العراق على حافة الحرب الاهلية والانفجار السني رسالة لايران

اشارت مصادر سياسية عربية مواكبة للوضع العراقي لـ”المركزية” الى ان المشهد في العراق يبدو محكوما بالتناقضات والالتباسات ومتوهج الى أقصى الحدود، ولم تقتصر معالمه على الصدمة التي اثارها غزو “الداعشيين” لمحافظة كاملة ووصل مناطق نفوذهم بالداخل السوري، بل تعدته الى ما تنذر به مفاعيل هذه الصدمة لجهة بدء مشروع تقسيمي جديد في المنطقة وملامح حرب اهلية وفتنة سنية – شيعية على الابواب، خصوصا ان انفجار الاحتقان السني في العراق يشكل انموذجا لما يمكن ان تكون عليه الامور في مناطق اخرى استنادا الى نظرية ان ضرب الاعتدال مهما كانت هويته الطائفية، يولد التطرف فالانفجار، خصوصا ان موجة الغضب الشعبي السني العراقي بلغت ذروتها، وقد دعا المرجع الشيعي الاعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني العراقيين الى حمل السلاح ومقاتلة “الارهابيين” مؤكدا ان مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا تختص بطائفة دون اخرى او طرف دون آخر، علما ان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر كان اقترح من جهته تشكيل وحدات امنية تسمى “سرايا السلام” لحماية المقدسات من القوى الظلامية”.

وفي ما بات اكيدا ان بعدما جرى لن يكون في وسع حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المستمرة بحكم الامر الواقع، تجاوز الوضع “الداعشي” الجديد، فان المصادر قالت لـ”المركزية” ان الانفجار السني في العراق يشكل رسالة بالغة الدلالات الى ايران ردا على رسالة التحدي التي وجهتها من سوريا باعادة انتخاب الرئيس بشار الاسد لولاية ثالثة مؤكدة امتلاكها اوراق اللعب بمصير دول المنطقة وفق ما ترتأي الجمهورية الاسلامية ولا سيما جناح التشدد المتمثل بالحرس الثوري. واضافت: ان انعكاسات الوضع العراقي المستجد ستصيب بشظاياها حكما الدور الايراني من زاويتي نفوذه في عدد من دول المنطقة واوراقه التفاوضية في الملف النووي وفي سعيه لاعادة فتح قنوات التواصل مع المملكة العربية السعودية، بما قد يدفع الى اعادة احياء جناح الاعتدال في مواجهة التطرف وخلط الاوراق في مقاربة ملفات الازمات المفتوحة في هذه الدول.

ولم تستبعد المصادر ان تشكل التطورات العراقية عامل حث، يدفع لبنانيا وانطلاقا من مخاطره الكبيرة الى تعبيد الطريق في اتجاه التوافق على انتخاب رئيس جمهورية.

السابق
اندبندنت: قطر قد تنتقل الى صف الاسد انطلاقا من كراهية السعودية والخوف منها
التالي
جمود داخلي يسبق مبادرة بكركي وموفد الراعي عند بري