لعنة الموت الاغترابي تلاحق أبناء الجنوب

كُتب على الجنوبي أن يدفع ثمن فاتورة اغترابه… حياته. صدمة كبرى تلقتها بلدة بيت ليف قبل ايام اثر مقتل ابنها المغترب محمد ملك في ابيدجان، صدمة تشاركت فيها وقرى جنوبية اخرى لحقتها لعنة الاغتراب ايضاً بمقتل 13 شخصاً من الخرايب والزرارية وحاريص وصريفا في حادثة الطائرة الجزائرية، ليضاف اليها اغتيال قنصل لبنان الفخري في جمهورية بنين اسعد الشاغوري.

اغتيال؟

محمد ملك (32 عاماً) ابن بلدة بيت ليف قضاء بنت جبيل الذي غادر لبنان قبل 12 عاما ليؤمن مستقبله الذي حُرم منه في وطنه. هو متزوج من سيدة تونسية وله ثلاثة اطفال، ها هو يعود غدا الى وطنه ميتاً بعد أن كان مقرراً زيارته خلال فترة العيد.

هل هو القدر أم لعنة الغربة؟ المؤكد امام تلك الفرضيات أن محمد تعرض الى محاولة قتل ليل الثلثاء- الأربعاء الماضي أثناء خروجه الى السوبرماركت ليشتري بعض الحاجيات لعائلته. ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها محمد لمحاولة قتل بل سبقتها محاولة اخرى حسبما يقول ابن خالته الحاج ابو حسن حسن لـ”البلد” حيث تعرض الاول الى محاولة سرقة في منزله ما اضطره الى ارسال عائلته الى لبنان حيث مكثت فيه لمدة شهرين. وبعد عودة العائلة الى ابيدجان قرر ترك المنطقة التي يقطنها، لكن الموت كان أقرب اليه اذ أطلق مجهولون النار عليه فأصابوه اصابة قاتلة.

جثمان محمد

لا معلومات دقيقة حول عملية مقتل ملك، بيد أن الحقيقة أن تلك القصة ليست الأولى فقد عاش الجنوب أكثر من حالة مشابهة، اكثر من شاب قتلوا بداعي السرقة من الزرارية الى الخرايب وصور وبنت جبيل، شباب يدفعون “ضريبة الغربة”. فكيف تابعت عائلة محمد القضية قضائياً، يتابع ابو حسن “لا تفاصيل أكثر حول الحادثة، ولم نتابع المسألة قضائياً، فكان كل همنا نجاة محمد، كما اننا لا نعرف آلية التعامل القضائي في هكذا قضايا”. ومن الجدير ذكره ان والد محمد سافر الى ابيدجان لمتابعة تفاصيل الحادثة ليعود وجثمان ولده غدا ليوارى في الثرى ظهر غد السبت.

لعنة الموت الاغترابي ترافق أبناء الجنوب، ومحمد كما كثيرين من ابنائه غادروا للعمل في افريقيا، يتابع ابو حسن “لا نعرف تفاصيل الحادث ما اذا كان قد قتل بدافع السرقة أو لأسباب أخرى، ولا معلومات عن تفاصيل الحادث بيد أن قنصل لبنان في أبيدجان احمد سويدان يتابع الملف عن كثب”.

تأمين الاستقرار

اذاً وحده الحزن الذي يلف قرى الجنوب بفقدان أحبة في بلاد المهجر يحكي وجع وألم الأهالي، وحدها لافتات النعي تذكر الدولة أن هناك أبناء لها في بلاد الاغتراب يواجهون الحياة وحدهم، يصارعون القدر ليعيشوا ليؤمنوا ما عجزت دولتهم عن تأمينه لهم “لو كانت هناك فرص عمل ورعاية من الدولة لما كان على محمد ان يموت ولما كان على الجنوبي ان يموت في حوادث طيران ألا يفترض بالدولة أن تتحرك لتغير الواقع لتحمي أبناءها” هي تساؤلات الحاج حسن وتساؤلات الكثير من امهات وآباء ابناء الجنوب في بلاد الاغتراب، ولسان حالهم يقول “احموا ابناءنا، لا نريد ان تتحركوا حين يقتلون بل تحركوا قبل ذلك لتأمين استقرارهم في بلدهم”.

السابق
إدوارد سنودن: الخليفة البغدادي عميل للموساد وهكذا تم تجنيده
التالي
دعوة إلى مبارزة إعلامية بين عون وجعجع