هل يمهد الحريري لسحب ورقة الرئاسة من المسيحيين؟

سعد الحريري

تتواصل القراءات لما أسميت مبادرة الرئيس سعد الحريري. مبادرة هي اقرب لإعلان حسن نوايا في ظل توقيت ضبابي لبنانيا وإقليميا. فإذا استثنينا دعوته “حزب الله” إلى الانسحاب من الحرب السورية، فان كل ما قاله يلقى، من حيث المبدأ والشكل، إجماعا في الخطاب اللبناني. كرر الحريري الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمھورية ثم تشكيل حكومة جديدة وإجراء الانتخابات النيابية وإسقاط التمديد للمجلس النيابي. ليس سعد الحريري، مهما حسُنت نواياه، قادرا وسط كل التحديات والجنون المحيط بلبنان ان يبادر وحده لرسم طريق للخروج من الازمة الوطنية الشاملة. ليس فقط، بسبب حجم تدخل الدول وتقاطع مصالحها غير المحددة بعد، انما خصوصا بسبب تركيبة البلد وتوازناته الهشة ومعرفة قواه أن أوان التسوية لم يحن بعد.

 

لذا قُرأت “مبادرة” حسن نوايا الحريري بـ”سوء نية” في بعض الاوساط المسيحية، وقد كان “اللقاء المسيحي ـ بيت عنيا” الاكثر تعبيرا عنها والاشد وضوحا في ذلك.. الا ان سياسيا وسطيا تربطه علاقة جيدة بالحريري، يدعو الى التوقف عند مقاربة رئيس “تيار المستقبل” لموضوع رئاسة الجمهورية. فقد اكد الحريري مجددا احترام ارادة المسيحيين في هذا الاستحقاق، واضعا الكرة في ملعبهم، ومؤكدا انه يوافق،”سلفا ومن دون تحفظ”، على من يختارونه. لكن الحريري نفسه الذي يعرف ان المسيحيين لن يتفقوا على رئيس، يقول اننا “لا نستطيع ان نتفرج على تعطيل دائم للنصاب بحجة غياب التوافق المسيحي”.

 

فماذا يعني كلامه؟ أليس معناه الواضح ان على المسلمين اخذ المبادرة باتجاه التوافق على انتخاب رئيس؟ أليس تمهيدا لتقارب يتم العمل عليه، يجمع الحريري الى رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، ليبحثوا في التوافق على اسم الرئيس العتيد؟”..

السابق
كيف تعامل «حزب الله» مع أحداث غزة؟
التالي
هوانم ’الفلول’ في فضائيات مصر