هل تقتنع 8 آذار بأن الحكومة الحيادية ليست خدعة؟

رغم كثرة التسريبات عن قرب تشكيل الحكومة الجديدة، الا ان السائد راهنا هو تكثيف الاتصالات والمشاورات البعيدة من الاضواء على اكثر من مستوى وموقع، بهدف تأمين توافق الحد الادنى على حكومة تفتح الطريق امام ولوج ملف الاستحقاق الرئاسي دون غيره من الاستحقاقات، بدل الاستمرار في الدوران في حلقة مفرغة «لن تفضي في حال استمرارها الا الى فوضى دستورية من اخطر ما شهده لبنان في حقبة دستور الطائف».
وفي حين ينقل عن احد قياديي قوى «14 آذار» قوله: «ان ازمة قوى 8 آذار الحالية التي تجعلهم يتمسكون بصيغة 9-9-6 ورفض الحكومة الحيادية المتفق عليها، هي انهم غير مطمئنين لموقف النائب وليد جنبلاط»، يرى مصدر وسطي مواكب عن كثب لملف التأليف الحكومي «ان الرئيس المكلف تمام سلام وبعد تشكيل حكومته الحيادية ومثولها امام مجلس النواب لنيل الثقة وعدم حيازتها لهذه الثقة، يصار الى اجراء استشارات تكليف جديدة ملزمة ويفتح الباب امام فريقي 8 و14 آذار للتحرك باتجاه الكتلة الوسطية لتأمين تسمية رئيس حكومة جديدة بالنصف زائدا واحدا، والذي حينها يأتي الى رئيس الجمهورية بحكومة يجد نفسه معنويا امام خيار توقيع مرسومها».
ويضيف المصدر: «ان السبب الذي يجعل رئيس الجمهورية لا يوقع الى الآن حكومة حيادية برئاسة سلام، يعود لكون الرئيس المكلف تمت تسميته من فريقي 8 و14 آذار، وبالتالي على سلام اشراك قوى 8 آذار في حكومته. ولكن لنفترض ان الامور وصلت الى حائط مسدود نتيجة عدم الاتفاق على حكومة وتم تأليف حكومة حيادية وسقطت في مجلس النواب، حينها بامكان الاكثرية الحالية المؤلفة من 8 آذار ووليد جنبلاط تسمية رئيس حكومة بالنصف زائدا واحدا، لان مسؤولية الرئيس المكلف حينها تأليف حكومة ممن سموه والرئيس يوقع المرسوم في حال رفض فريق 14 آذار المشاركة، ولكن يبدو ان خشية 8 آذار هو ان يتخذ جنبلاط الموقف الراهن ذاته المصر على حكومة شراكة، وحينها ندخل في الدوامة عينها».
ويوضح المصدر الوسطي «انه قبل التفجير الارهابي الذي اودى بحياة الوزير السابق محمد شطح وآخرين، كان ما نسبته ستون في المائة من القاعدة النيابية لقوى 14 آذار سائرًا بصيغة 9-9-6، وكان العائق موقف قياداتها والعامل الاقليمي. لذلك، في حال تشكلت حكومة حيادية، وتعاطت قوى 8 آذار بهدوء، وسقطت الحكومة لاحقا في مجلس النواب وجيء برئيس مكلف جديد، هناك رهان كبير، يصل الى حد اليقين، ان قوى وشخصيات وازنة في 14 آذار، باستثناء تيار المستقبل والقوات اللبنانية، مستعدة للدخول الى الحكومة».
واعتبر المصدر «ان المطلوب هو اعتصام قوى 8 آذار بالهدوء والروية من دون اية ردة فعل سلبية في حال تشكيل حكومة حيادية، ومن ثم الاتفاق مع جنبلاط على تسمية شخصية جديدة لرئاسة الحكومة، وحينها كل مسيحيي 14 آذار، باستثناء القوات يدخلون الى الحكومة، ورئيس الجمهورية الذي يؤمن التوازن يوقع مرسوم التأليف في حال رفض الآخرون المشاركة».
الا ان المصدر يبدي خشية صريحة «من ان تكون سياسة قوى 8آذار هي إعطاء هامش صفر لتشكيل اي حكومة بهدف الابقاء على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، مع التأكيد ان هناك اتجاهاً لتأليف حكومة حيادية، ولكن ليست في القريب العاجل جدا رغم وجود اصوات تطالب بتشكيلها في ظل الرفض المطلق للقوى الاساسية في 14 آذار للمشاركة في حكومة واحدة مع 8 آذار، وتحديدا حزب الله. لذلك يجب على فريق 8 آذار ان لا يعتبر تشكيل حكومة حيادية خدعة، لان سقوطها متوفر في مجلس النواب».

السابق
الخليج: التخطيط والتوجيه للتفجيرات يحمل عقلا صهيونيا
التالي
هل ما زال ثمّة من يجرؤ على طرح حكومة الأمر الواقع