مواجهة الإرهاب، ثلاثية، لا همّ.. المهمّ: بقاء السلاح

جيش شعب مقاومة
الثلاثية الذهبية: "جيش، شعب، مقاومة"، لن تكون هي عقدة العقد كما في البيانات الوزارية السابقة. ولا عجب في ذلك، طالما أنّ استبدالها بعنوان آخر هو "محاربة الإرهاب" قد يفي بالغرض نفسه، أي تحضير "السبب" لبقاء السلاح. فالعناوين ليست ذات قيمة، لا ذاتيا ولا في المضامين، بل المهمّ أولا وأخيرا هو: بقاء السلاح .

قيل قديمًا: “إذا عٌرِفَ السبب، بَطُلَ العجب”. وعليه، مجرّد استرجاع الخطبة العصماء لعضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب الحاج على عمّار، التي ألقاها من تحت قبّة البرلمان اللبناني، بكلّ صدق وعفوية، فربط بين “بقاء السلاح” بيد حزبه وبين “بقاء الأنبياء” (محمد، وعيسى، وموسى) وبين “بقاء الكتب المقدسة” (القرآن، الإنجيل، والتوراة). أو بعبارة ثانية أكثر وضوحا: فإنّ بقاء هذا السلاح بنظره مرتبط عضويا ببقاء ” الله ” سبحانه وتعالى.
ولأنّ الله، سبحانه، دائم الوجود، فهذا يعني أنّ السلاح أيضا أزلي لا يفنى وخالد لا يبلى، وبقاؤه مستمر حتى آخر الدهر، فلا يبقى بعد ذلك الا معضلة بسيطة، ألا وهي: إبتداع “الكوفوز” (Goveuse، العلبة الطبية حيث يُوضَعُ الطفل الرضيع حين يولد حفاظا على حياته). وذلك من أجل تأمين الأجواء المناسبة التي تمدّ هذا السلاح بالأوكسيجين، وضخّ الحياه فيه كلما تعرّض لموجات من البكتيريا المميتة.
لعلّ أخطر أنواع هذه الجراثيم هي تلك التي يمكن أن تصيبه بالجمود وعدم الحركة، المؤدّية بدورها إلى حالة من الخمول والترّهل، وبعدها للموت المؤكّد. فإذا كان “العلم يزكو على الانفاق”، كما قال الإمام عليّ بن أبي طالب، فإنّ “السلاح يزكو على الاطلاق”. وبالتالي فإنّ المهمة الأساس المناطة بقيادة حزب الله على الدوام هي التفتيش المستمر عن عدوّ، خصوصا بعد صدور القرار 1701 والهدوء القاتل في جبهة الجنوب، وبعد انتهاء الصلاحية الاستهلاكية لمعلّب “المقاومة الدّفاعية “.
أما خلال المرحلة الحالية، فقد هيّأ الله، سبحانه، أسباب بقاء السلاح بواسطة الحرب السورية. فعاد السلاح إلى “الزغردة” من جديد، وعادت معه الروح لتبعث مرة أخرى عبر قوافل الشهداء، وبفضلها رجعت الحياة لتدبّ في شرايين الدساكر والقرى والمدن من خلال مراسيم التشييع، وانطلقت من جديد ماكينات طباعة صور الشهداء ولو بعنوان آخر اسمه هذه المرة اسمه: “الواجب الجهادي”، وعدنا لنسمع ألحانا جديدة من الأناشيد الثورية، ولو بكلمات عجيبة غريبة. لا يهمّ، فهي تشبه تماما طبيعة المرحلة.
أمام كلّ ما تقدم، ولمناسبة صياغة مضمون البيان الوزاري العتيد، فيكاد يكون مجزوما أنّ الثلاثية الذهبية: “جيش، شعب، مقاومة”، لن تكون هي عقدة العقد كما في البيانات الوزارية السابقة. ولا عجب في ذلك، طالما أنّ استبدالها بعنوان آخر هو “محاربة الإرهاب” قد يفي بالغرض نفسه، أي تحضير “السبب” لبقاء السلاح. فالعناوين ليست ذات قيمة، لا ذاتيا ولا في المضامين، بل المهمّ أولا وأخيرا هو: بقاء السلاح .

السابق
الأردن: لا وجود لآلاف المقاتلين السوريين المدربين على أرضنا
التالي
سبب تغيير بندر بن سلطان فشله الذريع بانجاز اي شيء بسوريا