مخيم برج البراجنة 1: انتهت المقاومة.. وصار حزب الله شيعيا

مخيم برج البراجنة
أهالي مخيم برج البراجنة الذين كانوا يؤيّدون حزب الله والمقاومة بشكل أعمى، خصوصا بعد حرب تموز 2006، يسألون اليوم: لماذا وقف حزب الله (المقاوم) إلى جانب نظام بشار الاسد، الذي نكّل بالفلسطينيين وحاصر المخيمات في الحرب الاهلية؟ نقطة التحول الكبيرة كانت رفع حزب الله علم الحسين على أحد مساجد بلدة القصير الحدودية. يومها بدأ أهالي المخيم يتحدّثون عن "مخطّط شيعي" في المنطقة. وبدأ تنبرتهم تتغيّر. هنا جولة في أزقّة مخيم برج البراجنة، وفي عقول أهله.

أهالي مخيم برج البراجنة الذين كانوا يؤيّدون حزب الله والمقاومة بشكل أعمى، خصوصا بعد حرب تموز 2006، يسألون اليوم: لماذا وقف حزب الله (المقاوم) إلى جانب نظام بشار الاسد، الذي نكّل بالفلسطينيين وحاصر المخيمات في الحرب الاهلية؟ نقطة التحول الكبيرة كانت رفع حزب الله علم الحسين على أحد مساجد بلدة القصير الحدودية. يومها بدأ أهالي المخيم يتحدّثون عن “مخطّط شيعي” في المنطقة. وبدأ تنبرتهم تتغيّر. هنا جولة في أزقّة مخيم برج البراجنة، وفي عقول أهله.

لا أعلام داعش ولا جبهة النصرة على مداخل مخيم برج البراجنة. فقط صورة وحيدة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين كانت معلّقة على مدخل المخيم لكنّها أُزيلت قبل أيام، يقول أحد سكّان المخيم حين نسأل عنها.

هكذا يبدو مخيم برج البراجنة متآلفا مع محيطه الشيعي الذي يتعايش معه منذ عشرات السنوات. فالمخيم بات امتدادا طبيعيا لضاحية بيروت الجنوبية. وكانت فصائله كلّها، من “فتح” إلى “حماس”، على علاقة طيبة بحزب الله، باعتباره “مقاوما ضدّ الاحتلال الإسرائيلي”.

طبعا توتّرت علاقة “فتح” بحزب الله بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ووقوف الرئيس محمود عبّاس إلى جانب “الشرعية الدولية” وإلى جانب “دول الخليج”. وبقيت “حماس” إلى جانب “الممانعة”.

بعد بدء الثورة السورية كان واضحا أنّ “حماس” تنحاز إلى خيارات الشعوب العربية، وضمنا إلى “حبل” جماعة “الإخوان المسلمين”، باعتباره “حبل المؤمنين”. فاعتصمت به وابتعدت عن خطّ الممانعة وعن حزب الله أيضا.

هنا في مخيم البرج لا يختلف الأمر كثيرا. فهذا مخيم للاجئين الفلسطينيين أنشئ العام 1948، وسكنه الفلسطينيون الهاربون من الجليل شمالي فلسطين، ومن المجازر الاسرائيلية. وبات في السنوات الأخيرة أكبر المخيمات في العاصمة بيروت. وله موقع حسّاس، كونه المخيّم الأكثر التصاقا بالضاحية. وبالتالي فهو نقطة الالتقاء السنية – الشيعية الأكبر في لبنان كلّه.

تغييرات كثيرة، اجتماعية وسياسية، طرأت على المخيم. وكان لها أثر كبير على الحالة النفسية وحياة  أبناء المخيم. يقول الناشط وطبيب الاسنان الفلسطيني، الذي شارف على الخمسين من عمره، وتقع عيادته على مدخل المخيم إنّ كلّ شيء تغير مؤخرا: “على أيّامنا، النسبة الأكبر من شباب وشابات فلسطين كانوا متعلمين. أما الآن فنادرا ما نجد شابا أو شابة أكمل واحدهم تعليمه. وهذا سببه أنّ منظمة التحرير الفلسطينية كانت تقدم منحا جامعية الى عدد كبير من الشباب ليسافروا ويتعلّموا في البلدان الإشتراكية. أما الآن فباتت هذه المنح نادرة. كما أنّ الشاب أو الفتاة الفلسطينية، مهما كانت كفاءة أحدهم، إذا تقدّم إلى أيّ وظيفة لن يتمّ قبوله لأنّه فلسطيني”.

ويضيف طبيب الاسنان، الذي يعتبر نفسه عروبيا: “التظاهرات التي تخرج اليوم في المخيم تطالب بالهجرة الى الخارج وليس بتحرير فلسطين مثلا”.

حالة اليأس هذه دفعت بالشباب الفلسطيني الى تعاطي الحبوب المخدرة والكبتاغون. تقول نور لـ”جنوبية”، وهي واحدة من سكان المخيم، شابة عشرينية، إنّه “تقريبا في كلّ بيت أو بيتين هناك شاب يتعاطى الحبوب المخدّرة”. وعن مصدر الاموال لرشائها تجيب نور إنّ “سعر حبة الكبتاغون لا يتجاوز الخمسة آلاف ليرة، والشباب مستعدون لسرقة الاموال من أهلهم لشراء هذه الحبوب”.

السابق
فرعون في افتتاح مهرجان عيش الاشرفية: حيدوا لبنان ودعو الشعب يعيش ويبدع
التالي
الموظّف علي برّو: 10 أيّام بلا طعام… حتّى إقرار السلسلة