جراحة السمنة: معايير ومحاذير

تكثر جراحة السمنة (bariatric surgery) في حالات غير موجبة، ويطلب بعض الأشخاص إجراء تلك الجراحة من دون معرفة شروطها ومضاعفاتها. في المقابل، توصي «منظمة الصحة العالمية» بإجراء جراحة السمنة للأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI- الوزن كلغ /الطول سم2) أكثر من أربعين أو بين 35 و40 مع وجود أمراض أخرى مثل السكري. ويتم إجراء دراسات سريرية عند الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم بين 30 و35 ويعانون اضطرابات أخرى مثل السكري، وارتفاع ضغط الدمّ وغيرها.

وترتكز شروط الجراحة، وفق البروفسور في جراحة السمنة في جامعة «باريس 12» وفي «مركز كليمنصو الطبي» كلود طيار، على أن يكون الشخص يعاني السمنة منذ أكثر من خمس سنوات، وعلى أن يكون قد استشار متخصّصاً في التغذية قبل عام واحد على الأقلّ.

توجد ثلاثة أنواع من جراحات السمنة: ربط المعدة «adjustable gastric band» وتكميم المعدة «sleeve gastrectomy»، وتحوير المعدة «gastric bypass». ترتكز جراحة ربط المعدة على وضع حلقة حول مدخل المعدة بواسطة المنظار أو الروبوت بغية تقليل كمية الأكل. يتعرّض بعض المرضى إلى اضطرابات مثل تغير في وضع الحلقة، أو الالتهاب وغيرها. ويمكن إبقاء الحلقة داخل المعدة طالما لا توجد مضاعفات سلبية.

ترتكز تقنية تكميم المعدة على استئصال نسبة 75 إلى 80 في المئة من حجم المعدة ما يؤدي إلى تقليص كمية الأكل، وانخفاض إفراز الهرمونين «لبتين» و«جريلين» فيخفّ الإحساس بالجوع. يعاني المرضى على المدى الطويل، وفق طيار، انخفاضاً بفيتامين «بي 12» وفقر في الدم. بينما تتعرّض نسبة واحد إلى اثنين في المئة من المرضى، في الأيام الأولى بعد إجراء العملية، إلى التهابات في الصفاق أو غشاء جوف البطن.

وترتكز تقنية تحوير المعدة على تصغير المعدة وتحويل مصرف المعدة وربطه ببداية الأمعاء الدقيقة ما يؤدي إلى تخفيف كمية الأكل وتقليل امتصاص السكر والدهون. يتعرّض بعض المرضى، على المدى الطويل، لمشاكل في امتصاص فيتامين «بي 12» و«د» والحديد والكالسيوم ما يستوجب تناول الفيتامينات. وتتعرّض نسبة واحد إلى اثنين في المئة من المرضى، في الأيام الأولى بعد إجراء العملية، إلى التهابات في غشاء جوف البطن وإلى انسداد معوي.

تشكّل عملية تحوير المعدة، وفق طيار، حلاً أنسب لمرضى السكّري من عملية تكميم المعدة نسبة لعدم امتصاص السكر في الدمّ وعدم تحمّل المريض لمادة السكر وارتفاع هرمون الأنسولين في الدمّ.

يعتمد المريض، في الأيام الأولى بعد إجراء العملية، على شرب السوائل والأكل المطحون، والمضغ جيداً، والأكل بروية. ويعاود المريض، بعد مرور ستة أسابيع، الأكل بطريقة طبيعية مع تقليل في الكميات.

يمكن إجراء تلك العمليات للأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً، ويمكن إجراء العملية عند الأشخاص، الذين يتجاوزون الخمسة والستين عاماً، في حالات معينة إذ كان الوزن الزائد يؤثر على الوضع الصحي للمريض. وتجرى بعض العمليات عند الصغار دون 18 عاماً في مراكز متخصصة.

يلاحظ طيار ارتفاع إجراء عملية جراحة السمنة بمعدّل أربعة أضعاف أكثر عند النساء من عند الرجال، مع الإشارة إلى أنه لا يسمح للمرأة بالحمل إلا بعد مرور سنة على إجراء العملية. تهدف جراحة السمنة إلى تخفيف الوزن وتحسين نوعية الحياة وإطالة أمد الحياة وتخفيف نسبة الإصابة بسرطان القولون والثدي. تعالج البحوث الحديثة إمكانية إجراء العملية بواسطة الروبوت بدلاً من المنظار، والتغيرات الهرمونية مثل «الأنسولين» و«اللبتين» و«الجريلين» لإيجاد بديل عن الجراحة لعلاج البدانة.

ينصح طيار المرضى بضرورة استشارة طبيب متخصص في جراحة السمنة يعمل في مركز متخصص ضمن فريق متعدد الاختصاصات، وبضرورة احترام المعايير الدولية من دون القيام بالجراحة لأشخاص يحتاجون إلى تخفيف 3 أو 5 كيلوغرامات فحسب، وبأهمية التهيؤ نفسياً للتغيرات الجسدية قبل إجراء العملية.

السابق
هل أصبحت قطر من الماضي؟
التالي
لماذا حاولا قتل ريما الدبس؟