المبعوث الأميركي الجديد: واهم من يؤمن بالحل العسكري… ولن نقبل بقاء الأسد

المبعوث الاميركي في سورية

يصفه المقربون منه بـ «آرابيست» نسبة الى الديبلوماسيين الأميركيين الذين تماهوا مع الحضارة العربية وتاريخ منطقة الشرق الاوسط. دانيال روبنستاين، صاحب خبرة ٢٤ عاماً وعمل في عواصم المنطقة بينها دمشق، أهلته لتولي منصب المبعوث الى سورية منذ أسبوعين.
وهو أكد لـ «الحياة» في أول حديث صحافي منذ تسلمه منصبه، ان «تقوية المعارضة المعتدلة السورية وتوحيدها» سيكونان جزءاً محورياً من مهمته، اضافة الى محاربة تنظيم «القاعدة»، قائلاً انه «واهم» من يعتقد بإمكان ان هناك «حلاً عسكريا» وان واشنطن «لن تقبل» بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم.
واضاف روبنستاين عشية جولة اقليمية وأوروبية تشمل تركيا والأردن وباريس وجنيف لبحث واقع الأزمة السورية والاستراتيجية الأميركية وخيارات المرحلة المقبلة، أن «الوضع شائك وهناك حالة كبيرة من الاحباط انما نريد الدفع قدماً والعمل مع أصدقائنا في المعارضة وفي المنطقة وفي المجتمع الدولي” للتأثير بالأزمة السورية.
وترمي الجولة الأولى لروبنستاين الى الاستماع الى ممثلي المعارضة والمسؤولين الاقليميين والأوروبيين وأعضاء المنظمات الدولية حول تقويمهم للوضع والمسائل المقلقة لديهم و «سنعيد التزامنا بفعل ما يمكننا لوضع الأمور على سكة أفضل». كما يتوقع روبنستاين لقاء المبعوث الدولي – العربي الأخضر الابراهيمي خلال الجولة وتبادل الأفكار والطروحات.
ويعرف المبعوث الأميركي استراتيجية واشنطن والهدف في سورية للوصول الى ”حل سياسي للنزاع، وطبقاً لإطار دولي لآلية جنيف». وقال: “نفهم احباط الكثيرين بأن الجولة الأخيرة في جنبف لم توصلنا الى ما نريد الذهاب اليه». طبقاً لذلك اشار المسؤول الأميركي أن واشنطن ستقوم باستشارة “أصدقائنا الاقليميين حول كيفية الدفع لاستنباط نهج مختلف من قبل النظام (السوري) حيال آلية جنيف». وشدد روبنستاين وهو يتقن اللغة العربية على أهمية التنسيق الاقليمي و «فعل ما أمكن لضمان أعلى درجة ممكنة لتوحيد المعارضة المعتدلة وتقويتها». وربط تحقيق ذلك بـ «التوازن على الأرض ونهج النظام حيال آلية جنيف للوصول الى جسم لمرحلة انتقالية. هذا سيكون تركيزنا».
ورداً على سؤال عن امكان تسليح مجموعات في المعارضة المعتدلة في شكل سري وبعد رسالة من اعضاء في الكونغرس بهذا الشأن، قال: “ما يمكنني قوله أننا سنزيد ونكثف مراجعتانا واستشاراتنا لنرى ما بالامكان فعله لتقوية المعارضة. وهذا يتطلب الكثير من التنسيق مع شركائنا الدوليين».
واذ تحفظ المسؤول الأميركي عن ابداء رأي بكيفية تغيير موازين القوى على الأرض وحتى الانتهاء من مراجعته، لفت الى ان «ما أسمعه من الآخرين هو حاجة ضرورية لتغيير التوازن والأنماط الحالية للأزمة والضغط بشتى الوسائل على النظام لجعله ينظر الى العملية السياسية بشكل مختلف».
وسألت «الحياة» روبنستاين عن الموقف الأميركي من امكان ترشح الرئيس السوري بشار الأسد لولاية جديدة في حزيران (يونيو) المقبل واجراء انتخابات رغم الأزمة، فــــقال: «لا أريد الـــقيام بأي توقعات مستقبلية انما ما أفهمه أن اجراء انتـــــخابات بهذه الظروف هو انتهاك لميثاق جنيف وسيكون من الصعب على الولايات المتحدة والمـــجتمع الدولي اعـــــتبارها شرعية ومن هنا سنرى أن الولايات المتحــــدة وغــــيرها لن تــتردد في اعتبارها غير شرعية» في حال حصلت.
أما عن المعارك الميدانية وفرص حسم النظام عسكرياً، لفت الى أن “من يعتقد أن هناك حلاً عسكرياً فهو يوهم نفسه. و أي حل ثابت ويحسن مستقبل سورية يجب أن يكون سياسياً». ونفى المسؤول بشكل واضح امكان قبول واشنطن ببقاء الأسد مستقبلاً، وقال: «تحدثنا بوضوح حول مستقبل سورية وهو لن يتضمن القيادة في هذا النظام».
وتحدث روبنستاين بإسهاب عن التنسيق الاقليمي حول الوضع في سورية بين تركيا والسعودية والأردن وقطر ودول أخرى، مشيراً الى أن من «حسن حظ واشنطن أن يكون لديها أصدقاء وشركاء في المنطقة تتلاقى معهم حول عدة مصالح، والوضع في سورية بسبب موقعها الحساس والاستراتيجي يرتبط بهذه المصالح، ونحن نقدر التنسيق الموجود وسأعمل ما بوسعي على تعميقه ولتفادي انتقال النزاع» الى خارج حدود سورية.
وعن المخاوف من تنظيم «القاعدة « والمجموعات المتصلة بها في سورية، رحب روبنستاين بـ «موقف المعارضة (الائتلاف) الرافض للقاعدة والبيانات حول المخاوف منها».
ورأى أن المعارضة «واضحة وجدية في مواجهة القاعدة ولن تتردد في جهودها لمكافحة هذا التهديد».
وعبّر المسؤول الأميركي عن تقديره لهذه الجهود ومشاركة «الحلفاء الاقليميين» أيضاً في مكافحة هذا التهديد.

السابق
المثقف الشيعي وإيران
التالي
محاولة وصل ضفتين لبنانيتين… بصوت نازي