سمير جعجع يرد على مرسيل خليفة بزمن الداعشية

سمير جعجع
إتصلتُ اليوم بالدكتور جعجع شخصياً، وبعد ان قدَّمتُ له واجب العزاء سألته عن هذا الموضوع بالتحديد اي موضوع رسالة مارسيل خليفة اليه والتي تأثرتُ بها كثيراً هذا الصباح الى حد الحزن والبكاء، فقال لي الدكتور جعجع إن "الكلام الذي ورد في رسالة مارسيل هو غير صحيح...".

إتصلتُ اليوم بالدكتور جعجع شخصياً، وبعد ان قدَّمتُ له واجب العزاء سألته عن هذا الموضوع بالتحديد اي موضوع رسالة مارسيل خليفة اليه والتي تأثرتُ بها كثيراً هذا الصباح الى حد الحزن والبكاء، فقال لي الدكتور جعجع إن “الكلام الذي ورد في رسالة مارسيل هو غير صحيح…”.

 

حين بكى الكبير وليد جنبلاط في موقف إنساني مؤثِّر ومُلفت، وذلك أثناء تشييع الأميرة الأم، إنبرى غضنفر صغير إسمهُ جميل (السيد) بطريقةٍ قاسية فيها الكثير من التشفّي والشماتة بالقول الى وليد جنبلاط ان كان قد تذكَّر في هذه اللحظة دموع الأمهات الثكالى اللواتي تسبب لهن بالدموع والألم خلال الحرب الأهلية… طبعاً وليد جنبلاط لم يردّ على جميل السيِّد، فللموت حرمة خاصةً عند أهل الجبل… ولا شماتة بالموت، فكل نفس حيّة ذائقة الموت.
لو قام اللواء السيد بخطوة جريئة وخلوقة وكريمة وذهب الى وليد جنبلاط وقدّم واجب العزاء، كما فعل منذ ايام صديقه وئام وهاب حين زار معراب مقدماً العزاء لسمير جعجع، أما كان ذلك له أكبر وأجمل وأبهى؟ هل حاول الذهاب ولم يلاقي الترحيب من البيك؟ فقام باللجوء الى الهجوم الإعلامي غير الموفّق أبداً ان لم نقل المنحدر؟
اليوم تذكرت هذا الموقف وسألتُ نفسي السؤال نفسه عندما قرأتُ رسالة مارسيل خليفة المؤثرة الى سمير جعجع متهماً إياه ومعاتباً انه هو الذي حرمهُ من إلقاء نظرة الوداع على والده حين توفي خلال الحرب الأهلية في المنطقة التي كانت تسمى “الشرقية” والتي نزح عنها مارسيل قسراً نتيجة مواقفه السياسية والحزبية المؤيدة للحركة الوطنية في ذلك الوقت…
إتصلتُ اليوم بالدكتور جعجع شخصياً، وبعد ان قدَّمتُ له واجب العزاء سألته عن هذا الموضوع بالتحديد اي موضوع رسالة مارسيل خليفة اليه والتي تأثرتُ بها كثيراً هذا الصباح الى حد الحزن والبكاء، فقال لي الدكتور جعجع ان الكلام الذي ورد في رسالة مارسيل هو غير صحيح وأنهُ سوف يوضح هذا الموضوع.
الأهم في هذا الموضوع أنه لو أخذ الفنان العزيز مارسيل خليفة الطريق الأفضل والأكثر كبَراً لمعاتبة جعجع ولومه والتي ذكرتني بطريقة تعبير جميل السيد مع الفرق الكبير بالأسلوب والخلفية والمضمون – وهو الفنان المناضل والملتزم – عبر خطوةٍ جريئة بالغفران والذهاب الى معراب وتقديم واجب العزاء والمعاتبة المباشرة، أما كانت خطوته تلك ستقترب من عظمة كلام الراحل الكبير غسان تويني فوق أشلاء ولده حين طلب المسامحة لقاتلي ولده ودفن الأحقاد مع جبران…
مارسيل… رغم روعة رسالتك وصدقها وحزنها وشفافيتها، وهي الرسالة التي أدمعت عيني وقلبي، كانت ستكون أكثر روعة ووهجاً قد يصل الى حدود البطولة الأسطورية والنبل التاريخي الفريد لو كانت اتخذت منحى الإيجابية والمباشرة والجرأة التي تكلمتُ عنها آنفاً.
وكما قال الكبير غسان تويني: لندفن كل أحقادنا مع دفن موتانا ونتطلع الى غدٍّ جديد، ليبقى لبنان ويتغيَّر وجه الشرق الحزين!
مقالكَ يا مارسيل تعبير عن حقِّكِ في دفن أبيك وإلقاء نظرة الوداع الى وجهه، لكنني وبموضوعية أقول إنهُ أتى خارج سياق الأحداث اليوم ولا يرتقي الى تكاتف لبنان واللبنانيين في مرحلة الفتن الكبرى والنحر والموت المجاني واليومي لمئات الأبرياء… دخلنا زمن داعش يا صديقي… رحم الله أباك وأب الدكتور جعجع وأباي… وأب وليد جنبلاط المعلم الخالد وأمه… ورحم الله “القضية” …
الموت لحظة الحقيقة والحق، فلنتحدّ!

السابق
العراق يطلب من الولايات المتحدة توجيه ضربات جوية للمسلحين
التالي
14 آذار: نرفض كل المتطرفين سواء داعش أو حزب الله