عاشق العملات بالنبطية: 3550 قطعة نقديّة عالميّة

جامع العملات في النبطية
بات على وشك الانتهاء من تأسيس جمعيّة مخصصة لهواة جمع العملة والطوابع. على صفحته الفايسبوكية ينشر الدكتور حسين معاذ أكبر عدد ممكن من مجموعته، التي تضمّ مجموعته عملات ورقيّة ومعدنية نادرة لغرابتها وفرادتها.

هي هواية قراءة التاريخ والجغرافية، عبرها يتعرف الإنسان على حضارة وثقافات وعادات وتقاليد، ويتعلم الفنون واللغات الأجنبية وحتى السياسة. وصفت بأنها “هواية الملوك وملكة الهوايات”. وقد وجد عبرها الدكتور حسين معاذ، ابن مدينة النبطية، ملاذه الآمن نحو ترسيخ قاعدة بيانات تاريخية عبر جمعه عملات من كل انحاء العالم حتى بلغت 3550 قطعة عالمية من مختلف الإصدارات والتواقيع، يتربع على عرش العالمية كأوسع موسوعة عملات يملكها.

لقب “بعاشق العملات”، لأنّه يبحث دوما عن صيد ثمين ينافس به غيره من هواة تلك الهواية، إلا أنّه تربع على عرشها كواحد من أهم جامعي العملات في العالم. فمتى وكيف وبأي إسلوب يجمع معاذ عملاته النقدية والورقية؟

في التاسعة من عمره وقع معاذ في شباك هذه الهواية، مطبّقاً المثل القائل “فرخ البط عوام”. إذ راح يسير على خطى والده، الجامع للعملات المعدنية، بعد احتفاظه بدينار أردني أهداه إياه عمه. يومها، جذبته القطعة النقدية بألوانها وتصميمها المتضمن لصورة مسجد قبة الصخرة، فعرف أن لكل بلد عملته وتنوعه وجمال تصاميمه ورموزه.

أكسبته هوايته ثقافة واطلاعا بتاريخ وحضارات الأمم السابقة، واتاحت له معرفة وخبرة قراءة العملة وتقييم معدنها وأصالته من عدمه، فقراءة العملة ومعرفة تواريخ الدولة التي تنتمي إليها تعطي معاذ صورة واضحة عن مدى ندرتها.

فهي ترصد بنظر معاذ “مصير أمة تقف عند التحول التاريخي لواقعها الاقتصادي والإجتماعي وتعتبر دفترا واضحا لقراءة نمط الحياة”. تحولت هوايته الى شغف يقرأ التاريخ والماضي وأدواته المختلفة، لذلك يحرص معاذ على اقتناء الأندر والأقدم من العملات، وما يرتبط منها بأحداث أو عصور معينة.

في جعبته الآلاف من القطع النقدية والورقية الذي يصنفها “وفقا لتاريخ كل منها يجمعها في البومات كأرشيف غني لا يقدر بثمن”. ينطلق من مبدأ “الدول تحرص دائما على وضع صور بأهم منجزات البلد وتاريخها الحضاري عليها، وبحسب معاذ فإن هواية جمع العملات الورقية”. ووفق رؤيته فإنّ “العملة لا تنحصر قيمتها في القيمة الشرائية، بل لها أبعادها الاجتماعية والتاريخية والجغرافية. فهي تؤرخ لحضارات بأكملها ولحقبات مرت في بلد معين، لا سيما مع ربطها بما قرأته عنها أو شاهدته في التلفزيون أو زرته”.

” العملات بحر واسع ،” هكذا قيل عنها، قلا يستطيع المرء أن يحيط بها جميعاً ، لكن يستطيع أن يـُـلم بجانب معين من جوانبها، أو فئة أو نوع معين من العملات. بيد أن معاذ يجهد أن تحوي مجموعته كل شيء ونجح في الامر معتمدا التشجيع الذي تلقاه من والده. ولاحقا من زوجته وعائلته وأصدقائه. ما شكل الحافز الأساسي له في البحث عمن يمتلك العملات الورقية محلية كانت أم أجنبية.

