ما سر «ن» وما الفرق بين المسيحي والنصراني؟

“ن” “يسطرون”، على جدران منازل المسيحيين وممتلكاتهم، لتطبيق مشروعهم في دولة الخلافة الاسلامية في المنطقة. فالحملة “الداعشية ” في الموصل التي أدت إلى افراغ المدينة من سكانها المسيحيين ، ترافقت مع كتابة هذا الحرف وطبعه على جدران كل “نصراني” في المدينة الحزينة على فراق احبتها الذين يعيشون فيها منذ مئات الأعوام. الحملة “الداعشية ” واجهتها حملة “فايسبوكية” أطلقها ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اطلق عليها اسم حملة “ن” للتعبير عن التضامن مع مسيحيي الموصل الذين خيّروا بين دفع الجزية أو إعلان اسلامهم أو الموت ، فكان أن اختاروا الرحيل. اللافت للنظر هو استخدام الجماعات الأصولية لعبارة” النصرانية ” وليس “المسيحية”، ما يطرح التساؤل عن مغزى ذلك وهل المقصود به الإساءة الى المسحيين. القاضي في المحكمة الشرعية السنية الشيخ حسن الحاج شحادة اعتبر في اتصال مع “النهار” أن ” القرآن الكريم عبّر بكلمة “النصرانية” وليس المسيحية ، فالنصرانيون هم من ناصر المسيح عليه السلام ضد اليهود، لذلك فاستخدام الجماعات الأصولية لهذه العبارة ليس له أي أبعاد مسيئة، ومع ذلك هم يفهمون ما يريدون ، يقاتلون باسمنا ونحمل وزر ما يعملون أما نحن فنقول مسيحي ، إلا إذا عبّرنا بلغة فصحة بأي مقالة أو مقولة فحينها نستخدم عبارة “نصراني” .

وأضاف شحادة ” الرسول محمد لم يكن يعتبر النصارى من المغضوب عليهم بل ميّز بينهم وبين اليهود واعتبرهم من أصحاب الدين الذي جاء ليكمله” . يتكامل كلام الحاج شحادة ويتطابق مع حديث الباحث الشيخ علي خازم الذي اعتبر في اتصال مع ” النهار” أن “كلمة نصراني هي التعبير القرآني عن المسيحيين . وإذا كانت النصرانية بالنسبة للمسيحيين بدعة وانتهت من الجزيرة العربية وأنهم هم الموجودن الآن لكن بالنسبة للمسلمين ليس هناك فرق بين الاثنين “.
و استبعد خازم استخدام العبارة من الأصوليين والسلفيين عن سوء نية ، “فهم بطبيعتهم يطبقون كل شيء قديم”.
على النقيض من ذلك اعتبر الأب الدكتورشارل مراد في اتصال مع “النهار” إن “اطلاق هذه العبارة وسماعها من الأصوليين في هذه الأيام يعود إلى كونهم “عايشين” بالصهيونية ، ولا يعرفون التمييز بين كلمة نصراني ومسيحي ، فالنصراني لا يؤمن بألوهية المسيح ويعتبره شخصا عاديا وليس ابن الله أما المسيحي هو من يؤمن بالمسيح القائم من الموت” .
” في العراق عندما يسمونهم نصرانيين فلأنهم لا يعرفون التمييز بينهم وبين المسيحيين، هذا جهل لا يعرفون عن المسيح شيئاً، يعيشون في القرون الماضية! لا يكتفون بكلمة نصراني بل وصل بهم الأمر إلى اطلاق “كافر” على كل من يخالفهم معتقداتهم. في اختصار نحن مسيحيون ولسنا نصرانيين نؤمن بالمسيح القائم من الموت” ختم الأب حديثه.
بين المعتقدات الإسلامية والمعتقدات المسيحية ، تبقى الانسانية غائبة على الأرض، انسانية تحولت وحشية على أيدي أشخاص يدعون تطبيق الدين بالسيف والدم !

 

السابق
8 و14 لا يريدان رئيسا قويّا
التالي
هل بدأ حزب الله بإعدام خصومه الشيعة إلكترونيا؟