الصحفي عباس صالح يرد على من انتقده عبر الفايسبوك

تحياتي للجميع.

أود توضيح نقاط محددة اثيرت خلال اليومين الماضيين، في اطار الحملة الظالمة، لا بل الكاسرة، على جريدة النهار وعلي شخصيا . وما كنت حتى بصدد التوضيح لولا شعرت ان بعض الزملاء والاصدقاء والاحباء باتوا قريبين من تصديق الروايات الاسرائيلية الموسادية التي تحترف فبركة الروايات الكاذبة بدقة عالية.


اولا: صحيح أنني لم أرد على السيدة اللبنانية الاصل والتي تحمل الجنسية الاسرائيلية، جولي ابو عراج، ليس تكبرا، ولا تهربا من مسؤوليتي عن اظهار وثيقة افخر بأنني اخرجتها الى الضوء،ليس في إطار “تلميع صورة” أي كان من المسؤولين في لبنان، ولا في اطار “الفبركات الخنفشارية” التي تم الحديث عنها، انما من منطلق مسؤوليتي الوطنية والاخلاقية المهنية في تبيان الحقائق امام الجميع، ولو من باب التنبيه احيانا الى خطورة ما يحاك، في غرف الظلام ، لاغتيال بعض الشخصيات الوطنية.انما رفضت الرد اكثر من مرة على رسائل تبعث بها الي سيدة اسرائيلية، من منطلق وطني قبل الاعتبارات المبدئية والعقائدية وغيرها، ذلك ببساطة أن قانون بلادي لا يسمح بأجراء أي نوع من الاتصال بمواطن يحمل جنسية بلد عدو للانسانية قبل ان يكون عدوا للوطن.

 

من هنا كان رفضي مطلقا لاجراء اي نوع من المكالمات مع السيدة ابو عراج، وليس تهربا من اجابات على أسئلتها، علما ان لدي ما يكفي من الوثائق التي تثبت بما يحسم ذلك الجدل البيزنطي، والذي اتخذ مسارات لا أخلاقية على بعض الصفحات والمواقع ووسائل الاعلام في النيل من الكرامات الشخصية. وأنا أتحدى أيا كان ان يصل في تحدياته لي الى القضاء حيث هو المرجعية الوحيدة التي لها الحق في الاطلاع على مستنداتي، التي تثبت ان ابو عراج وضعت الوثيقة المسربة من الموساد على صفحتها الخاصة قبل ان تعود وتسحبها بناء على “تعليمات حازمة” على الارجح من قبل السلطات العليا في اسرائيل.

 

ثانياً، لست معنياً بمحاكمة المواقع الالكترونية والقنوات التلفزيونية اللبنانية التي تستضيف اسرائيليين يدافعون عن وجهات نظرهم وعن علاقاتهم الظاهرة بالموساد الاسرائيلي، كونها تخرق القانون اللبناني، وأبسط قواعد ميثاق الشرف الاعلامي، بل اود لفت انظار القيمين على تلك المحطات والوسائل الاعلامية الى ان السيدة ابو عراج تحاول ان تستفيد من التباين بوجهات النظر بين اللبنانيين حول وصف اللبنانيين الذين لجأوا الى الاراضي المحتلة إبان تحرير العام 2000، وهي وغيرها تعلم يقينا ان المشكلة ليست هنا..هؤلاء اللاجئون ما زالوا لبنانيين وبامتياز، طالما تمسكوا بهويتهم اللبنانية ولم يتنازلوا عنها رغم لجوئهم واعتباراتهم الاخرى..لكنها هي تعلم وغيرها ايضا، انها تخلت تماما عن جنسيتها اللبنانية في اللحظة التي قبلت فيها الجنسية الاسرائيلية وهي جنسية بلد عدو، وبالتالي لا يمكن الجمع بين الجنسيتين، ومن هنا أطلقت عليها اللبنانية الاصل، وهي التسمية التي أزعجتها.
ثالثا: أنا صحافي، ويعلم كل من يعرفني، أنني لست منتمياً سياسياً لأي فريق، ولا مسيراً، ولست أداة عمياء صماء في يد أحد، ولا ألهث الا وراء الخبر الذي أراه مفيداً ومؤكداً، وأتعاطى مع جميع المصادر في بلدي على قدم المساواة والاحترام.. أما “النهار” فتلك صخرة في عمق بحر، تلطمها امواج المغرضين والحاقدين منذ ان وجدت، من دون ان تتمكن من زحزتها.

 

السابق
مسلحو ’داعش’ يسيطرون على تلعفر
التالي
حكومة المالكي تفقد السيطرة على المعابر إلى سوريا والأردن