بيان 14 آذار من ’بيت الوسط’

الرئيس السنيورة

عقدت قوى “14 آذار” اجتماعا موسعا مساء اليوم في “بيت الوسط”، تداولت خلاله في الاعتداءات التي تعرض لها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في بلدة عرسال وجوارها.
بعد الاجتماع تلا رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة إعلان “قوى الرابع عشر من آذار” الذي تضمن “خطة إنقاذية”:
أيها اللبنانيون،
مع انفجار الوضع الأمني في بلدة عرسال ومحيطها، جرّاء تسلل مجموعات إرهابية مسلّحة من سوريا، أجرت قوى الرابع عشر من آذار والقوى الحليفة مشاورات مكثّفة لتدارس الأوضاع وعقدت اجتماعاً أصدرت على إثره البيان الآتي:

أولاً: يتعرّض لبنان أكثر من أي وقتٍ مضى في السنوات الثلاث الأخيرة، لخطر زجّه في الأحداث الطاحنة في سوريا والعراق، بما يهدّد دولته وجيشه وعيشه المشترك.
ان التعرض للجيش اللبناني او لأي من المؤسسات الأمنية اللبنانية او الاعتداء على السيادة اللبنانية وهما عماد العيش المشترك أمر مرفوض ومدان بالمطلق ولا يمكن تبريره تحت اي ظرف او ذريعة.
ان الشعب اللبناني الذي تعاطف مع الثورة السورية وأيد مطالبها في الحرية والديمقراطية وفتح أبوابه وأراضيه للنازحين السوريين، لا يمكنه ان يقبل ان يقدم اي فصيل سوري على حمل السلاح داخل الأراضي اللبنانية وان يوجه هذا السلاح إلى المواطنين اللبنانيين العزل او إلى المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية وفي مقدمها الجيش اللبناني، أو أن يتسبب بجرح او احتجاز اي جندي من الجيش اللبناني او من قوى الأمن الداخلي او تعريض الاستقرار والأمن في لبنان للخطر تحت أية ذريعة كانت. وبالتالي فان المطلوب وفورا العمل من أجل إطلاق سراح جميع المحتجزين من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وإخلاء بلدة عرسال ومحيطها من جميع المسلحين إلى خارج الأراضي اللبنانية.

ثانياً: نبهنا منذ زمن طويل إلى ضرورة حماية لبنان من تداعيات ما يجري في سوريا، ودعونا الدولة اللبنانية إلى مطالبة مجلس الأمن الدولي تطبيق القرار 1701 على كل الحدود اللبنانية – السورية، فلم تفعل.
غير ان تدخل حزب الله العسكري في سوريا ربط لبنان بحروب المنطقة وعرض دولته وشعبه وجيشه إلى مخاطر كبيرة.
تأسيساً على ما تقدم، نطالب الحكومة اللبنانية بإصدار أوامرها لكل المؤسسات العسكرية والأمنية للعمل على إغلاق الحدود بين لبنان وسوريا إمام كل مسلح يأتي من سوريا إلى لبنان او يذهب من لبنان إلى سوريا.

• دعونا إلى التزام سياسة النأي بلبنان عن أحداث سوريا وتوافقنا كلبنانيين على إعلان بعبدا الذي أكد على حياد لبنان ووافق عليه حزب الله دون أن يلتزم به لا بل نقضه معلناً ان هذه المسألة فوق إرادة اللبنانيين واختصاصهم.
• دعونا “حزب الله” إلى الانسحاب الفوري من سوريا، فأجابنا بأن هذه المسألة فوق إرادة اللبنانيين واختصاصهم، وذلك برغم موافقته السابقة على “اعلان بعبدا” مما يحمّل هذا الحزب مسؤولية كبرى في تعريض الدولة واللبنانيين والجيش والمؤسسات الأمنية لمخاطر جمّة.
• دعونا الدولة اللبنانية إلى مطالبة مجلس الامن الدولي بتطبيق القرار 1701 على كل الحدود اللبنانية- السورية، عبر مذكرتين وجهتا إلى رئيس الجمهورية، الأولى في 3/9/2012 والثانية في 18/6/2013 فلم تتحرك حكومة تلك المرحلة.

