ماذا يريد الجهاد الإسلامي؟

وهل إطلاق النار الكثيف باتجاه جنوب إسرائيل هو ردّ إيران على الإمساك بسفينة السلاح “كلوس سي” (‏KLOS C‏)؟

في كلا جانبي الحدود، الإسرائيلي والفلسطيني، لم يناموا جيّدًا في الليلة الأخيرة. تم الردّ على وابل الصواريخ الكثيف المنطلق من غزة على مدن جنوب إسرائيل بعشرات الهجمات من سلاح الجوّ الإسرائيلي ضدّ أهداف للجهاد الإسلامي. ومع ذلك، يكرّر جميع المحلّلين أنّ “كلا الطرفين غير معنيّ بالتصعيد”. يبدو الأمر غريب بعض الشيء، نظرًا لشدّة الصراع.

وقد تتواجد الإجابة على ذلك بطبيعة إطلاق النيران؛ حيث أطلق الجهاد الكثير من الصواريخ، وهو عدد لمن يُطلق على إسرائيل منذ عملية “عمود السحاب” في 2012، ولكن لا شكّ بأنّهم لم يخرجوا من المخازن الصواريخ النوعية التي يملكونها، واكتفوا بصواريخ قصيرة المدى. هناك من سيقول بأنّ حركة الجهاد تشير بذلك إلى أنّ هدف العملية هو الانتقام من مقتل ثلاثة نشطاء من التنظيم بالقرب من الحدود، وليس أكثر من ذلك.
ومع ذلك، من غير المرجّح أنّ حماس، كما تدّعي إسرائيل، عن حقّ، أنّها تتحمّل المسؤولية عن كلّ ما يحدث في القطاع، لم يعلموا بالاستعدادات للعمليات لدى حركة الجهاد الإسلامي. قرّرت حماس هذه المرّة السماح بإطلاق الصواريخ، ربّما للإشارة إلى الإيرانيين بأنّهم لا يتعارضون مع خططهم وربّما من أجل الإشارة لمصر وإسرائيل بأنّه سيكون من الصعب جدًّا تحقيق التهدئة من دونهم.

والجهاد الإسلامي هو منظّمة، كما هو معلوم، تتّكئ بشكل شبه مطلق على التمويل والتسليح الإيراني ولا تعمل، بالتأكيد ليس بحجم عمل كهذا، دون التعليمات الصريحة من قوة قدس التابعة للحرس الثوري.

ما الذي يحرّك الإيرانيين، والذين هم كما هو معلوم في ظلّ مفاوضات مع الدول الغربية حول البرنامج النووي الخاصّ بهم، ويحاولون التخلّص من صورتهم كدولة داعمة للإرهاب، وما الذي يحثهم ليأمروا بعملية كهذه، والآن تحديدًا؟

قد تكون الإجابة كامنة في الحرج الذي تلقّاه الإيرانيون في أعقاب الإمساك بسفينة السلاح ‏”كلوس سي” والتي كانت موجّهة إلى غزة، والمهرجان الإعلامي الذي أقامته إسرائيل في أعقاب الحدث.

إجابة أخرى للسؤال لماذا يصعّد الإيرانيون الأوضاع الآن، وهي: أنّهم قادرون. يرفض العالم التحمّس للحقيقة بأنّ إيران مستمرّة في تمويل الإرهاب ويفضّل التركيز على وجه كل من روحاني وظريف المبتسمَين.

وقد أشارت حركة الجهاد الإسلامي بشكل واضح بأنّ إطلاق الصواريخ باتجاه سديروت والبلدات الإسرائيلية الأخرى كان بالتوافق مع جميع التنظيمات الفلسطينية، بما فيها حماس.

يبدو أنّ حماس تريد الإشارة إلى مصر وإسرائيل (لمصر بالتحديد) بأنّه لن يكون هناك استقرار دونها، وأنّ اضطهادها وعزلها من شأنهما أن يحققا الهدف المعاكس. وفي نفس الوقت تتظاهر حماس بحسن نيّة تجاه إيران، حيث لا يزال التنظيم على أمل في استعادة دعمها المالي من جديد.

السابق
قراءة في دراسة «آراء»: احتقان لبناني غير مسبوق
التالي
ضو: قوى 8 آذار تحضّر انقلاباً في لبنان لتضع يدها على كل مواقع القرار