منذ الإجتماع الأمني الذي عقده في وزارة الداخلية والبلديات وشارك فيه مسؤول وحدة الأمن والإرتباط في “حزب الله” وفيق صفا، والوزير نهاد المشنوق يتعرض لأعنف الحملات السياسية من جماهير تيار “المستقبل” وقوى الرابع عشر من آذار، تارةً عبر وسائل التواصل الإجتماعي وطوراً عبر الصحف ووسائل الإعلام التلفزيونية والإلكترونية.
“هو ليس الإجتماع الأول مع صفا ولن يكون الأخير”، تقول أوساط المشنوق، “والفارق الوحيد بين هذا الإجتماع وغيره كانت الصورة لا أكثر ولا أقل”. في السابق، وتحديداً في عهد الوزير مروان شربل كان يأتي صفا الى وزارة الداخلية والبلديات وكانت تعقد الإجتماعات الأمنية معه بمشاركة مسؤولين آخرين في “حزب الله” ولكن كل ذلك بعيداً من عدسات الكاميرات، منعاً لحدوث بلبلة إعلامية أو سياسية ما. واليوم في عهد الوزير المشنوق، هناك تنسيق أمني أيضاً بين الوزارة و”حزب الله”، ولولا الصورة التي التقطت في الإجتماع الذي خصص لخطة بلدة الطفيل لما حصل ما حصل. ويقول المقربون من المشنوق، “الأهم في كل ما حصل كان إنقاذ أهالي البلدة المذكورة المحاصرين، هذا الإنجاز الذي لم يكن ليحصل لولا التنسيق الأمني مع حزب الله، وبين التنسيق الأمني وتحقيق الإنجاز الإنساني، وتفادي التعرض لحملة سياسية وإعلامية من جماهير أهل البيت الواحد فضّل المشنوق الخيار الأول، هكذا يفكر وهكذا يتصرف لمن لا يعرفه جيداً”.
لا يتوقف المشنوق عند ما قيل وما قد يقال من انتقادات على صورة صفا في الإجتماع الأمني، خصوصاً أنه حصل على الغطاء السياسي اللازم من رئيس تيار “المستقبل” النائب سعد الحريري، وإذا فرضت الظروف إجتماعاً ثانياً وصورة ثانية، فهو مستعد لذلك، إذا كانت الخلفيات إنسانية بحتة. “وما الهدف من وراء الصورة إلا الحصول على التزام علني من حزب الله، بالتعاون في إنقاذ المحاصرين في الطفيل، لأن التراجع عن الوعود سهل إذا قطعت هذه الأخيرة في إتصالات هاتفية ووراء الكواليس ومن تحت الطاولة”، يقول المقربون من المشنوق.
إذاً مهما قال البعض من نواب تيار “المستقبل” و”القوات اللبنانية”، عن خطوة المشنوق التي صارح خلالها صفا بأن ما حصل ليس في إطار الحوار السياسي بين التيار والحزب، لن يتأثر وزير الداخلية ما دام الغطاء السياسي المطلوب متوافراً، وما دام الانتقاد يصدر من شخصيات ليست في موقع القرار، ولا تأثير لها على إتخاذه أصلاً.
