سيادة أم سادية… تمارسها قوى 14 آذار؟

14 آذار
هنا البداية والمنتصر سيحصي الغنيمة. يقرأها ويقرّها وسيعمد لاحقاً إلى تدوينها على شاكلة نصوص مبرمة متصلة بالتاريخ، أي لها أصل. أما ثورة الأرز فستبقى مقيّدة إلى مثالثة وثلث معطل يحكم مجلسها، ثالوثها المقدس تفرّدُ الخصوم بالقرار دون الحوار. و14 آذار ارتضت التقهقر فكانت مازوشية جانبت الشواذ والحجة دوماً "حماية لبنان".

 إمتناع حدّ الاقتناع، إعتماد حدّ المراوحة، إحجام حدّ التقوقع وخطاب هابط يكاد يستوي والتسطيح، يختزن قدرا من الخفّة يحمل في طياته علامات العقل الذي ينتجه. لا أصالة فيه ولا معاصرة، تسيطر عليه القدرية، يجبر الجمع ممن معه على الرضوخ إلى الظاهر، “التعقّل” والركود، إلى حدّ الفساد.

التنافس بين منطق الدولة وواقع الدويلة أو بين شريعة المكوَن وشرعية  المكوًن قد حسم وعلى ما يبدو لصالح الثانية من الأولى والتطبيق مع الزمان سيؤول للأولى في الثانية. وما سيبقي ليس إلا هرطقة وعدم استقرار في الإقتصاد وفي الاجتماع. حتى الفكر الآتي من الشعبوية وخطابات التجييش والتعبئة في لحظة تغيير مصيرية سينضب ويفرغ.

إنتصر التقديس في هذا الزمان وقوي بل ونُسِبَ إلى المتعالي ولم يعد للحرية والمستقل من الأعمال أيّ معنى. فقد حُسِمَ الأمر للمطلق لا للاختياري. الجماهيرية ديمقراطية تصلح للعامة أما الحكم فللخاصة وفيه الشورى مناطة بالطبقة العليا لا العامة.

هنا البداية والمنتصر سيحصي الغنيمة. يقرأها ويقرّها وسيعمد لاحقاً إلى تدوينها على شاكلة نصوص مبرمة متصلة بالتاريخ، أي لها أصل. أما ثورة الأرز فستبقى مقيّدة إلى مثالثة وثلث معطل يحكم مجلسها، ثالوثها المقدس تفرّدُ الخصوم بالقرار دون الحوار. و14 آذار ارتضت التقهقر فكانت مازوشية جانبت الشواذ والحجة دوماً “حماية لبنان”.

لبنان كان أولاً وزماناً وقبلاً، وما استجدّ أنّه صار غير لبنان، أما الإيحاء بأنّ التسوية لأجله ففي ذلك تسويف يراد منه عكس ما يقال. خاوية أحزابهم، تاريخهم لم يعقلن، وميولهم سلطوية، يقيسون الحاضر بالغائب، تفضحهم شهوتهم، أوجبوا بفعلتهم القطيعة مع التراث والتاريخ ودفعوا باتجاه الإنفصال عن الماضي لما بدر منهم من كثرة الأخطاء.

أما الرهان على قومية، إشتراكية، تقدمية، ليبرالية، يمينية متعجرفة أو يسارية بائدة فتلك أصوليات ما عادت جميعها تجدي نفعاً. الإستقلاليون أو المطالبون بالاستقلال بالظاهر، لم يرتقوا إلى مستوى الحلم ولم يبلوروا نظرية الحرية والثورة. وقد تأرجحوا بين فكرين واحد تحت اسم “المؤامرة” وآخر فرضته عادة المقامرة، فاختلط عندهم الاعتماد مع الحركة والمراوحة.. مع الانتقال، فلازمت حركتهم الجمود.

الفكر فهماً والعقل فعلاً وليس إسماً والذين ليس لهم قلب لا يفقهون. وإذا ما فصل ما قبل وما بعد عن الحاضر فلن يذكركم التاريخ وسيبقى يحكمكم الشعور اللامعرفي وتؤثر عليكم حتمية الظواهر.

السابق
ضرب الإستقرار وتطيير الإنتخابات الرئاسية؟
التالي
خلايا إرهابية لحزب الله في تايلند