هل تنتهي أزمة الكهرباء بالخصخصة؟

كهرباء لبنان
يشهد لبنان أزمة كهرباء لا مثيل لها، في تفاقم ساعات التقنين، والمسؤولون كالعادة يلقون المسؤولية على بعضهم البعض، الوزيرة السابقة ريا الحسن تشرح لـ"جنوبية" حقيقة أزمة الكهرباء وطرق حلها.

يوما بعد يوم تزداد معاناة الشعب اللبناني من زيادة التقنين في ساعات الكهرباء، حتى وصلت أخيرا الى بيروت الإدارية. قبل سنة تقريبا كان اللبنانيون ينتظرون الوعود التي تلقوها من وزير الطاقة السابق جبران باسيل، وهي أنه مع بداية العام 2015 ستصبح الكهرباء 24/24 ، وها نحن نقترب من نهاية عام 2014 لنبدأ بالعام 2015 وأصبح اللبنانيون لا يرون الكهرباء إلا ساعات قلة في النهار والليل.
المسؤولون يتبادلون التهم، منهم من يضع المسؤولية على المياومين، أو على مؤسسة كهرباء لبنان، وزير الطاقة، الدولة، ولكن يجب أن لا ننسى أن أزمة الكهرباء أزمة قديمة يعاني منها اللبنانيون، ولا بدَ من ان يأتي اليوم الذي ستنفجر فيه هذه الأزمة. فهل سيكون حل أزمة الكهرباء في خصخصتها؟ كما أشارت بعض الصحف المحلية.
وزيرة المال السابقة ريا الحسن تشرح لـ”جنوبية” أسباب تفاقم أزمة الكهرباء في الآونة الخيرة وتقول: “هناك أسباب عدّة أدت الى تفاقم أزمة الكهرباء، بدءاً من زيادة عدد السكان بشكل مفاجئ وكبير، خصوصا بعد دخول حوالي المليون ونصف نازح سوري الى لبنان، مما زاد نسبة الإستهلاك، بحيث أصبحت نسبة الإستهلاك أكبر من الإنتاج، خطط إعادة التأهيل للمعامل القديمة لم تنفذ حتى الآن ولم يتم بناء أي معامل جديدة، تأخر الجباية، تحديد وزير المالية علي حسن خليل سقف للدين الذي تستهلكه مؤسسة كهرباء لبنان وهو 3100 مليار حيث كان في السابق يحق لمؤسسة كهرباء لبنان سحب كل المال الذي تحتاجه من الخزينة لشراء الفيول، إضافة الى مشكلة المياومين، كل هذه اسباب زيادة العجز والتقنين في شركة كهرباء لبنان”.
أما عن خصخصة مؤسسة كهرباء لبنان، تقول الحسن: “موضوع الخصخصة هو موضوع شائك، وكنا قد طرحناه في باريس 2 وباريس 3، ولكن كان هناك معارضة كبيرة من قبل بعض السياسيين، واكثرهم معارضة التيار الوطني الحر الذي كان ممثلا آنذاك بوزير الطاقة جبران باسيل، الذي لجأ بعدها الى خصخصة قطاع التوزيع في مؤسسة كهرباء لبنان الى ثلاث شركات خاصة تهتم بتوزيع الطاقة، ولكنها لم تحل الأزمة، فالحل يأتي بخصخصة الإنتاج، إذ إن الشبكة تنقسم الى ثلاث أجزاء (إنتاج – نقل – توزيع) والتي تعتبر أساس مؤسسة كهرباء لبنان لا يمكن بيعها أو تخصيصها لأن العجز الذي وصل إليه لا يشجع أي شركة خاصة على تحمل هذه الخسائر، أما الإنتاج فيمكن تخصيصه عبر الشراكة بين القطاع العام والخاص، بحيث تقوم الشركة الخاصة بالإنتاج وبيعه الى مؤسسة كهرباء لبنان “.
وتختم الحسن: “لو كنا بدأنا بالخصخصة منذ أربع سنوات لما كنا لنشهد هذه الأزمات اليوم، ولا أدري مدى صحة الكلام عن الخصخصة اليوم ولا الوقت إمكانية تطبيقه”.

السابق
مشروع تنمية قدرات السلطات المحلية في إدارة المال العام
التالي
«تيار المستقبل» يشارك في مؤتمر «الدفاع عن مسيحيي الشرق» في واشنطن