3 صيغ لاتفاق يعلن قبل الجمعة..24 ساعة حاسمة لمسار الحرب ومساعي الوساطة

جون كيري يغادر المنطقة الجمعة، كما تقول روزنامة مواعيده، ما لم يطرأ ما يستدعي تمديد زيارته المحددة بهدف عنوانه، لا عودة من القاهرة والمنطقة قبل إنجاز اتفاق لوقف النار في غزة، وهذا يعني أن التوصل لاتفاق يوقف الحرب “الإسرائيلية” اليائسة على غزة بات قريباً، والجيش “الإسرائيلي” يطلب من قيادته كما تقول المواقع المحسوبة عليه في الصحافة وشبكات التواصل، أن بنك الأهداف قد استنفد، وأن العمل البري يراوح مكانه والخسائر فيه تفوق المكاسب، وأن تبادل القصف صار مؤذياً معنوياً ومادياً “لإسرائيل” سواء في ما تتلقاه من صواريخ المقاومة أو ما تتلقاه بنتيجة قصفها للمدنيين الفلسطينيين.
صائب عريقات مسؤول ملف التفاوض الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية يتحدث عن تفاهم خلال ساعات من صباح اليوم، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يعلن القبول بهدنة إنسانية لسحب الجرحى والشهداء وإيصال المؤن للمحاصرين وترك المجال لإصلاح أعطال الكهرباء والمياه والهاتف للأحياء التي طاول الدمار أوجه الحياة فيها، لكن مشعل يعلن تمسك حركة حماس وسائر فصائل المقاومة بفك الحصار كشرط لوقف نهائي لإطلاق النار.
جون كيري وزير الخارجية الأميركي ومعه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزراء أوروبيون، خصوصاً بريطانيا والنرويج، يشتغلون على حلول وسط ترتضيها جميع الأطراف بعدما نجحت التحركات الأميركية بترتيب العلاقة القطرية السعودية، وتنشيط التواصل التركي القطري مع حماس للوصول إلى نقطة في منتصف الطريق مع المبادرة المصرية المقبولة “إسرائيلياً” والقائمة على الفصل بين وقف النار وفك الحصار.
منتصف الطريق يدور بين عدة خيارات، منها خطة رئيس السلطة الفلسطينية الذي يضع جدولة زمنية لخمسة أيام تبدأ بوقف النار ضمن ضمانات دولية لفك الحصار من دون تحديد كيف ومتى لتتم مفاوضات برعاية وحضور الأطراف الدولية الراعية للعودة إلى تنشيط مسؤوليات السلطة الفلسطينية وفقاً للاتفاقات السابقة، بتوليها أمر المعابر، وقد شكل كلام وزير خارجية بريطانيا عن فك الحصار وحلول تعيد الحياة للمسارات التفاوضية بمثابة إشارة لماهية الحل وطبيعة وهوية الضمانات.
الصيغة الثانية المتداولة هي الإعلان عن هدنة إنسانية لمدة يوم واحد تتلوها عملية تمديد ليوم آخر، ويوم ثالث إذا اقتضت الضرورة ليتم الإعلان عن الاتفاق الكامل في غضونها، فتتحول الهدنة لوقف نهائي للحرب مع ما يرافق ذلك من خطوات لفك الحصار وهي صيغة مصرية “إسرائيلية” أميركية.
الصيغة الثالثة هي صيغة بريطانية نروجية تقوم على توقيع رسمي بين حكومة المصالحة الفلسطينية بضمانة الرئيس الفلسطيني وزعماء الفصائل الرئيسية من جهة والحكومة “الإسرائيلية” من جهة مقابلة وضمانة مصر وتركيا وقطر والسعودية من جهة واللجنة الرباعية بمكوناتها الأميركية الروسية الأوروبية الأممية من جهة مقابلة لاتفاق هدنة لعشر سنوات يتضمن توافقاً على إنهاء ظاهرة السلاح في غزة وحصرها بالسلطة وأجهزتها وفك الحصار بكل أشكاله والعودة للاتفاقات المعقودة من ضمن مندرجات اتفاقية أوسلو وتسلم السلطة المعابر والمناطق المحددة بـ أ وب و ج في الضفة والقطاع والدخول في مفاوضات سياسية برعاية الأطراف الضامنة للوصول لاتفاق سلام نهائي خلال سنة من تاريخه يجري تطبيق تفاصيلها خلال مدة سنوات الهدنة بما فيها الانسحابات “الإسرائيلية” والاعتراف الفلسطيني بحق “إسرائيل” بالأمن مقابل حق الدولة الفلسطينية بالوجود.
أربع وعشرون ساعة حاسمة بين خياري الحرب ووقفها، بعدما استهلك “الإسرائيليون” اندفاعاتهم وصارت حربهم عبئاً عليهم، ويريدون استباق يوم القدس ومفاجآته غداً، وبعدما بدت المقاومة ممسكة بزمام المبادرة على رغم فوارق الأثمان التي يدفعها كل من الفريقين الفلسطيني و “الإسرائيلي”.
فصائل المقاومة التي تستعرض على مدار الساعة كل الصيغ المتداولة تنفي لـ “البناء” استعدادها للقبول بصيغة شاملة تتصل بربط وقف النار بمساعي التفاوض على اتفاق سلام، كما تنفي استعدادها للقبول بصيغة متلعثمة لفك الحصار، سواء عبر الهدنة الإنسانية أو سواها، وتؤكد اتفاقها بالإجماع على التمسك بوقف نار وفك حصار ونقطة أول السطر.
لبنان الذي يواجه استحقاقات داهمة في قطاعي المال والتربية مناصفة، سينعقد برلمانه يوم السبت تضامناً مع غزة والموصل، في خطوة تأخرت كثيراً عن موعدها، فأهل الموصل من المسيحيين تهجروا وصار التضامن معهم موقفاً أخلاقياً بلا فعالية، بعدما كانت الفكرة التضامنية قد ولدت يوم الإنذار الموجه للمسيحيين بترك منازلهم، والتضامن مع غزة ربما يحين موعده وقد بدأت مفاعيل وقف النار، وكانت الفكرة قد انطلقت مع أيام الحرب الأولى، في مشهد قد لا يصح القول فيه أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً، بل ربما ما نفع أن تأتي “بعد خراب البصرة”.

السابق
رواتب الموظفين قبل العيد… والدولة بلا احتياط
التالي
OTV: دقيقة صمت تضامنا مع مسيحيي الموصل(بالفيديو)