الرئاسة وسقوط «الخوف الثالث» في سورية

سوريا

.. يصعب أن نقرأ في مشهد الخروج السوري الواسع للانتخاب سوى حالة من الخوف المضاعف لدى السوري، وهو ما وصل إليه بعد خروجه القسري من سورية تحت وطأة البراميل المتفجّرة ودوي الرصاص والقنص. الخوف الأول يتعلق بحالة اللجوء المزرية التي يعيش في ظروفها اللاجئ السوري والتي تفتقر في معظم الأحيان إلى أدنى متطلبات الحياة الإنسانية الكريمة من جهة، وبإمكانية استمراره في حالة اللجوء هذه في غياب أي مشروع للتسوية السياسية يضمن عودة اللاجئين. وكان أحد النازحين قد عبّر أما كاميرات المراسلين التلفزيونيين عن هذه الحالة ببلاغة عمق الجرح السوري حين قال: “نحنا سوريين جزء من تراب سوريا… لا سوريا الأسد ولا سوريا المعارضة! والطرفان مسؤولان عن نزوحنا”.

أما الخوف الثاني فيتعلق بمعظم من أدلى بصوته في الداخل والخارج. هذا الشكل من الخوف الشديد الذي يصل إلى مستوى الرهاب النفسي، يتعلّق بالشخصية السورية الوسطية التي بدأت بالفعل تخشى حالة التطرف المذهبي والمجموعات المتشددة التكفيرية التي أمست تشكّل نواة لدويلات صغيرة، هنا وهناك، وتنذر بالاستمرار والامتداد على الأرض السورية بما يناقض الاعتدال الديني الذي نشأ عليه السوريون.. أما “الخوف الثالث” الذي يتمثّل في اتقاء بطش الأسد ونظامه، فانكسرت صفحته الداكنة إلى غير رجعة خلال سنين ثلاث تعرّض فيها بشار الأسد لكل صنوف التعرية الشخصية والإهانة السياسية والإعلامية، في الداخل والخارج، ما جعل صورته كحاكم تسقط إلى درك السافلين. وعلى رغم حملات التلميع الإعلامي والديبلوماسية العامة لمكتبه في القصر الجمهوري، والتعاقد مع كبرى الشركات العالمية، وبملايين الدولارات، لنشر حملات إعلامية في الصحف العالمية، وعلى مستويات المنظمات والهيئات الدولية، باءت كل تلك المحاولات بالفشل..

السابق
قلق على نفط العراق و«الحر» يطلب المساعدة لمواجهة «داعش»
التالي
اللبنانيون ينتظرون مساعدة قطر لمشاهدة المونديال