ملف الرئاسة (3): جان قهوجي.. على درب لحّود وسليمان؟

قائد الجيش
بعد العماد إميل لحود عام 1998، والعماد ميشال سليمان 2008 ، هل يصل العماد جان قهوجي عام 2014 إلى قصر بعبدا، لتصبح قيادة الجيش في لبنان معبرا دائما إلى رئاسة الجمهورية؟ هنا حلقة ثالثة من ملفّ رئاسة الجمهورية، للتعريف سياسيا وتاريخيا بالشخصيات المرشّحة لتصل إلى كرسي الرئاسة في بعبدا.

بعد العماد إميل لحود عام 1998، والعماد ميشال سليمان 2008 ، هل يصل العماد جان قهوجي عام 2014 إلى قصر بعبدا، لتصبح قيادة الجيش في لبنان معبرا دائما إلى رئاسة الجمهورية؟ هنا حلقة ثالثة من ملفّ رئاسة الجمهورية، للتعريف سياسيا وتاريخيا بالشخصيات المرشّحة لتصل إلى كرسي الرئاسة في بعبدا.

لم يرشّح قائد الجيش العماد جان قهوجي نفسه إلى كرسي رئاسة الجمهوريّة في بعبدا بعد. فهو ما زال في قيادة السلك العسكري. وإذا كانت الوصاية السوريّة هي من أتت بالرئيس إميل لحود من اليرزة إلى بعبدا، وتسوية الدوحة هي التي جاءت بالعماد ميشال سليمان إلى رئاسة الجمهورية، فإنّ السبب الذي يمكن أن يأتي بقائد الجيش الحالي جان قهوجي رئيسا للجمهوريّة هو التزامه بعلاقة متوازية مع “المقاومة” وتنسيقه الأمني والعسكري مع حزب الله في “مكافحة الإرهاب” القادم من سوريا ، وفي عدم عرقلته فرق الدعم والإمداد البشري واللوجستي التي يرسلها الحزب من أجل قتال الفصائل الإسلاميّة المسلّحة التي تحارب نظام بشار الأسد.

هكذا يشقّ قهوجي طريقه على درب سليمان ولحّود، مستفيدا من “الطريق” التي رسمها كلّ منهما. غير أنّ عراقيل عدّة تبرز في الساحة اللبنانيّة مانعة قهوجي من تحقيق طموح تبوّأ المنصب الماروني الأوّل. أوّلها أنّه بتنسيقه العسكري وتسليفه الكثير من المواقف السياسية لحزب الله ظهر، كقائد للجيش، كأنّه شبه منحاز إلى منطق فريق 8 آذار، الأمر الذي أثار هواجس وحفيظة الفريق الآخر، 14 آذار، وجعله مرتابا منه.

لن يكفي شعار “مكافحة الإرهاب” الذي يرفعه حاليّا العماد قهوجي كي يوصوله إلى سدّة الرئاسة، خصوصا أنّ حزب الله يتبنّى الشعار نفسه، ويعتبره ذريعة تشرّع له التدخل العسكري في سوريا. ولا سيما أنّ طريق “جبل محسن” في طرابلس ما زالت موصدة أمام جيش الشرعيّة ولم يفتحها عسكريّا على غرار ما فعل في بلدة عبرا شرق مدينة صيدا عندما دخلت دباباته أحياءها وطردت منها الشيخ أحمد الأسير وقتلت وأسرت عددا من مسلّحيه.

كذلك فإنّ حليف حزب الله المدلّل وصاحب أكبر كتلة نيابية مسيحية الجنرال ميشال عون، الطامح الأول إلى الرئاسة، لن يقبل أن ينافسه جنرال آخر في استقطاب دعم حزب الله من أجل وصوله إلى بعبدا.

أقلّ ما يتوجب على الحزب الشيعي القوي أن يُخلص في دعم “رئيس تكتل التغيير والإصلاح” الذي أمّن ويؤمّن الغطاء المسيحي لسلاحه الخارج عن سلطة الدولة. وإن كان عون قد قبل على مضض عام 2008 بمجيء الجنرال ميشال سليمان في ظل قعقعة سلاح 7 أيّار وبعد اتفاق سوري – قطري، برعاية عربية – إيرانيّة، في الدوحة، إلا أنّ عون يؤمن أن التاريخ لن يعيد نفسه وأنّه قادر هذه المرّة على الوقوف في وجه ترشيح العماد قهوجي لمنصب رئاسة الجمهوريّة، وأن يكون مرشّح “الممانعه” الأوحد والحائز على تأييد جميع أحزابها وتياراتها القوميّة منها والاسلاميّة للوصول الى قصر بعبدا.

لكن ماذا عن سيرة العماد جان قهوجي الشخصية؟

ولد في بلدة عين إبل بقضاء بنت جبيل في 1953، لأمّ من آل حدّاد في القرية نفسها. وتأهّل من مارلين صفير وأنجب منها 3 أولاد.
تطوّع في الجيش بصفة تلميذ ضابط وألحق بالمدرسة الحربية اعتبارا في 1973. وتنقّل بين مراتب ومناصب عدّة، أهمّها قيادة فوج المجوقل في 1992 وقيادة فوج التدخّل الثالث في 1996 ورئاسة أركان لواء المشاد الـ11 في 1999، وقائدا للواء المشاة في 2002، وحصل على تهنئة قيادة الجيش 26 مرّةً، ورقّي إلى رتبة عماد وصار قائدا للجيش في 2008.

السابق
حزب الله في سوريا: توازن إيراني – إسرائيلي!
التالي
هل يكره أهالي طرابلس الجيش؟