بدأ معاذ الاحتراف بعدما تخرج في كلية الهندسة – الجامعة اللبنانية، ومنذ ذلك الحين راح يسافر إلى رومانيا وتركيا، حيث الأسواق المخصصة لـ«عرض العملات»، مستفيدا من المهرجان السنوي الذي كان ينظم فيهما لهذه الغاية. حيث كانت المرة الأولى التي يجمع فيها الرجل الثلاثيني أكبر قدر ممكن من العملات قبل أن ينتقل إلى العالم الافتراضي.

يعمل بشكل دؤوب على جمع العملات. غاص في «عالمها» فكان “ألبرنس” الذي يملك قطعاً نادرة ومميزة، إذ يشير “والحصول عليها لم يخلو من صعوبة بل مكلفا، أجمعها في 15 ألبوما (مصنوعا من البلاستيك المخصص لحفظ الأوراق) خصوصا الأوراق النقدية اللبنانية التي تحمل اسم «بنك سوريا ولبنان 1952 – 1964»، ومجموعة مصرف لبنان الورقية منذ عام 1964 حتى اليوم، والمجموعات المعدنية منذ عام 1924 بما فيها قطعة «نصف قرش» وحتى الـ500 ليرة لبنانية.

بإبتسامة فخر يقول: “لدي عدة مجموعات لدول عدّة، ولن أعمد أبداً إلى التفريط بأي مجموعة منها، مهما كان عدد عملاتها، أو الأسباب التي تدعو إلى ذلك، فليس من السهل التخلّي عن أي مجموعة بسبب صعوبة الحصول عليها”. ليردف: “فأنا أمتلك أكبر مجموعة ورقية عالمية في لبنان، وذلك بعدما تأكدت من أن أغلب الهواة لا يملكون بقدر ما أملك من تنوع في الدول وفي الكمية. وينصبُّ تركيزي اليوم على العملات العربية والعالمية، وعلى الأقل عملة واحدة من كل بلد لضمان تجميع كل دول العالم”. وهو جمع عملات 90 في المئة من عملات تركيا ولبنان وليبيا ويوغوسلافيا وباكستان ورومانيا ومصر والبرازيل وكوبا وروسيا.

على صفحته الفايسبوكية ينشر اكبر عدد ممكن من مجموعته، إذ يحرص على تعريف المجتمع الإفتراضي والشبابي على مجموعته العملاقة والنادرة، يحاول أن يترجم هوايته بعرضها لأكبر شريحة “لأن العملات تشكل منطقة حرة للتعرف على فكر كل بلد”، أضحت العملات جزءاً من حياته، كما لو كانت إبنا له يدأب أن يعززها كل يوم بالجديد لذا يفتح الأبواب كلّها على موقع “ebay”، المتخصص في العملات ولديه صدقية عالمية، إذ مرّة كل شهرين إلى 3 أشهر، يشتري ما يفتقر إليه من قطع نادرة ومميزة، ثم يتسلمها عبر البريد، فضلا عن القطع التذكارية التي يهوى جمعها أيضا كونها تزيد من جمالية المجموعة. ويتم البيع والشراء وفقا لـ«كتالوغ» عالمي يشرح بالتفصيل حالات العملات وتصنيفاتها وتسعيره: “لا يمكن أن افرط بها فهي جزء من كياني حتى لو دفع لي أحدهم المبلغ المناسب فلن أبيعها، لأنها أصبحت شغفي وجزءا من حياتي”.

هو على وشك الانتهاء من تأسيس جمعية مخصصة لكل هواة جمع العملات الورقية والمعدنية والطوابع والسندات والصور القديمة و«البوسترات» وأوراق اليانصيب، ستمكنهم من تطوير الهواية، واللقاء بهواة جدد، وفتح إمكانية البيع والشراء بين الهواة، والمشاركة والاستماع لمحاضرات، آملا الإعلان عنها مع بداية عام 2014.

السابق
كثرة المقبلين على مهنة إختصاصية التغذية مضرّ
التالي
«السيدة الأولى» مُنتج جديد يتعرّض لسهام زمنه