياسية ولكن بعد أن تعرض الوطن الى خطر الإرهابيين والتكفريين رجعنا لحمل السلاح، فكان واجبنا الشرعي والوطني يستدعي منا ان نحمل السلاح وان نشارك الجيش العراقي في مهمته المقدسة وهي الدفاع عن الوطن والمقدسات، وعندما يتم تحرير الاراضي من داعش، ويكون هناك جيش وطني قوي يستطيع حماية الشعب، سوف نلقي السلاح ونشارك في بناء الدولة، لاننا نؤمن بانه لابد أن يكون السلاح بيد الجيش وحده.

كيف تصفون علاقتكم بالسيد مقتدى الصدر بعد مشاركتكم في القتال إلى جانب سرايا السلام في تحرير امرلي رغم خلافكم مع تياره؟

من ناحيتنا نكن كل الاحترام لسماحة السيد مقتدى الصدر ونعتقد أن الواقع الأمني والعدو الواحد لكل العراقيين جعل الجميع يتصرف بمسؤولية أكثر وأن نغض النظر عن الخلافات التي صارت خلافات جزئية وجانبية مقابل التوحد أمام العدو والدفاع عن العراق، وهنا اختلط دم أبناء عصائب أهل الحق مع سرايا السلام في دفاعها عن الوطن والمقدسات.

هل تتخوفون من خلايا نائمة لداعش في بغداد؟ وبرأيكم ما هي الخطة الأنجح لمحاربة داعش في العراق؟

نحن لا نتخوف ولكننا نحذر ونتابع الموضوع متابعة دقيقة ونتعاون مع الأجهزة الأمنية استخباراتياً من أجل القيام بعمليات استباقية تحول دون قيام المجموعات الاجرامية بزعزعة أمن العاصمة. ونحن ومنذ فترة مبكرة وقبل حصول الأزمة الأخيرة حذرنا ونبهنا مما حصل وطرحنا في حينها منظومة دفاع وطني نعتقد أنها تتناسب مع التهديد والخطر.
لم تحصل استجابة حينها ولكن نعتقد ان الاستجابة قد حصلت الآن وان كانت متأخرة، هذه المنظومة تعتمد على دعم واسناد الجيش بأبناء الشعب العراقي الذي تمثل فصائل المقاومة الكادر المتميز والكفوء وصاحب المهارات القتالية والخبرة العالية في التعامل مع داعش وتنظيمات القاعدة، ولذلك اخذت الانتصارات تتوالى في مدن بغداد وديالى وامرلي وسامراء وبلد والدجيل والكرمة واليوسفية وبيجي، ونعتقد انه من أجل اتمام النجاح والانتصار لابد من الاعتماد على أبناء المحافظات السنية أصحاب التوجه المعتدل والحس الوطني الصحيح في دعمهم للتصدي في قتال داعش وتطهير محافظاتهم من دنسهم، ونعتقد ان هذا ممكن جداً وإنه يوجد فعلاً الكثير من أبناء المكون السني ممن هو على استعداد لقتال داعش والانتصار عليها وهزيمتها.

هل أنتم مع تدخل القوات الأميركية جواً وبراً في معركة تحرير العراق من داعش؟

بالتأكيد إن العراق لايحتاج إلى قوات أجنبية لتدافع عنه بل العراقيون فيهم القدرة والعدد والكفاءة للدفاع عن وطنهم، أما بالنسبة للتدخل الجوي الاميركي قلنا في أكثر من مناسبة إن هذا موضوع حساس لابد في حالة وجود حاجة ضرورية اليه من أن يكون تحت إشراف عراقي حقيقي لكي لا تستخدمه الولايات المتحدة الاميركية لأغراض أخرى، ولكي لا يقتل المدنيون العراقيون بعنوان (القتل بالخطأ). وهذا ما حصل كثيراً في باكستان وافغانستان واليمن.

البعض يقول انكم صورة عن “حزب الله” اللبناني في العراق؟ وان تدخلكم في الازمة السورية ادخل داعش الى العراق؟

نحن لدينا مقوماتنا الذاتية وميزاتنا الخاصة وكذلك لدينا من نقاط الشبه الشيء الكثير الذي نشترك به مع جهات المقاومة الاخرى وخصوصاً حزب الله، ولكن هذا لا يعني اننا نسخة منه لاختلافات واعتبارات كثيرة موجودة في الساحة العراقية تختلف بها عن الساحة اللبنانية، أما بالنسبة لداعش فان داعش هي أصلاً موجودة في العراق وبدايتها وانطلاقها كان من العراق الى سوريا وليس العكس، حيث انها كانت تعرف سابقاً في 2005 باسم تنظيم “دولة العراق الاسلامية”، فبالتأكيد إن دخول بعض ابناء المقاومة الاسلامية في سوريا وتصديهم لاعداء الامة العربية والاسلامية والدفاع عن المقدسات ليس له علاقة بهذا الموضوع للسبب الذي ذكرناه مضافاً إلى أسباب أخرى من أهمها أن التنظيمات التكفيرية هي تنظيمات متطرفة تنطلق من اسباب عقائدية وتسلطية وليس لها علاقة بحسابات سياسية وهي من البداية تطمع في جيران سوريا حتى انها اصبحت مؤخراً تشكل تهديداً للمملكة السعودية.

كيف تصفون علاقتكم بالمرجعية الدينية في النجف؟

علاقتنا بالمرجعية علاقة طيبة ونحن نرى ان المرجعية هي صمام الامان لكل العراقيين، وقد اثبتت المرجعية في اكثر من مرة على حنكتها وحكمتها في مواجهة التحديات التي تعرض لها العراق، ومقام المرجعية هو مقام الأبوة لكل العراقيين.

كركوك عربية أم كوردية بالنسبة لكم؟
كركوك عراقية عراقية عراقية.

السابق
بالفيديو: الكلب العنكبوت ارعب الملايين
التالي
ديما صادق تفرض حظراً على ضيوف برنامجها