ثالثاً: رغم ذلك كله، وانطلاقاً من التزامنا الوطني الثابت الذي ينظر إلى مصلحة جميع اللبنانيين، فإننا نتقدّم إلى الدولة اللبنانية والرأي العام اللبناني، كما وإلى المجتمعين العربي والدولي، باقتراح خطة إنقاذية عاجلة تقوم على النقاط التالية:
1) الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية لتحصين لبنان من الأخطار التي تتهدّده.
2) ان الاعتداء على الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية مرفوض ومدان تحت أي ذريعة لكونه اعتداءاً على كرامة لبنان واللبنانيين، وليس مسموحاً لأحد أن يرفع سلاحه في مواجهة الجيش اللبناني الوطني لأي طرف انتمى، كما ليس مسموحا لأحد ان يحمل السلاح غير الشرعي على الأراضي اللبنانية.
3) إطلاق سراح جميع المحتجزين من الجيش اللبناني والقوى الأمنية وانسحاب جميع المسلحين غير اللبنانيين من بلدة عرسال ومحيطها إلى خارج الأراضي اللبنانية.
4) ان قوى الرابع عشر من آذار تحمّل حزب الله ومن يتحالف معه جزءاً كبيراً من مسؤولية ما تعرضت له بلدة عرسال وما يتعرض له لبنان وجيشه، ذلك لأن حزب الله بتورطه في القتال الجاري في سوريا إلى جانب النظام السوري عطل قرار السلطة اللبنانية في الحكومات المتعاقبة، من ان تُقْدِم على اتخاذ أي قرار أو إجراء لحماية لبنان وتحييده والنأي به عن الصراع الدائر في سوريا، وهذا ما يجعل انسحابه من سوريا أولوية وطنية مطلقة.
5) أن تطلب الحكومة اللبنانية رسمياّ من مجلس الأمن الدولي ان تشمل الإجراءات التي يتيحها القرار 1701 مؤازرة انتشار الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية- السورية ومنع تسلل المسلحين في الاتجاهين. إن هذا القرار الذي أجمع عليه اللبنانيون، ونجح إلى حدّ بعيد في تعزيز الاستقرار في جنوب نهر الليطاني، لا بد وأن ينجح في الحؤول دون امتداد الحرب السورية إلى لبنان وفي إقفال باب الفتنة التي يمكن ان تنتج عنها.
6) دعوة القوى السياسية على اختلاف مواقعها وضع الخلافات السياسية جانباً والاتحاد حول مطلب تطبيق ما يتيحه القرار 1701 باعتباره الوسيلة الوحيدة لحماية لبنان من شرور العنف والإرهاب الذي يجتاح دول المنطقة.
7) اننا إذ نقدر تبرؤ فصائل في المعارضة السورية وإدانتها لهذا الاعتداء الغاشم على لبنان وأهله وجيشه وقواه الأمنية، إلاّ أننا نؤكد على طلبنا التنبه إلى خطورة تورط مسلحين سوريين في صراع مسلح انطلاقا من الأراضي اللبنانية ومع المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية وفي مقدمها الجيش اللبناني، مما يحتم العمل من قبلهم على إنهاء هذا التجاوز الكبير الذي من شأنه تسديد طعنة نجلاء إلى الشعبين اللبناني والسوري وإلى قضاياهما المحقة.
8) التأكيد على الطلب إلى”حزب الله” الانسحاب الفوري والكامل من سوريا، والعودة إلى لبنان.
9) دعوة جميع اللبنانيين إلى الالتفاف حول الجيش الوطني اللبناني البطل، وتأمين الحماية السياسية له من خلال حكومة المصلحة الوطنية حتى لا يقع ضحية التوظيف السياسي في صراعات داخلية، وتصرفات انتقائية، والطلب إليه، وإليه وحده مع سائر القوى الشرعية للدولة اللبنانية، القيام بحماية الأمن الوطني في كل المواقع ورفض أي سلاح غير شرعي على الأرض اللبنانية.
10) تعلن قوى الرابع عشر من آذار تضامنها وتقديرها للموقف الوطني الصامد لأهالي عرسال في وجه هذه الهجمة العدوانية على السيادة اللبنانية وعلى بلدة عرسال وأهاليها وتطالب الحكومة اللبنانية بتأمين الحماية الكاملة لأهالي عرسال من العدوان الذي يتعرضون له، كما تحيي قوى الرابع عشر من آذار تضامن أهلنا في عرسال ومحيطها مع الجيش اللبناني الذي سيكون انتصاره انتصارا للسيادة اللبنانية وللشعب اللبناني وانتصارا لكرامة اللبنانيين وعيشهم المشترك.
11) الطلب من الحكومة اللبنانية إقامة مراكز إيواء منظمة ومنضبطة على مقربة من الحدود اللبنانية السورية لكي تتمكن الدولة اللبنانية من تنظيم وضبط وجود هؤلاء النازحين أمنيا واجتماعيا وإغاثيا لكي يتمكنوا من العودة في القريب العاجل إلى ديارهم.
12) تنظيم حملة اتصالات في الداخل والخارج لتأمين نجاح هذه الخطة الإنقاذية.

 

السابق
عون: دماء شهدائنا وحدت الوطن وغسلت أخطاء الإدارة والسياسة
التالي
خروج المسلحين أو المعركة الشاملة