عن الآثار اللبنانية للتسوية الاقليمية

لبنان
لغة جديدة بدأت تبرز على مستوى السياسة الخارجية الايرانية تجاه ملفات ساخنة في المنطقة، في الملف الفلسطيني والملف اللبناني والملف السوري.
من الواضح ان لغة جديدة بدأت تبرز على مستوى السياسة الخارجية الايرانية تجاه ملفات ساخنة في المنطقة، في الملف الفلسطيني والملف اللبناني والملف السوري.
اذ ليس مسبوقا في مسار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وتحديداً منذ اتفاق اوسلو عام 1993، ان ايران كانت بعيدة عن التصدي لمثل هذا الاتفاق وما تلاه من مفاوضات… لتطبيقه برعاية اميركية. ايران اليوم لا تقول شيئاً في هذه المفاوضات التي يقودها منذ اشهر وزير الخارجية الاميركية بين الاسرائيليين والسلطة الفلسطينية، ولا يسمع اي تشكيك بسلوك السلطة الفلسطينية او نهجها السياسي كما كانت الحال في السابق مع السياسة الايرانية، ولا من توابعه الفلسطينية واللبنانية اليوم.
في الملف السوري تراجعت النبرة الايرانية، لا بل اختفت مقولة الدفاع عن الرئيس بشار الاسد ونظامه، ليحل مكانها ما عبر عنه وزير الخارجية في بيروت وحيث يحل هذه الايام، بان ايران متمسكة بالحل السياسي، وبحق الشعب السوري باختيار ممثليه. ويمكن مراقبة المواقف التي يطلقها قياديو حزب الله هذه الايام في المرحلة المقبلة لرصد انعكاس هذا التعديل على مواقفه من الاصرار على القتال في سورية سواء ضد التكفيريين او الجماعات المسلحة او في مواجهة المشاريع الدولية الكبرى وتحديدا مؤتمر جنيف 2.
في الملف اللبناني ثمة تراجع بيّن تمثل في الاقرار المبدئي بمعادلة الثلاث ثمانات حكوميا، واقرار بأن الثلث المعطل ليس ثابتة في تشكيل الحكومات لا يمس بها منذ اتفاق الدوحة. هذا مع ابداء استعداده لتعديل  في صياغة ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة في اي بيان وزاري.
في المقابل ثمة تراجع يمكن ان يسجل في خانة تيار المستقبل، الذي اندفع نحو التقاط هذه المؤشرات في موقف حزب الله والبناء عليها، بابداء استعدادات جدية للمشاركة في الحكومة، لم يستسغها جزء كبير من جمهوره. هو الجمهور الذي لم يهضم بعد مثل هذا القرار. فضلا عن الارباك الذي يعانيه بعض جمهور قوى 14 اذار، في وقت ابدت قيادات مسيحية في هذا الفريق ترددا حيال  اندفاعة تيار المستقبل نحو تلقف خطوة حزب الله.
اما هذه الاندفاعة المستقبلية فهي، وان كانت تدرج على انها خطوة تراجعية، بعد ان وصل قياديوه الى اتهام حزب الله بقتل قيادات في فريقه السياسي، واطلق المقاومة المدنية في مواجهة السلاح، ورفض الجلوس معه على طاولة حكومية ما لم ينسحب من سورية… هذه الاندفاعة يضعها البعض في اطار محاولة لجم الحملة الامنية التي تستهدفه، لكن يضعها غيرهم في اطار الرغبة بادارة شؤون المواطنين، لكن الاكيد انها ستفقد المستقبل بعضا من مصداقيته والكثير من جمهوره.
في المحصلة جمهور حزب الله متململ كما جمهور المستقبل… لكنها آثار جانبية للتسوية الكبيرة التي بدأت تخيم على الممنطقة.
السابق
الجمهورية: المقايضة مع إيران في لبنان والعراق وسوريا
التالي
بريطانيا تتبرع بمبلغ 164 مليون دولار لإغاثة النازحين السوريين