سيف ابن 7 سنوات: أحلم بدبابات وصواريخ لأقتل كلّ الناس

سيف عمره 7 سنوات. قُتِلَ والده وأخوته الخمسة أمام عينيه في سوريا، بالسلاح الكيمياوي، وباتت صحّته معتلّة من يومها. يحلم بأن "يصير عندي دبابات وصواريخ حتّى أقتل كلّ الناس". أمنية مرعبة. أما شام، التي من عمره، فلا أمنيات لها سوى أن تستحمّ أكثر، ولعبة مثل التي تركتها في سوريا.... هي أمنيات مرعبة لأطفال من مخيم كترمايا للاجئين السوريين في إقليم الخرّوب.

للأطفال حكايات مؤلمة في مخيم اللاجئين السوريين في كترمايا. فهم أطفالٌ حقوقهم مهدورة ومستقبلهم مجهول أمنياتهم بسيطة، وأحيانا مرعبة. لكنها بالنسبة الى وضعهم الحالي مستحيلة. إذ يعيش في مخيم كترمايا 70 طفلا كلهم خارج المدارس لأنّ أهلهم لا يستطيعون دفع تكاليف المدرسة. مع العلم أن بعض الأولاد مسجلين لدى الأمم المتحدة في “شبه مدرسة” بعض الظهر حيث يتعلمون بعض الأعمال الترفيهية من غناء ورسم.

 اللاجئين السوريين في كترماي
في تقرير سابق عرضنا الأوضاع العامة للمخيم تحت عنوان “لاجئو مخيم كترمايا: كنا أصحاب بيوت..صرنا بلا أكل“، أما في هذه السطور سنكتفي بوصف ثلاث حالات من أطفال المخيم لأننا نحتاج الى صفحات وسطور كثيرة لعرض كل الحالات.
“سيف” ابن السبع سنوات يلعب ويضحك كثيراً مع رفاقه في المخيم، لكن عند الإقتراب منه والحديث معه يظهر عدوانية دفينة داخله: “بحب يكون عندي دبابات وصواريخ حتى أقتل كل الناس”، ويهرب ليكمل اللعب، لتخبرنا أخته الكبرى أنه متأثر بالعنف منذ وفاة والده وأخوته الخمسة أمام عينيه بالقصف الكيماوي الذي آذى صحّته أيضاً، فهو عاش الحرب وفقد أقرب الناس فيها وهو الآن يعيش الحرمان في الخيم.
أما “شام” ابنة السبع سنوات فهي سمراء تشع عيناها الكبيرتان بالأمل والنور. هي الطفلة التي وصفها الجميع بأنّها “حياة المخيّم” لأنها مرحة والإبتسامة لا تغيب عن وجهها. “متأقلمة بالجوّ”، يقولون، لكنّها تحلم بطلب بسيط وطبيعي لكل طفلة في عمرها: “بتمنّى كل ليلة قبل ما نام أن يكون عندي لعبة تلبس فستان زهري مثل لعبتي الي تركتها في سوريا”. وعن وقتها وكيف تمضيه تجيب شام: “مرتاحة ما في مدرسة كل النهار عم بلعب”.

فتاة سورية
“نجمة” الأخت الأكبر لشام التي تبلغ من العمر 12 عاماً كان لها أحلام من نوع آخر: “حلمي قبل ما موت إنو يصير عندي جوّال حتى إسمع نجوى كرم لأني بحب الأغاني كتير”. لكن هذا ليس كل شيء، تصمت قليلاً تمسح دموعها وتستعيد قوتها، وتفتح لنا قلبها: “كنت أطلع الأولى بالمدرسة أنا متعلمة كل الآنسات بحبوني”. ولكي تثبت لنا أنها متعلمة تأخذ مني الدفتر الذي أسجل عليه الملاحظات وبصوت عالٍ تقرأ ما كتبته. وعندما سألناها ماذا تتمنى أن تصبحي في المستقبل جاء جوابها مؤلماً: “كان حلمي كون طبيبة بس هلق حلمي كمل دراستي”. فهي تعرف تماماً أن دخولها المدرسة أمر مستحيل لأن أهلها لا يملكون المال. وتكمل نجمة لتخبرنا عن أحلامها الأخرى: “مشتاقة إلبس تياب جداد لأن كل تيابي تركتن بسوريا لما هربنا من تحت القصف… كنت إلبس تياب حلوة هون كل تيابنا قدما”. وعن أبسط الحقوق تشتكي: “ببيتنا كنت إتحمم كل يوم هون ما فينا لأنو الحمامات قلال ما فيني… ونحنا كتار هون “.
طفلة تملك كتلة من الأحاسيس والذكاء لكنّ نورها ينطفئ داخل هذا المخيم وهذا البلد الذي عبرت عن حقدها عليه لأنه دمر طفولتها داخل هذا المخيم: ” أول مرة بيجي على هل البلد. هوّي غريب عني ما بعرفوا. جينا دغري على المخيم. والمخيم ما بحبّوا بدي إرجع على بلدي”.

السابق
الأمن العام يصادر مطبعة لتزوير العملات
التالي
بريطانيا ترفع ناتجها القومي بالبغاء والمخدارات