هل ما زال ثمّة من يجرؤ على طرح حكومة الأمر الواقع

عندما دوّى انفجار ستاركو وتبين أن ضحيته أحد أركان تيار “المستقبل” الوزير السابق محمد شطح، سرت قناعة فحواها أن ديّة هذا الرجل ستكون حكومة أمر واقع سيوقع مرسومها رئيس الجمهورية ميشال سليمان مستعيناً على قضاء هذه الحاجة التي نظر اليها طويلا، بحرارة الدم المسفوك للتو.

بالفعل تصرف بعض أركان فريق 14 آذار والمحيطين برئيس الجمهورية على أساس أن الاستحقاق الذي طال الحديث عنه، وطال الخصام حوله قد صار في حكم المُقضى أو المنجز الى درجة أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أطلق تصريحاً فحواه تحذير أخير من مغبة ما يعد له ويوعد به واصفاً إياه بأنه “دعسة ناقصة” سيكون لها ما لها من تداعيات على نحو بدا معه رئيس المجلس وكأنه صار أمام استحقاق ناجز، وشرع مع فريقه السياسي بالتفكير جدياً في الخيارات العملانية لجبه ما هو آت خصوصاً أن بري الذي حلب دهر السياسة اللبنانية اشطاره تعامل مع الأمر بجدية بالغة انطلاقاً من أمرين: الأول أن جد السياسة قد جد وأن هزالها جد أيضاً ولا يحتمل المزاح، والثاني أنه تناهت الى علمه لائحة بالأسماء المرشحة للحكومة المسماة حيادية، وتبين له أن الاسماء الشيعية المطروحة لم تكن في يوم من الأيام إلا منحازة لمصلحة فريق 14 آذار ولا تخفي خياراتها وقناعاتها. لكن يبدو جلياً أن انفجار حارة حريك أول من أمس قد قلب المعادلة رأساً على عقب، بل فرض وقائع ومعطيات كونت مفعولاً عكسياً تماماً وبينت لمن هم في وارد الحماسة لاستيلاد حكومة الأمر الواقع أن الاقدام على هذا النوع من الحكومات في هذه اللحظات السياسية البالغة الحماوة هو عبارة عن مغامرة ولعب بالنار واستطراداً عبث متعمد بمعادلات سياسية دفعت شرائح وجهات أثماناً باهظة لتكريسها على مدى أكثر من 3 عقود.

السابق
هل تقتنع 8 آذار بأن الحكومة الحيادية ليست خدعة؟
التالي
الهبة السعودية أحد عناوين تسوية آتية