لا شك ان المسيحيين وخصوصاً الموارنة، سيحفظون للرئيس ميشال سليمان انه وضع خطاً احمر أمام اي محاولة لتهميش موقعهم عبر كسر نظام المناصفة، والذهاب تحت صيغة مؤتمر تأسيسي أو اي صيغة اخرى نحو المثالثة. للمرة الالف المسيحيون هم الخاسرون الحقيقيون من الانقلاب على الطائف، مهما كان مشروعاً وواقعياً بحكم التغيير الذي حصل ديموغرافياً وسياسياً، الا انه غير مقبول لأنه يفقد لبنان «الملح» الذي يعطيه طعمه الخاص وحضوره المميز في المنطقة. يبقى على الرئيس المنتخب الانطلاق من هذه القاعدة وتثبيت هذا «الخط الأحمر».
الرئيس بشار الاسد كان «الناخب» الكبير الذي تنضم مواقف وجهود القوى الاخرى الى قراره. الآن، اختلف الوضع جذرياً. الاسد لم يعد «اسداً» على لبنان واللبنانيين. لكن هذا لا يعني أبداً نهايته. ما زال «ناخباً» مؤثراً عبر قوى الممانعة اللبنانية خصوصاً منها «حزب الله» وسليمان فرنجية واحزاب اخرى. هذه القوى تستطيع تعطيل الانتخابات والمحافظة على الفراغ، لكن لا يمكنها فرض إرادتها لانتخاب المرشح الذي تريده. ايضاً قوى 14 آذار لا يمكنها فرض الرئيس الذي تريده، لكنها تستطيع الوقوف في وجه «الارادة الاسدية»، ومنع تمرير قراره. وجود وليد جنبلاط يدعم التوافق والخروج من الفراغ.
في ظل تقزم «الناخب« الاسدي الكبير، ظهر «الناخب» الايراني. لا يمكن حالياً تجاهل هذا «الناخب»، خصوصاً وانه يلعب مع الأميركي الحركة الاخيرة على رقعة الشطرنج. ليس لبنان وحده على الرقعة. بالنسبة للايراني يوجد: العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين. السؤال أي «بيدق« سيضحي به ليكسب «حصاناً» هنا أو «قلعة» هناك، علماً انه في كل ذلك ستبقى حركته محكومة بالمحافظة على «ملكته»، وهي «حزب الله»، في وقت يبدو فيه محشوراً بـ»سيف» الوقت.
مصلحة لبنان واللبنانيين ألا يحل الصيف والفراغ الرئاسي قائم. ما يدعم امكانية حصول الاستحقاق، هو التوقيت المصادفة وهو نهاية المفاوضات الايرانية الاميركية. لا شك ان الكثير من الحركات والمواقف والنقاط الغامضة حالياً ستتظهر وتتبلور في مواقف «الناخبين» الكبار والصغار على السواء.