’لقاء جدّة’ وحصّة لبنان

كتب الياس الديري: “هذا هو الحدث السياسي الذي يمكن الرهان عليه بثقة وقوة، والذي طال انتظار المنطقة العربية له حتى كاد الناس يقولون إنه لا يختلف عن غودو صموئيل بيكيت. إنه اللقاء الإيراني – السعودي الذي حضنته جدة بعد زمن من “الفراق الهادئ”، وما يشبه القطيعة لا الطلاق. في الوقت المناسب، وقبل أن يسبق سيف “داعش” العذل تمّ اللقاء والتفاهم بين الدولتين الأساسيّتين بالنسبة إلى المنطقة وأحداثها وما خلّفه “ربيعها” من كوارث وحروب ومجازر.. في شكل من الأشكال، مباشرة أو مداورة، نال لبنان حصته من اللقاء.

وباهتمام خاص من الجانبين، قد تظهر نتائجه في الأيّام المقبلة. وقد يفاجئ سعد الحريري بيروت بعودة جديدة موضع ترحيب، تحمل إلى اللبنانيين أخباراً سارة وبُشرى تشمل الفراغ الرئاسي الذي يحاول بعض المسترئسين استغلاله حتى الثمالة. وقد تكون هذه البُشرى الثمرة الأولى في عنقود التفاهمات الثنائية. العالم بأسره أخذ علماً بحجم المعاناة والمخاطر التي يرزح العالم العربي تحت وطأتها، والقلق الجماعي والشامل الذي ولّدته ونشرت أشكاله وألوانه “الدولة الإسلاميّة”، مما جعل البيت الأبيض تحديداً يُعيد النظر في حساباته وقراراته التي أوصلت المشرق بأسره إلى مفترق لا يختلف عن قعر الهاوية. من البديهي، إذاً، أن يعكس اللقاء الإيراني – السعودي إيجابيّات من شأنها تغيير الكثير من صورة الواقع العربي المفجع. تصبحون على رئيس”.

السابق
التسوية لم تنضج بعد
التالي
الخطر الداعشي يعزّز فرص التقارب السعودي – الإيراني