هيئة التنسيق هزمت وزير التربية.. والأحزاب

هيئة التنسيق

تمكنت هيئة التنسيق النقابية من اجبار وزير التربية الياس ابو صعب على التخلي عن فكرة اعطاء الافادات بعد ان كان قد حدد الساعة الثانية عشر ظهرا موعد نهائي لاعطاء الافادات في حال امتناع الاساتذة عن وضع اساس التصحيح. كما يعتبر هذا انتصارا على الأحزاب، خصوصا “التيار الوطني الحرّ”، حزب وزير التربية الياس بو صعب، و”تيار المستقبل” و”الحزب التقدمي الإشتراكي” اللذين قرّرا “التصحيح”، وحركة “أمل” التي كانت أوّل من دعا إلى استئناف التصحيح.

“لا إفادات، لا تصحيح، بل جولة لهيئة التنسيق على المسؤولين” هذا هو الحل الثالث الذي خرج به وزير التربية الياس بو صعب بعد إجتماعه المطول مع هيئة التنسيق النقابية.
ليست المرة الأولى التي يتراجع بها وزير التربية الياس بو صعب عن وعوده وقراره، بعد أن أصدر قراراً بإعطاء الإفادات عند الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم إذا لم يتم التصحيح، إذ انه دعا اللجان الى وضع أسس التصحيح صباح اليوم في وزارة التربية، لم يحضر منهم سوى حوالي 40 أستاذ، مما أظهر التماسك بين الأساتذة والإلتزام بقرار هيئة التنسيق، بعكس ما راهن عليه الوزير وكثر ممن انتظروا أن يظهر خللا وانقساما بين الهيئة.
حضر عدد كبير من الأساتذة الذين حاصروا مبنى وزارة التربية لمنع دخول أي أستاذ يرغب بوضع أسس التصحيح، لكن الوزير طلب من القوى الأمنية تأمين دخول اي استاذ يريد التصحيح وبالفعل دخل الى الوزارة حوالي 40 أستاذا من أصل 80 ألف أستاذ، مما إضطر الوزير الى الطلب بوقف وضع أسس التصحيح، والتفاوض مع هيئة التنسيق، لأن الوزير يعلم ان إعطاء إفادات هو بمثابة ضربة للتعليم والشهادة الرسمية في لبنان.
وخلال اجتماع كان يدور بين الوزير وهيئة التنسيق، كان الأساتذة المستاؤون من وضعهم ينتظرون قرار الهيئة، ويتخوفون من قرار إعطاء إفادات لانه ضربة لحقوقهم، مؤكدين لـ”جنوبية” رفضهم التصحيح لانهم ملتزمون بقرار الهيئة التي لم يستطع أحد منذ ثلاث سنوات ورغم كل المحاولات من التسبب بأي شرخ بين أعضائها.”
بعد التفاوض بين هيئة التنسيق النقابية والوزير الياس بو صعب الذي أكد مجددا أنه: “مع إعطاء الأساتذة حقوقهم، داعيا السياسيين الى النزول الى مجلس النواب لإقرار السلسلة”، وأعطى هيئة التنسيق مهلة لآخر السبوع أي بعد عطلة “عيد السيدة” للقيام بجولة على المسؤولين لحضهم على قرار السلسلة ومن بعدها “لكل حادث حديث”.
تراجع وزير التربية مرة جديدة امام ضغط هيئة التنسيق النقابية أعطى زخما اضافيا لهيئة التنسيق التي دعت الى الزحف غداً الى رياض الصلح للضغط على المسؤولين لإقرار حقوقهم.
في المقلب الآخر تجمع عددا من طلاب الشهادات الرسمية الرافضين لاعطاء الافادات لأنها تحرمهم من حق المعدلات، اما الذين كانوا يعتمدون على المنح الجامعية في الخارج فتبين ان الافادات لا يعترف بها في كثير من البلدان الاجنبية. وفي الوقت عينه حمّل الطلاب هيئة التنسيق والنواب مسؤولية مستقبلهم المجهول، لأنه وخلال اقل من شهر ستفتح الجامعات أبوابها، ولا يزال مصيرهم مجهول.
ويعتبر هذا انتصارا على الأحزاب، خصوصا “التيار الوطني الحرّ”، حزب وزير التربية الياس بو صعب، و”تيار المستقبل” و”الحزب التقدمي الإشتراكي” اللذين قرّرا “التصحيح”، وحركة “أمل” التي كانت أوّل من دعا إلى استئناف التصحيح

السابق
المالكي يتمرّد والتفاف داخلي وخارجي حول حيدر العبادي
التالي
التحول العراقي استراتيجي مفصلي وليس تجميلياً