8 و14 لا يريدان رئيسا قويّا

كلّ من الفريقين 8 و14 آذار لن يأخذا لبنان الى برّ السلام.. صحيح أنّ هناك تبايناً بينهما في الرؤية لكنّ الجامع هو الأكبر: بدءا من الفساد الى تغييب الشفافية والمحاسبة الى تكريس وتعظيم دور الوساطة والزبائنية الى فهمهم بأن الزعامة هي وجاهة وليست مسؤولية!

كلّ من الفريقين 8 و14 آذار لن يأخذا لبنان الى برّ السلام.. صحيح أنّ هناك تبايناً بينهما في الرؤية لكنّ الجامع هو الأكبر: بدءا من الفساد الى تغييب الشفافية والمحاسبة الى تكريس وتعظيم دور الوساطة والزبائنية الى فهمهم بأن الزعامة هي وجاهة وليست مسؤولية!

أطربتنا الزعامات اللبنانية، ولفترة طويلة بمفاهيمها البالية والتافهة. ونحن في أمس الحاجة للحاق بعجلة التطور والحداثة، يسمعنا الزعماء التقليديون خطابات خشبية ويرشون علينا مصطلحات تفوح منها رائحة العفن. كلمات أكل الدهر عليها وشرب. لا ننكر انها تفعل مفعولها في بعض الناس لكونها تحمل في طياتها غايات سياسية منمقة بقشور دينية. تلك الزعامات التي تعيش على فتات الدولة لا يمكن ان تسعى لقيام دولة. تلك الزعامات هي التي أوصلت لبنان الى الهلاك!فمفهوم الدولة بالنسبة لها هي البقرة الحلوب ومفهومها “للقوي” هو ذاك “الشاطر” الذي يستطيع ان يتسلط على الدولة. أما ما يريده اللبناني في القرن الواحد والعشرين هو الدولة المؤسساتية، الدولة الديمقراطية المدنية، والتي يرأسها قائد يحمل رؤيا للبنان الوطن. ما يريده اللبناني هو الرئيس القادر على لمّ شمل اللبنانيين في الداخل والخارج. ما يريده اللبناني هوالرئيس المنفتح والمتعاون والذي يشجع مشاركة جميع فئات المجتمع في اتخاذ القرار وبالتالي يفعّل انخراطهم في الشأن العام.

كلّ من الفريقين 8 و14 آذار لن يأخذا لبنان الى برّ السلام.. صحيح أنّ هناك تبايناً بينهما في الرؤية لكنّ الجامع هو الأكبر: بدءا من الفساد الى تغييب الشفافية والمحاسبة الى تكريس وتعظيم دور الوساطة والزبائنية الى فهمهم بأن الزعامة هي وجاهة وليست مسؤولية!
لا نريد رئيسا محايداً فهو وعلى قول الإمام علي بن ابي طالب “صحيح انه لن ينصر الباطل ولكن من المؤكد انه يخذل الحق”. إن رفضنا للمحايدة لا يعني قبولنا بالوسطية والتي لا نكهة لها. كما أننا لا نقبل بالوسطية المبهمة والمموهة.

نريد رئيسا وسيطاً وليس وسطياً، عادلاً وقادراً على اتخاذ القرار الصائب والذي يصبّ في مصلحة الوطن وبالتالي في مصلحة كل مواطن. ما نريده، هو الرئيس الذي يحمل حلماً للبنان ويعتمد على ابنائه من اللبنانيين في تحقيقه. فاللبناني يعشق أرضه وترابها ويحب السهل والجبل. واللبناني يحب العلم والثقافة ويطمح دائما الى التمدن والتطور والعيش الكريم. فلقد اثبت للعالم أجمع قدرته على تخطي الصعاب ونشر ثقافة الحياة. في الختام، نريد الرئيس القائد الذي يقدس الأرض اللبنانية وليس غيرها!-

السابق
ما هو مصدر اموال «دولة الخلافة الجديدة»؟
التالي
ما سر «ن» وما الفرق بين المسيحي والنصراني؟