اللواء: أفول شهر العسل بين حزب الله وبكركي وسليمان: الحزب عطّل الثلاثية

السيد نصرالله والرئيس سليمان

النتائج السلبية لزيارة وفد “حزب الله” الى بكركي برئاسة رئيس المجلس السياسي في الحزب السيد ابراهيم امين السيد، حيث لم يخرج الوفد باتفاق مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، لا حول الزيارة التي يزمع القيام بها الى القدس المحتلة، ولا حول المشاركة كيفما اتفق في جلسات مجلس الوزراء لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ففي الموضوع الاول، لم يتبلغ وفد الحزب ان سيد بكركي سيعيد النظر بقراره باستقبال البابا فرنسيس في الاراضي المحتلة، ولا وفد “حزب الله” اقتنع بالحيثيات التي استند اليها الراعي باتخاذ قرار الزيارة.

ووفقاً لمعطيات تجمعت لدى مصادر في 8 و14 آذار، فإن السيد قال للراعي: “ان زيارة غبطتكم الى الاراضي الفلسطينية المحتلة سلبياتها تفوق ايجابياتها، فليس من مصلحة لبنان واللبنانيين، ولا من مصلحة الشراكة الوطنية ان تتم الزيارة”، ومضى السيد قائلاً: “ان حصول زيارة رمز لبناني كبير كالبطريرك الراعي سيقدم خدمة للاسرائيليين، الذين سيستغلون هذا الحدث، فالمسألة لا تتعلق بالنيات وانما بالنتائج، وعليه فالزيارة لا تفيد لبنان لا في التوقيت ولا في التداعيات”.

وتضيف هذه المعلومات ان البطريرك الراعي قدم في حيثياته ثلاث نقاط اختصرها كما يلي: “اسرائيل عدوة ومعتدية، ان القدس لنا وانا ذاهب الى هناك من اجل رعيتي ولتأكيد حقنا في المدينة المقدسة”، لكن السيد ختم قائلاً: “الكرة في ملعب غبطتكم”.

أوضحت مصادر سياسية ل”اللواء” أن الرسالة التي وجهها الرئيس ميشال سليمان إلى مجلس النواب، والتي طلب بموجبها العمل بما يفرضه الدستور لاستكمال الاستحقاق الدستوري تفادياً للمحاذير والمخاطر، أتت في صلب الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية، ولا سيما الفقرة العاشرة من المادة 53 والتي نصت على أن الرئيس “يوجه عندما تقتضي الضرورة رسائل إلى مجلس النواب”.

ورأت هذه المصادر أن الخطوة التي قام بها الرئيس سليمان تهدف أولاً وأخيراً إلى حماية هذا الاستحقاق والضغط في اتجاه الحؤول دون وقوع الشغور في سدة الرئاسة، متوقعة أن تلقى صدى ايجابياً باعتبارها رسالة واضحة المضمون قبيل ايام قليلة من انتهاء المهلة الدستورية، غير ان مواكبتها تستدعي رغبة في استيعاب ما ورد فيها بالنسبة إلى خطورة عدم اللجوء إلى انتخاب رئيس في الايام الفاصلة من انقضاء المهلة.

ولفتت المصادر إلى أن الرسالة الرئاسية جاءت بمثابة ردّ واضح على ما اشيع عن وجود سعي بالتمديد، متحدثة في الوقت نفسه عن كلام صريح يتوقع أن يطلقه الرئيس سليمان اليوم في بريح يصب في هذا الاتجاه، وربما يكون مدوياً اكثر في ظل كثرة الكلام عن صفقات وتسويات تسمح بالتمديد.

وفي هذا السياق، أبلغ الرئيس سليمان “اللواء” بأنه مرتاح وسعيد لأنه سيغادر القصر الرئاسي، بعد انتهاء ولايته، ومرد هذه الراحة والسعادة لأنه حرّر نفسه وتحرر مما يسمى عقدة التمديد والتجديد وملء الفراغ، كما يقترح البعض، مؤكداً انه “غير معني بما يُحكى في الخارج ويتم تداوله عن أزمة في الاستحقاق الرئاسي باتت تستدعي إعادة فتح ملف التمديد والتجديد، كما أنه غير معني بما يحكى عن الاستمرارية في موقعه لمنع الوقوع في الشغور أو الفراغ في رئاسة الدولة.

ولا ينكر الرئيس سليمان أن بعض معاونيه أو المستشارين يلمح الى التمديد كحل للأزمة، لكنه يؤكد أنه ليس مسؤولاً عن مثل هذا الكلام، طالما أنه حسم الموضوع منذ أن طرح قبل سنة، لافتاً الى أن من تحدث عن الأمر كان من منطلقات إنسانية وربما من منطلق مصلحي “لكن لا دخل لي بهذا الأمر”.

وسجل الرئيس سليمان، في المناسبة، ارتياحه الشديد لما أسفرت عنه الجلسة الأخيرة لهيئة الحوار الوطني رغم محاولات البعض ممن قاطعها التشويش عليها، من قرارات ذات دلالة مهمة، وهي التأكيد على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين والتمسك باتفاق الطائف، وهو لا يزال يتذكر ولا ينسى امتعاض “حزب الله” وحملته عليه عندما انتقد ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة” ووصفها بالخشبية، ويقول إن كلامه جاء بعدما أسقط حزب الله هذه الثلاثية وانخرط في الحرب السورية من دون أن يسأل أو ينسق مع أحد من شركائه في هذه الثلاثية التي تعني بالمفهوم الدقيق التكامل بين الشعب والجيش والمقاومة.

وأكد أخيراً أنه عازم على مواصلة انخراطه في العمل السياسي كمرجعية سياسية دون أن يعني ذلك أنه سيخوض الانتخابات النيابية .

السابق
حزب الله يحضر لمعركة في القنيطرة على حدود سوريا–إسرائيل
التالي
مصادر ‘التيار الحر’: عون رئيساً للجمهورية الخميس المقبل