أبو الكشاكش في سنتها الأولى-العدد الأول

الفاتحة

إننا لم نصدر هذه الجريدة إلا لتمضية الأوقات والتسلّي، وقد تحصل أثناء ذلك بعض الفائدة كممارسة الكتابة وتقوية الإنشاء والسلام.

 “حول الأمير عبد الكريم”

دنت الساعة التي كان يترقبها الأمير عبد الكريم الخطابي بطل الريف. فقد حملت إلينا الأنباء خبر هبوب العواصف وطواف نهر الورغه الذي أحدث أضراراً كثيرة في طرق المواصلات والمراسلات. فهذه الحوادث ما هي إلا مقدمة لفصل الشتاء الذي سيكون أكبر عون للأمير وربما بسببها عدلت فرنسا وإسبانيا شروط صلحهما معه، وسيغتنم الأمير هذه الفرصة السانحة ليصلح جيشه ويعده لمنازلة أعدائه الأقوياء الذين سيذهب الشتاء بجميع ما بذلوه من مال ورجال ومعدات في أيام الصيف. ومن هنا يظهر لنا أنه يصعب على فرنسا وإسبانيا إخضاع عبد الكريم، وإن ظفرتا به لا بد أن تعاملاه معاملة الأبطال الشرفاء، كما فعلت فرنسا مع الأمير عبد القادر الجزائري جينما ظفرت به، بعد أن حاربها خمس سنوات، ورغم ما كبدها من خسائر في المال والرجال.

أبو الكشاكش على التلفون

آلو. آلو سنترال: قل لأهل شقرا والمجدل وافق شنّ طبقة. آلو. آلو سنترال: قل لأهل شقراء أن يُعزِّلوا البِركة، وإلا في السنة القادمة تموت دوابهم من العطش.

 لو كنت

لو كنت نائباً لتبرّعت براتبي الضخم وأنا مستغن عنه لجمعيات البر والإحسان. لو كنت غنياً لعلّمت عشرين ولداً على نفقتي أو بنيت ملجأ للأيتام ولكن من أين لي المال وجيبي أفرغ من فؤاد أم موسى.

فكاهات

المريض: آه يا دكتور لقد شربت دواة الحبر وظننتها زجاجة الدواء.

الدكتور: لا بأس عليك، خذ شربة من منقوع ورق النشاف.

الشحاذ: الله يعطيك، أعطني كسرة خبز.

صاحب البيت: آسف النسوان لسن في البيت. الشحاذ: أنا طالب كسرة خبز ولم أطلب منك زوجة.

رؤيا

رأى ابن السعود في نومه أنه استولى على جميع بلاد الحجاز، وأنه جالس على عرش الأمبراطورية العربية.

الدكتور: ماذا تريد؟ أحدهم: ضرسي يؤلمني فكم تأخذ على قلعه؟ الدكتور: ربع مجيدي. أحدهم: هذا كثير، كل أربعة أضراس بربع إذا كنت بتريد.

إذا قيل

إذا قيل إن أهل شقرا سيعزِّلون البِرْكة فلا تصدق. وإذا قيل إن الأمن سائد في سوريا فلا تصدق. وإذا قيل لك إنه يوجد جرائد أحسن من أبو الكشاكش فلا تصدق.

أخبار محلية

يشتكي أهل شقرا من قلة الماء ويكابدون المشاق بالذهاب إلى العيون، ويتحملون المسبات واللعنات من نواطيرها مع أنهم لو عزَّلوا البركة لاستغنوا عن حاجة الناس.

أخبار الثورة

كثرت العصابات حول الشام. فقد هاجمت عصابات حي القصّاع ومخفر الشيخ رسلان، وكذلك فقد كبرت عصابة الغوطة، وقد بلغ عدد أفرادها السبعماية تحت رئاسة حارس قديم يدعى حسن الخراط. وقد امتنع أصحاب السيارات عن السير ما بين دمشق وبيروت لئلا يقعوا في شرك العصابات، وقد تسلّح القطار تداركاً للأخطار.

جريدة جديدة

سيدصر الأديب السيد حسن الأمين جريدة سمّاها بريد العرب نرجو لها الدوام والانتشار.

إعلانات

تحتاج هذه الجريدة إلى محرر فمن آنس في نفسه الكفاءة فليخابرنا في الإدارة. يعلن السيد عبد الهادي أنه من الآن فصاعداً سيصبح مركز الديوان داخل الجامع، لتغيُّر الطقس ودخول فصل الشتاء.

الحلويات المفتخرة تجدونها عند السيد حسن مهدي. من أراد أن يكلّس أو أن يطيّن أو ينجّر أو يعمل دواخين او كواير، فعليه بأبي نجيب موسى عطوي الذي حاز شغله المكان الأعلى من القبول.

نحن وبريد العرب

لا ندري، وأيم الحق، من وطئ ذنب جريدة بريد العرب حتى عوت علينا. فقد ملأ صاحبها عموداً من جريدته وكلّه سخريات من أبو الكشاكش، ظناً منه بأن أبو الكشاكش لا يقدر عليه. فلسوف يرى منه ما يوجبه على عض أنامله ندامة على ما حدث منه، فليعلم صاحب بريد العرب وغيره من أصحاب الأقوال الفارغة بأن لسان أبو الكشاكش أمضى من الحسام وأنجس من مقص الإسكاف، يتكلم منه خبث وطاب في سبيل مبدئه وشرفه، فالحذر الحذر، وإياك ثم إياك صاحب بريد العرب أن تعود إليها مرة ثانية، وإن تعد نعد ولقد أعذر من أنذر.

لو كنت حاكماً لمنعت جريدة بريد العرب عن الظهور صوناً لأخلاق الناس لأنها تجاوزت حد دائرة الأدب. لو كنت غنياً لما تأخرت عن مساعدة المدارس. ضاق هذا العدد عن بقية الأخبار فإلى العدد القادم.

* شقرا يوم الاثنين 1 ربيع الثاني 1344هـ

السابق
طفلة قانا في مستشفى جبل عامل
التالي
العلامة الحاج هنأ بعيد الفصح