«المنار» في حداد

مهرت قناة «المنار» زاوية شاشتها بالأسود أمس، وأعلنت الحداد على ثلاثة شهداء سقطوا من فريقها المبعوث إلى سوريا، هم المراسل حمزة الحاج حسن، المصوّر حسن منتش، التقني حليم علوه. انتشر الخبر على مواقع التواصل لنحو ساعة، قبل أن تؤكدّه القناة في بيان صدر مساءً، إثر «تعرضهم لإطلاق نار نفذه الإرهابيون التكفيريون في أطراف بلدة معلولا في القلمون بعد ظهر اليوم (امس)، وذلك خلال تغطيتهم استعادة الجيش السوري البلدة من هذه الجماعات. كما أصيب عددٌ من الزملاء بجروح». وقالت القناة في بيان: «»المنار» شريكة المقاومة والجهاد والانتصارات والتضحيات، لا يرهقها أن تدفع الدم ثمناً للحرية أو يضيرها تقديم الأرواح على طريق معرفة الحقيقة».

من جهته، عقد المدير العام لقناة «المنار» إبراهيم فرحات مؤتمراً صحافياً، نعى فيه الشهداء الثلاثة، مشدداً على أنّ «القناة لن تبخل في تقديم الشهداء في سبيل مهنة الصحافة». وأكّد أن «المنار» ستستمر في تغطية الأحداث من الداخل السوري، لافتاً الانتباه إلى أنّ «سيارات الشهداء الثلاثة كانت تحمل إشارات صحافية، ومع ذلك تعرض لها المسلحون».
تودّع «المنار» والجسم الإعلامي اللبناني الشهداء الثلاثة اليوم، بعدما كانوا نواةً أساسيّة في نقل الحدث السوري، طوال الأعوام الثلاثة الماضية. لكلّ واحد منهم تجربته، ومسيرته المهنيّة المكلّلة بالإنجازات. بدأ المصوّر محمد منتش (1965)، مسيرته منذ الثمانينيات، وواكب بواسطة عدسته عدّة حروب، منذ «عناقيد الغضب» في نيسان 1996، مروراً بحرب تمّوز 2006، وصولاً إلى مواكبته للحدث السوري عن قرب. من جهته التحق التقني حليم علوه (1965)، بالعمل الإعلامي منذ الثمانينيات أيضاً، وكان يواكب بخبرته معظم التغطيات الميدانيّة لفريق «المنار» خلال الحروب في لبنان، ومؤخراً في الميدان السوري. أصغر مراسلي القناة حمزة الحاج حسن (1987)، بدأ العمل في فريقها منذ العام 2009، بعد تخرّجه من كليّة «الإعلام والتوثيق» في الجامعة اللبنانيّة. برز اسم الحاج حسن من خلال عمله الميداني في سوريا، وكان يطلّ دائماً عبر شاشة القناة في رسائل مباشرة من قلب المعركة.
على مواقع التواصل، عبّر جميع العاملين في الحقل الإعلامي عن تضامنهم مع «المنار»، وتوجهوا بالعزاء لعائلات الشهداء، من يتفقون معهم في السياسة، ومن يختلفون. وعبر صفحة حمزة الحاج حسن، رثاه أصدقاؤه وزملاء المهنة والدراسة.
توجّه رئيس الجمهوريّة بالعزاء عبر تغريدة على «تويتر»، قال فيها إنّ اغتيال الإعلاميين الثلاثة عمل جبان. كما بادر رئيس تكتلّ التغيير والإصلاح النائب ميشال عون إلى تعزية «المنار» في اتصال مباشر، قائلاً إنّ «الحياة التي تفتدي الآخرين هي أكبر أنواع المحبّة». من جهته صرّح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية انّه «ليس غريباً على المنار وهي قناة المقاومة أن تقدم الشهداء». واستنكر وزير الثقافة روني عريجي التعدي على الإعلاميين أثناء أداء واجبهم المهني. وعلّق وزير الإعلام رمزي جريج، في حديث تلفزيوني، على استشهاد الزملاء في معلولا، واصفاً «الحادث بالمفجع»، مضيفاً أن «الإعلاميين الذين كانوا يغطون الأخبار في سوريا، كانوا يقومون بواجبهم الصحافي وبرسالتهم لتغطية الأخبار في مناطق تشهد صراعات دامية وحروباً». واعتبر أن «باستشهادهم، انضموا إلى قافلة طويلة من شهداء الإعلام والصحافة، من الذين قدموا حياتهم على مذبح الحرية من أجل نقل الخبر الصحيح خلال الحروب». كما صدرت بيانات تعزية وإدانة عن أمانة الإعلام في حزب التوحيد العربي، والدائرة الإعلامية في «الحزب السوري القومي الاجتماعي».
من جهته، أكد المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية السورية أن «دماء الشهداء الصحافيين الثلاثة في قناة «المنار» كلهم ستبقى منارة تضيء نور الحقيقة للعالم»، متقدماً بالعزاء لقناة «المنار» ولأسر الشهداء.

السابق
اعدام 112 الف دجاجة في اليابان
التالي
زوجة وائل كفوري تخرج عن صمتها