مهزلة العراق وشيعته: الشيطان الأكبر.. صار مُنقِذًا

طلب رئيس الوزراء نوري المالكي من الجيش الأميركي مساعدته على "إخماد" ثورة أهل السنّة. وطلب تدخلا أميركيا. بالطبع ما كان هذا ليتمّ لولا الموافقة الإيرانية، رغم الكلام الإيراني "الرسمي" عن رفض التدخل الأميركي. هنا مقابلتان مع المحلل السياسي القريب من حزب الله، قاسم قصير، ومع الباحث السياسي حسام عيتاني، لمحاولة الاقتراب من الإجابة عن سؤال: كيف صار "جيش الاحتلال" هو نفسه "جيش التحرير" من داعش؟

طلب رئيس الوزراء نوري المالكي من الجيش الأميركي مساعدته على “إخماد” ثورة أهل السنّة. وطلب تدخلا أميركيا. بالطبع ما كان هذا ليتمّ لولا الموافقة الإيرانية، رغم الكلام الإيراني “الرسمي” عن رفض التدخل الأميركي. فكيف تحوّل الجيش الأميركي إلى “جيش تحرير”، بحسب الزميل حازم الأمين، بعدما كان جيش احتلال زفّ الحرس الثوري الإيراني والأمين العام لحزب الله ذات “انتصار” خبر “خروجة مدحورا من العراق”! 

 

طلب رئيس الوزراء نوري المالكي من الادارة الاميركية التدخل عبر سلاحها الجوي لضرب مراكز داعش في الموصل. وهذا أثار الكثير من علامات الاستفهام حول العلاقة العراقية – الايرانية – الاميركية التي بدأت، بعد توسّع داعش، تتخذ أشكالا مختلفة. فبحسب التحليلات السياسية لا يمكن لإيران أن تواجه داعش مباشرة، لأنّ ذلك سيؤدي إلى حرب سنية – شيعية مفتوحة. ما دفع المالكي – الوكيل الايراني في العراق – الى طلب مساعدة واشنطن.  فكيف تحوّل الجيش الأميركي إلى “جيش تحرير”، بحسب الزميل حازم الأمين، بعدما كان جيش احتلال زفّ الحرس الثوري الإيراني والأمين العام لحزب الله ذات “انتصار” خبر “خروجة مدحورا من العراق”!

 قاسم قصير
المحلل السياسي قاسم قصير لفت في حديث لـ”جنوبية” إلى تصريح للمرشد الأعلى للجمهروية الايرانية، السيد علي خامنئي، حين قال إن “ايران ضد تدخل أيّ جندي اميركي في العراق”. لكنّ السؤال هنا: “هل هناك قرار أعلى من ارادة السيد الخامنئي؟”.

يجيب الكاتب القريب من حزب الله، قاسم قصير: “الخبر الاكيد والوحيد هو أنّ الاميركيين أرسلوا 200-300 مستشار الى العراق لحماية الاميركيين هناك.” مشددا على ان: “الاتفاقات النووية لم تتم بين طهران وواشنطن بعد، وهذا سينعكس على القضايا الاخرى. وفي حال تم الاتفاق في الملف النووي سيصار الى اتفاق في الملفات كافة”.

ولكن كيف تفسر طلب المالكي من الاميركيين بالتدخل ضد “داعش”؟ وأليس رجل إيران في العراق؟ يجيب قاسم قصير: “المالكي ليس رجل ايران، وهناك معاهدة بين العراق والاميركيين. وقد وقعوا اتفاقية بين البلدين”. لكن ان تطلب ايران من اميركا التدخّل، عبر المالكي، كي لا تكون بمواجهة “داعش” أليس من الالعاب الايرانية السياسية؟ بحسب قصير أنّ “ايران لم تطلب تدخّل اميركا. والعراقيون يحق لهم طلب ذلك بسبب الاتفاقية الاميركية والعراقية. والايرانيون يعتبرونه الرجل الاقوى. لكن المالكي ليس مطيعا لايران. ويمكن لاميركا ان تقصف الموصل عبر تركيا او السعودية إن ارادات، حيث لها قواعد عسكرية ضخمة. والاميركيون لم يقصفوا الموصل وداعش كونهم يراعون المصالح السعودية والاردنية”.

 حسام عيتاني

في المقابل يعتبر الصحافي في جريدة الحياة حسام عيتاني أنّ سبب عدم تدخل طهران في المعركة لاعادة الامور إلى ما كانت عليه بالنسبة الى الموصل، في مرحلة ما قبل سيطرة “داعش” هو ان “ايران لا يمكن ان تتحرك بسهولة في منطقة معادية. فهناك كانتون كردي وكانتون شيعي وكانتون سني.. لذا كدولة لا يمكن لها ان تتحرك ضمن هذه المساحة الواسعة”.
ويتابع الباحث السياسي حسام عيتاني: “العراق لم يطلب تدخل ايران. وبالنسبة الى الاميركيين في 2009 عقد اتفاق بينهم وبين المالكي ينظم الانسحاب الاميركي من اجل ان يحفظ للاميركيين حق التدخل في حال طلب المالكي مساعدتهم والمالكي. هنا هو يعمل ضمن الاطر القانونية”.
أما بالنسبة إلى إمكانية ان تكون طهران وراء طلب المالكي التدخل الاميركي يرى حسام عيتاني أنّه “من الممكن ذلك لأنّ ثمة لقاء مصالح. فيقوم المالكي بالطلب مباشرة من الاميركيين، وحتّى لا تدخل ايران في معارك طاحنة طابعها سني شيعي”.

لا خلاف إذا على أنّ المالكي، ممثل الجزء الأكبر من شيعة العراق، والأقرب إلى إيران، “محشور” في زاوية “داعشية”. و”الشيطان الأكبر، الذي ما عاد الشيطان الأكبر بالنسبة إلى الإيرانيين، بات حاليا “المُنقِذ”.

السابق
السنيورة استقبل السفير الفرنسي
التالي
الحكم بسجن زوج تمارا حريصي