مقاتلو حركة أمل في سوريا ليسوا منظمين

شارك حزب الله في سوريا منذ انطلاق المعارك في اذار2011 تحت عناوين مختلفة من حماية الشيعة في القرى الحدودية وصولا الى حماية المقامات المقدسة. وسقط للحزب حتى اللحظة مئات من القتلى والجرحى، في ظل أنكفاء حركة امل، حليفة الحزب والنظام السوري، عن المشاركة في الحرب السورية حتى أنه لم يسجل موقف واحد لرئيس مجلس النواب نبيه بري يدعم النظام السوري او رئيسه. الا ان الفترة الاخيرة سجلت تشيع قتلى في قرى جنوبية معروف انتمائهم لحركة أمل. فهل تغير موقف الحركة؟

شارك حزب الله في سوريا منذ انطلاق المعارك في اذار2011 تحت عناوين مختلفة من حماية الشيعة في القرى الحدودية وصولا الى حماية المقامات المقدسة. وسقط للحزب حتى اللحظة مئات من القتلى والجرحى، في ظل إنكفاء حركة امل، حليفة الحزب والنظام السوري، عن المشاركة في الحرب السورية. حتى أنه لم يسجل موقف واحد لرئيس مجلس النواب نبيه بري يدعم النظام السوري او رئيسه. الا ان الفترة الاخيرة سجلت تشيع قتلى في قرى جنوبية معروف انتماؤهم لحركة أمل. فهل تغير موقف الحركة؟

(كشف موقع بيزنس إنسايدر أن إحدى الرسائل الداخلية الخاصة بمركز ستراتفور للإستخبارات والتحليلات الأستراتيجية والتي سرّبها موقع ويكيليكس، عن مصدر داخلي في حزب الله وصفته بأنه ناشط طلابي من الحزب أن في سورية 3 آلاف عنصر من الحرس الثوري و2000 مقاتل من “حزب الله” بالإضافة إلى 300 مقاتل من حركة أمل، و200 من الحزب السوري القومي السوري..).

هذا المقطع المسرّب من مركز ستراتفور للإستخبارات والتحليلات الأستراتيجية لا يقدم اية تفاصيل عن مشاركة حركة أمل في القتال في سوريا الى جانب النظام الذي دعم رئيس الحركة نبيه بري طويلا، وكان الحليف الاول للرئيس بشار الاسد ومن قبله والده حافظ الاسد.
علما أن عدد من البلدات الشيعية شهدت تشييع عناصر منتسبين لحركة أمل قتلوا في المعارك في سوريا. الا أن المسؤول الاعلامي في الحركة طلال حاطوم نفى الامر جملة وتفصيلا. واعتبر ان الخبر مفبرك. مقابل ذلك يُحكى عن عناصر من حركة أمل ذهبت الى سوريا للقتال لكن بشكل منفرد وذلك (دفاعا عن المقامات الشيعية) ـ التي تتعرض للهدم على ايدي التكفيرين.

وتعليقا على فيديو الشاب قضى في سوريا طلب في الشريط المصور ان يُلف بعلم حركة امل عند وفاته، قال حاطوم إنّ الشاب قد قتل ولا مجال للتأكيد من صحة الشريط المسجل.
وبالرغم من النفي الرسمي والمتكرر لحركة أمل بمشاركتها في القتال الى جانب النظام السوري قال رابط الحركة الحاج عباس زهر الدين لـ”جنوبية”: ” إنّ ثمة حالات فردية كالشهيد نجم الذي نعته الحركة رسميا، اضافة الى شابين في حي السلم، وآخرين في الهرمل الذين التحقوا بلواء ابي فضل العباس مع بداية المعارك. وكانت عوائل من آل جعفر منتمية للحركة قد قاتلت دفاعا عن بعض القرى الشيعية في الهرمل. ولا ننسى الشاب الذي سجل فيديو يطلب فيه لفه جثمانه بعلم حركة أمل”.
وأضاف زهرالدين قائلا: “ليس هناك اي قرار تنظيمي بالمشاركة، وهذا لا يعني ان عناصر أمل غير منضبطين تنظيميا، لكن الدافع الديني هو السبب”.
ويتابع زهرالدين كلامه لـ”جنوبية”:” ثمة توجه متفق عليه ان المعركة الان لا تسمح بمشاركة الاثنين، اي أمل وحزب الله معا، وثمة قرار بعدم زج الحركة، وما يمثّل رئيسها نبيه بري من بيضة قبّان في الموضوع السياسي الداخلي”.
ويتابع “..والطرفان اي امل وحزب الله يدركان اهمية الجانب السياسي والدور التوافقي للحركة وللرئيس بري والموقف السياسي واضح للجميع، خصوصا ان التواصل مع القيادة السورية مستمر. وكان الرئيس بري السبّاق في اعلان موقفه في افطار البيال الاخير عندما انتقد(سايكس بيكو الجديد وما يجري على فلسطين وسوريا ولبنان..).ويختم زهرالدين بالقول: “ثمة حالات فردية تشارك ولكن هذا لا يعني ان عناصر الحركة غي منضبطين لكننا حالة شعبية، وسبب الاندفاع هو التعاطف الديني”.
وفي جولة في بعض القرى الجنوبية بدءا من منطقة الزهراني التي تعتبر معقل حركة أمل لم يُلحظ وجود اي صورة لشباب من حركة أمل قتلوا في سوريا وذلك حفاظا على الدور الذي قررته القيادة السياسية للحركة بالابتعاد عن الحرب السورية والتزاما بمبدأ الحياد الذي تبنته الحكومة اللبنانية.
وحتى اللحظة يبدو قرار حركة أمل حكيما بتجنيب لبنان المزيد من تداعيات بسبب مشاركة حزب الله في القتال الى جانب النظام السوري، فيبقى على الاقل طرف شيعي لم يدخل الحرب السورية مباشرة وحافظ على مسافة واحدة من الجميع. اما الكلام السياسي عن دعم أمل لبشار الاسد فهو لا يتعدى إطار ردّ الجميل ولو كلاميا فقط.

السابق
شكلاً جديداً لظاهرة التحرش بالفتيات
التالي
إسرائيل لن تنتصر في غزّة