أين يقف جان قهوجي من حملة 8 آذار ضدّه؟

أثارت الحملة الأخيرة ضد قائد الجيش العماد جان قهوجي، والّتي تلت احداث بلدة عرسال، تساؤلات كثيرة حول موقعه والدور السياسي المرتقب له وأيّ جهة سياسية تدعمه فعلياً، إن كان فعلاً مدعوماً.

أثارت الحملة الأخيرة ضد قائد الجيش العماد جان قهوجي، والّتي تلت احداث بلدة عرسال، تساؤلات كثيرة حول موقعه والدور السياسي المرتقب له وأيّ جهة سياسية تدعمه فعلياً، إن كان فعلاً مدعوماً.

 

يبدو ان تداعيات ازمة عرسال لم تنتهِ بعد، فعلى الرغم من الدعم الكبير الذي تلقاه الجيش قيادة وجنودا خلال أحداث عرسال، إلا أن هذا الإلتفاف والتضامن حول قيادة الجيش بدأ يتبدد، ويثير الأسئلة والإتهامات حول حقيقة ما جرى في عرسال، واتهامه بالتقصير
البداية كانت مع إظهار العماد جان قهوجي في جريدة الأخبار على أنّه مرشح الرئيس سعد الحريري، أي بمعنى آخر، ان ما فعله في عرسال هو لإرضاء الحريري للوصول الى كرسي بعبدا. واستُبِقت حملة “الاخبار” بأسئلة عديدة طرحتها جريدة السفير عن حوادث عرسال، وأهم هذه الأسئلة التي تطال شخص العماد قهوجي: “أين مسؤولية السلطة السياسية في إبعاد الجيش عن سكة السياسة، ولماذا تقدم المغريات، من هذا الطرف أو ذاك، لكل قائد للجيش بحيث يصبح أسير الرهان على كرسي رئاسة الجمهورية؟”.
هذا النقد الذي طال قيادة الجيش إستفز إبن قائد الجيش، جو قهوجي، الذي وجه لأبيه رسالة عبر موقع التواصل الإجتماعي تويتر، بالقول “ما حدا حامل الحمل غيرك يا قائد! ما حدا صامت متلك! الحق ما بموت وإنت بي الحق! صار لازم تفضح كل شي”.
وأيضا هذا النقد استدعى ردا من العماد جان قهوجي عبر جريدة النهار، ردا على الهجمة الكبيرة التي طالته شخصيا كما قال، وشرح حقيقة ما جرى في عرسال، متساءلا: “هل كان بعضهم يريدني ان أدمر عرسال وأقتل لبنانيين ونازحين سوريين؟”.
فأثارت الحملة الأخيرة ضد قهوجي، والّتي تلت احداث بلدة عرسال، تساؤلات كثيرة حول موقعه والدور السياسي المرتقب له وأيّ جهة سياسية تدعمه فعلياً، إن كان فعلاً مدعوماً. وما حقيقة الهجوم على قيادة الجيش؟ هل كان هناك فعلا تقصير منها في عرسال؟ أو إن الهجمة على شخص العماد قهوجي لها علاقة بملف رئاسة الجمهورية؟
العميد الركن المتقاعد في الجيش الدكتور هشام جابر يقول في حديث مع “جنوبية”: “الهجوم على المؤسسة العسكرية وقائد الجيش غير طبيعي ومرفوض، ومن المؤسف إدخال المؤسسة العسكرية في التجاذبات السياسية، فالمؤسسة العسكرية، قيادة وجنود، قامت بواجبها كاملة في عرسال”.
ويتابع جابر: “لا يجوز التعرض لقيادة الجيش عبر وسائل الإعلام، لأن مؤسسة الجيش هي المؤسسة الوحيدة التي تمثل اللحمة في الوطن، ولولا الجيش لدخل الارهابيين الى كل لبنان، فالجيش دافع عن عرسال بالرغم من إمكانياته الضعيفة”.
وأضاف جابر: “إذا كان هناك أي خطأ أرتكب خلال المعركة من قبل أفراد ضباط، فقيادة الجيش هي التي تحاسبهم، ويكافأ من قام بالأعمال البطولية، وأغلب من كان في معركة عرسال قام بأعمال بطولية. أما إذا كان الخطأ من قيادة الجيش فالسلطة السياسية المتمثلة برئاسة الحكومة في ظل غياب رئيس الجمهورية، هي وحدها من تحاسب وتسأل قائد الجيش، ولا يجوز التعرض لقيادة الجيش عبر التصريحات السياسية ووسائل الإعلام، ويمكن لأي جهة سياسية أو سياسي لمس خطأ في سياسة القيادة ان يلجأ للسلطة السياسية وليس للخطابات، لأن هذا يسيئ الى المؤسسة العسكرية”.
اما عن رد العماد جان قهوجي على الحملة عليه إتهامه “بالتقصير” عبر جريدة النهار فقال جابر: “أنا مع قاله العماد قهوجي تقنيا، انه ليس من السهولة للجيش أي جيش في العلم ان يدخل منطقة فيها 4000 مسلح و120 ألف مدني، لأن ذلك يؤدي الى مجزرة حقيقية ترتكب بحق المدنيين، وقراره بعدم دخول عرسال كان صائبا، لكن الخطأ هو بالرد عبر الإعلام، كان من الممكن ان ينتظر ان يسأل من قبل السلطة السياسية”.
اما المحلل السياسي عباس صالح، فيرى في تصريح لـ “جنوبية” أن “كل من تورط في احداث عرسال يجب ان يحاسب امام الرأي العام اللبناني، وخصوصا هيئة المشايخ وكل من تعامل معها… كان عليهم العمل لفك اسر المخطوفين وليس فتح الطريق امام المسلحين للإنسحاب مع الأسرى”.
ويضيف: “كان يجب ان يؤخذ قرار بإبقاء القصف على المسلحين الى حين تسليم الأسرى، وعدم السماح لهم بالإنسحاب الى جرود عرسال وإبقاء الأسرى معهم، ما حصل في عرسال هو تواطؤ ضد عناصر الجيش”.

السابق
’ماكدونالدز’ يستخدم اللحم البشري في مأكولاته
التالي
علي عواض عسيري باق كسفير في لبنان